وظيفة البكتيريا المتطفلة في حكم ليبيا

وظيفة البكتيريا المتطفلة في حكم ليبيا

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

new-article1_25-10-2016

الانسان  مكرم من الله تعالى في ذاته البشرية والإنسانية مهما كان سلوكه ولكنه ليس مكرما في سلوكه لأنه صادر عنه وهو مسؤول على ان يجعل سلوكه مكرما بإنجازه او بأخلاقه او يجعله سلوكا محقرا مذلا لنفسه لذلك فان هذا المقال لا يشبه ذوات بشرية وانسانية بالبكتيريا بل يشبه السلوك الصادر عن الانسان الذي قد يشابه فعلا سلوك البكتيريا فالإنسان لا يحاسب عن ذاته كإنسان التي لم يختارها بل يحاسب على سلوكه الذي اختاره لنفسه فمقصد المقال من التشبيه بالبكتيريا هو تشبيه السلوك الوظيفي لحكام ليبيا وليس ذواتهم الانسانية والبشرية المكرمة من الله تعالى.

كل شيء في ليبيا ملوث بما يشبه التلوث البكتيري المعقد الذي يتخذ بالرؤية المجهرية هيئة مستعمرات عقدية وعنقودية* تعلقت في الأجهزة الوظيفية الحيوية وتعلقت في المفاصل الحركية لجسم ليبيا فلا هي بلاد تحيا ولا هي بلادا تتحرك، تستعمر وظيفيا خلايا جسم ليبيا وتتغذى عليها فتدمرها لتحيا هي ويموت الجسم الليبي العظيم وطنا وشعب فلم يعرف عهد فبراير اي وظيفة وطنية لكل حكوماتها التشريعية والتنفيذية الا وظيفة بكتيرية فتكت وأهلكت الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في ليبيا وبذات نوعي البكتيريا الضارة العقدي والعنقودي يتخذ حكام فبراير الشكل العقدي والعنقودي للبكتيريا في اداء وظائفهم على هيئة مستعمرات سياسية متمثلة في اجسام سياسية وحكومية  ومتمثلة في عصائب مسلحة تحكم ليبيا بوظائف بكتيرية ويتميّز اسلوبها الوظيفي بالتطفل كحال البكتيريا المتطفلة حيث تتخذ خلايا وأنسجة الجسم الليبي  مستعمرات للنمو والتكاثر وإفراز السموم مما يؤدي الى إهلاك وتدمير الخلايا الحية  وذلك امر واضح في رباعية الهلاك الليبي التي عناصرها اهدار ونهب وسرقة وتعطيل في كل شيء.

من العمليات الحيوية الاساسية للبكتيريا الضارة هو التكاثر وذلك عبر الانشطار او الانقسام الثنائي او أزيد من الثنائي وهو مشهد حي في الانقسام او الانشطار السياسي بانقسام ليبيا الى ثلاث حكومات وهي الانقاذ والمؤقتة والوفاق وثلاثة اجسام سياسية وهي مجلس النواب ومجلس الدولة والمؤتمر الوطني ولازالت تؤدي دورها في التكاثر.

أوضح الوظائف البكتيرية التي لا تحتاج لرؤية مجهرية لإيضاحها بل رؤية بصرية مجردة هي الوظيفة البكتيرية للعصابات المسلحة الدينية والإجرامية والسياسية  المزروعة زراعة في مكتسبات ومقدرات وأملاك  الشعب الليبي بما يعرف بشرعنة وترسيم العصابات حيث تتخذ هذه المكتسبات والمقدرات والأملاك مستعمرات فتستنزفها استنزافا وتمنع ابناء الشعب الليبي من التمتع بها فاستعمرت المصارف الليبية فامتصت ما فيها من عملة نقدية اجنبية ومحلية واستعمرت  ادارات جوازات السفر فلا يمنح الجواز الا بعد دفع رشوة لهذه البكتيريا واستعمرت المنافذ الجوية البرية والبحرية  في مطار معيتيقة وبوابة راس اجدير  وميناء طرابلس وموانئ الصيد لتهريب الاموال والمخدرات والبشر والسلع المدعومة والوقود واستعمرت الطريق الساحلي الرئيس في غرب ليبيا تقفله على ابناء الشعب الليبي واستعمرت المنشآت النفطية كما حدث سابقا مع موانئ تصدير النفط وكما يحدث حاليا مع مصفاة الزاوية ومجمع مليثة الغازي وحقول الغرب النفطية لتهرب منهم الوقود والزيوت المدعومة واستعمرت الدينية منها المساجد والمدارس القرآنية لإفراز سمومها واستعمرت مدن كاملة كما حدث سابقا مع مدينة سرت واستعمرت الاحياء السكنية والشوارع لتفتك بالعائلات الليبية بخطف أفرادها وامتصاص مدخراتها بالفدية او قطع الطرق عليهم او نهبهم او سلبهم.

لا يوجد دواء فعال لتثبيط او تعطيل الوظيفة البكتيرية من جسم ليبيا ، لا دواء مستورد عبر الامم المتحدة  من الخارج ولا دواء محلي و ما يعرف بجيش الكرامة هو اجسام مضادة ضعيفة لوظيفة البكتيريا والدليل انه لايزال يراوح في شرق ليبيا ولا يتقدم بل كان زارع لمستعمرات وظيفية بكتيرية في شرق ليبيا من العصابات المسلحة الدينية السلفية ، العلاج الفعّال للوظائف البكتيرية هو بثورة مناعية مستعجلة تفرز اجسام مضادة حاشدة فاتكة بالوظائف البكتيرية قبل فناء الجسم الليبي وذلك بخروج ابناء الشعب الليبي في ثورة على كل الاجسام السياسية والعصابات المسلحة واخراجها من الجسم  الليبي وأرجو من الله الا يكون الأوان قد فات.

[su_divider top=”no” size=”1″]

* عقدية وعنقودية: تشبه انواع من البكتيريا في صورتها المجهرية شكل العقد الذي يتخلله العقيق فتسمى بكتيريا عقدية وتشبه انواع من البكتيريا في صورتها المجهرية شكل عنقود العنب فتسمى بكتيريا عنقودية.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

اترك تعليقاً