إسرائيل.. اللعبة أم اللاعب؟

إسرائيل.. اللعبة أم اللاعب؟

تربينا نحن جيل القرن الماضي, على فكرة “قومجية” كما يحب منتقدوها أن يسمونها, مفادها أن ” الكيان الإسرائيلي” هو العدو الأول والدائم, وأنها المتحكم بكل قضايا وشؤون العالم, من خلال سيطرتها على كل جوانبه الإقتصادية والمالية والسياسية والإعلامية المهمة.

تداولنا بشكل عاطفي قصصا, عن تحكم سري لعوائل يهودية بكل المال العالمي, وسيطرة أخرى على الإعلام بمعظم تفاصيله المهمة وصار أطفالنا يعرفون أسماء, كروتشيلد ومردوخ وغيرها كثير.. وصدقنا أن الكل يسعى لخدمة الدويلة الصغيرة “إسرائيل” وتحقيق هدفها  بدولة قومية لليهود.. فهل كل هذا صحيح؟!

من يقرأ عن تاريخ اليهود, بعقلية منفتحة وموضوعية, يرى عن قناعة أنهم تعرضوا لإبادات جماعية كثيرة وكبيرة, رغم أن بعضا منها كان لهم دور في التسبب بها, من خلال مواقف مساندة لجهة دون أخرى في صراع يتعلق بالنفوذ أو نيل المكاسب, أو نزاع حول سلطة بين متنافسين.. ومن نالهم الجزء الأكبر من الأذى من اليهود هم الأبرياء, ممن لا ناقة لهم فيها ولا جمل, ولم يكن لهم أصلا موقف بأي قضية!

نجاحهم الأكبر, تمثل في تسويق تلك المظلوميات, والإنتفاع منها في نيل مكاسب ومنافع, كبرى وإستراتيجية.. حققت لهم في النهاية وطنا, ودولة كانوا يحلمون بها, ويتداولونها في قصصهم وتراثهم جيلا بعد جيل.. ونجحوا في كسب حلفاء لهم, أقوياء ومتنفذين على مستوى خارطة العالم السياسية, بل وتحكموا في إرادات دول عظمى, كما نرى في أمريكا مثالا واضحا لا لبس فيه.

هل أن الأذرع اليهودية هي فعلا من تتحكم, بالإرادة الأمريكية, ولو على سبيل الضغط والتلاعب؟ أم أن القضية “وهم” يستخدم للتغطية على اللاعب الحقيقي خلف هذه الستارة المزعومة؟!

هناك حقائق يجب قبولها لا من باب الإستسلام لها, وإنما لفهمها فنحسن التعامل معها.. فاليهود أذكياء, أحسنوا التصرف حين فهموا مفاتيح لعبة الأمم, فأبتعدوا عن الصفوف الأمامية للسلطة, وتراجعوا لمناطق الظل, حيث المال والثروة, فنجحوا في بناء ثروات طائلة من خلال العمل المصرفي, وإنشاء وإمتلاك المؤسسات الإقتصادية الرابحة, وأكتفوا بكيان سياسي صغير في قلب العرب ليشغلوا به العالم, عن قوتهم الحقيقية المتنامية, التي نجحت في التحكم بدورة المال في العالم كله, وهي قبضة تتحكم بكل مفاصل الحياة..

فهموا دور الإعلام المتنامي فإتجهوا له.. سيطروا على كبريات الصحف والقنوات الإخبارية, وتحكموا في مفاصل مهمة لمنابر إعلامية أخرى, يسيرونها توافقا مع مصالحهم, ومن لم تقبل السير في ركابهم, كان مصيرها الإضمحلال والإندثار.

فكرة  تحكمهم بقرارات دول كبرى مثل أمريكا, لتحقيق مصالح دولة إسرائيل, هي نصف كذبة.. فرغم أن إسرائيل دولة قومية لليهود, أو هكذا “سوقت” حتى لليهود أنفسهم, لكن حقيقة الأمور تتعلق بالمال والمصالح لا أكثر.. وأما الحديث عن الهدف القومي والديني, فهذه أكذوبة مطلقة, فالمال والمصالح لا دين لها.. وهما مع السلطة والهيمنة والتحكم هدفهم واحد, هو المزيد من المال والثروة والتحكم.. لتحقيق المزيد من المال والثروة والتحكم, في دورة لن تنتهي, ما زال الإنسان موجودا.

حكاية سيطرة اليهود على العالم, شماعة أو قناع تحاول دول, كأمريكا وأوربا وحتى اليهود وإسرائيل أنفسهم ربما الإختباء خلفه, لتحقيق مصالحهم المادية.. لكننا نحن العرب, نصدق هذا الوهم.. لأننا نحتاج لمبرر لنقنع أنفسنا, أن فشلنا وتراجعنا وسوء أدائنا وتفاعلنا مع مختلف القضايا, سببه أن عدونا أقوى منا ويتحكم بالعالم.. ولم نفكر, كيف نغير هذا العالم أو في الأقل نغير أنفسنا.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 10

  • عبدالحق عبدالجبار

    غني فان الغناء سر الوجود …. انا لا اعلم اي نوع من الغناء ..هل هو الدولار ..او.. قارئة الفنجان ( من باب المزح الحقيقي … لقد اعلن الفيفا عن إقامة بطولة سداسية مصغرة بين ليبيا سوريا اليمن العراق السعودية وإسرائيل … وسوف يكون مدرب ليبيا قطري ومدرب سوريا مصري ومدرب اليمن عُماني ومدرب العراق اردني ومدرب السعودية اماراتي ومدرب اسرائيل امريكي الجنسية أوروبي المولد اما طاقم التحكيم فهو مكون من الجامعة العربية …. و يعين ما شافت شر علي ان تكون الدورة القادمة من عشرة فرق بما فيهم الفريق الفلسطيني الذي يتدرب علي ارضه في سناء و نهر الاْردن …. اقرأ اقرأ اقرأ يا عربي…. هم يتحكمون في القرارات العربية يا هو

  • عبدالحق عبدالجبار

    أوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى أن السبب وراء تجاوزه للمحظور واعترافه بالهولوكوست “المحرقة اليهودية” وترحيبه بقادة المسيحيين الإنجيلين الأميركيين في السعودية واقتراحه قافلة مشتركة من المسلمين واليهود والمسيحيين إلى القدس هو الترويج للإسلام الحقيقي.
    وأضاف في مقال له بمجلة نيوزويك الأميركية أنه خلال عمله أمينا عاما للرابطة الذي استغرق 18 شهرا حتى اليوم زار الفاتيكان والكنيس الكبير في باريس ومتحف ذكرى الهولوكوست بأميركا، وأن ذلك يعكس واجبه المقدس في الترويج للإسلام الحقيقي دين الاعتدال والسلام……الربيع والا الخريف والا الهم الذي هو اكبر من الهم الذي كان قبله

  • سعيد رمضان

    14 مليون يهودى أستطاعوا فرض قانون معاداة السامية ومعاقبة كل من يشكك فى محرقة اليهود ” الهولوكوست ” فى أى مكان بالعالم ، بينما مليار و400 مليون مسلم فى العالم يهان الأسلام أمام أعينهم ويهان القرآن والرسول أمامهم ولم يستطيعوا فرض أى عقوبة أو قانون سوى مقاطعة الجبن والألبان الدنماركية والفرنسية ، وعجبى

  • عبدالحق عبدالجبار

    اخي سعيد رمضان المحترم … هي ليست بالعدد ولا بالبترول ….وليست بأحلام التاريخ …. مليار وأربع مائة … انقسموا الي مليار حزب ومذهب و شعبة وقومية ومجالس وووووووو الصحراء والساحل حتي من رئيس مؤسسة بترول يبحث عن مليشيات بريطانية لحمايته عند سرقة البترول و واحد يعتقد التقدم والازدهار والحرية بإقامة الحفلات والغناء والرقص …و واحد او اثنين او خمسة يعتقد الانتصار والخسارة في ملاعب كرة القدم وناس تعتقد انهم اخوان المسلمين وليس ابناء عمهم… و واحد يشتكي لبابا الفاتيكان والآخر يبحث علي المساعدة من التشيك و النمساوي للبقاء
    لا حرلة ولا قوة الا بالله

  • عبدالحق عبدالجبار

    قلنا لكم في 2013 خَيْبَر الأمل … و من تعاسة حظهم ان بدايتهم كانت في فلسطين ولهذا اخذ منهم طول هذا الوقت … ولكن من حسن حظهم انهم تاكدوا انهم لن يستطيعوا تركيع الشعب الفلسطيني … فانتقلوا لتركيع بقية العرب وكان ذلك بالأمر السهل يركعون واحد تلوي الاخر بسرعة البرق …خَيْبَر نحن في الطريق

  • ملاحظ

    اعذرني أن أقول لك إن تفكيرك سطحي جدا إن ظننت أن هدف اليهود من هذا كله هو هدف مادي كما ذكرت، أينعم هم سيطروا على دورة الاقتصاد العالمي بتبعية اقتصاديات الدول معظمها إن لم يكن جميعها تحت سطوة سياسة البنك الدولي والاحتياطي الفيدرالي صنيعتهم بعد أن انتقلت المكاتب الربوية إلى مصارف مشرعنة للربى فتأسيس البنك الدولي والاحتياطي الفيدرالي كنتاج لرأسمال العالم تحت قبضتهم، لكن أن تقول أن الهدف فقك هو مادي بحت أي أنه يتوقف هنا فاعذرني أن أقول لك أن نظرتك مغالطة جدا، فالمال والثروة تحتاج إلى أن تنفق لأهداف ومرامي وغايات بعيدة لم يذكرها لك الإعلام ولا الكتب إلا بعض الكتب إن أجدت البحث، هم يسعون إلى بناء إسرائيل الكبرى حسب زعمهم وبناء هيكلهم المزعوم ترحيبا بدجالهم، لقد زرعوا في رأسك أن هذا خرافات ولكنهم يعملون جاهدا بكافة طقوسهم الدنيئة وعبادة الشيطان في بهو بعض الكنائس التي دنسوها وأكبر همهم هو أن لا يرتاح المسلمون بل أن يخرجوا من دينهم أيضا، يا أخي إن عداوة اليهود للمسلمين ليست وليدة اليوم لأسردها لك، يكفيك أن تبدأها من المؤامرات التي قاموا بحياكتها ضد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأرادوا به حتى السحر وهم يعلمون أنه نبي ولكنهم يعتقدون اعتقادا باطلا أنهم شعب الله المختار وأن بقية الشعوب وجدت لتخدمهم، شياطين الإنس اليهود لم يرضهم أن يبعث نبي في العرب، بل ويدينون حتى النصارى ويعتبرونهم كفارا، وأنهم هم الوحيدون الذين من المفترش أن يتبعهم العالم، والمحصلة : سينتهي الكيان الصهيوني واليهود قريبا وستعود مؤامراتهم عليهم وكيدهم في نحرهم وتدبيرهم في تدميرهم ولو بعد حين .. وستنهض دول العرب والمسلمين وسيذهلون العالم وبالأخلاق تقوم الأمم، اللهم اجعل بلدنا آمنا مستقرا وسائر بلاد العرب والمسلمين ورد كيد كل من يعاديهم بأن تجعل كيدهم في نحرهم وتدبيرهم في تدميرهم اللهم آمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

  • عرباوى

    اليهود يملكون البنوك العالمية…ويملكون اكبر المجلات والحصف والاذاعات العالمية في استراليا واروبا وامريكا…ويملكون اكبر مكاتب المحاماة فى القانون فى العالم…واكبر العائلات الغنيه فى العالم هى عائلات يهوديه…ولو تقراء كتاب ابو شنب قصير “كفاحى” فسوف تعرف كيف يتسللون اليهود الى اى دولة فى العالم وفى غصون مدة قصيره يسيطرون على بنوكها واذاعاتها وصحفها ومن تم سياستها الخارجية…يكفى ان تعرف ان اخر اربع مدراء للبنك الأمريكي المركزي كانوا من اليهود…وتجد اليهودى على اليهودى دمه وعرضه وماله حرام…واحبار اليهود لا يحللون دماء بعضهم البعض كما يفعل شيوخ الجهالة في الإسلام…اذا اردت ان تعرف اليهود عن حقيقتهم فاقراء كتاب “كفاحى”…وعليه اليهود هم الكل في الكل المدرب واللعبة والاعب في نفس الوقت

  • عبدالحق عبدالجبار

    عندما يكون الانسان محاصر ليس اقتصادياً وعسكرياً و علمياً واجتماعياً ومن اليابسة فقط وإنما من البحار الأحمر والأسود والمتوسط والمحيط …. والهم لا يعرف الانسان ليس هناك مخرج الا من باب الله بالعبادة و المعاملة والعمل … يقعود يصرخ صراخ الأطفال او منقوبي الرأس …. قوة اسرائيل في ضعف المسلمين

  • عبدالحق عبدالجبار

    يا شحاثة العشم في الاخوان لتحرير الارض والعرض …. والعشم فيك في تدريب جنوب السودان للدوري القادم … طبعاً اسم شحاثة له صاع في الكرة وكذلك التدريب ولكن ذلك شحاثة لا يعرف لا باب ولا نافدة الاخوان عفاه ربي ….

  • نورالدين الطرابلسي

    مقال مملوء بالتناقض يناقض فيه الكاتب ما يقول في عدة مواضع؟

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً