آسيا تعيش المشهد كاملاً.. خسوف سبتمبر يشمل 77% من سكان العالم - عين ليبيا
تشهد الأرض ليلة السابع إلى الثامن من سبتمبر 2025 ظاهرة فلكية مدهشة تُعد الأبرز خلال العام، حيث سيحدث خسوف كلي نادر للقمر، يوصف بأنه الأطول خلال عام 2025، وسيكون مرئياً لأكثر من 6 مليارات شخص، أي ما يعادل نحو 77% من سكان العالم.
سيُشاهد الخسوف الكلي بكامل مراحله من قارة آسيا ومعظم مناطق غرب أستراليا، حيث ستكون الظروف مثالية لمتابعة هذا العرض السماوي النادر.
بينما سيتمكن سكان أوروبا، وإفريقيا، وشرق أستراليا، ونيوزيلندا من مشاهدة أجزاء منه فقط، في حين لن يتمكن سكان الأمريكيتين من رؤية الخسوف، نظراً لحدوثه أثناء ساعات النهار هناك.
سيستمر الخسوف الكلي لمدة 82 دقيقة (ساعة و22 دقيقة)، ما يجعله أحد أطول خسوفات القمر خلال العقد الحالي. وتختلف مواعيد الذروة ومراحل الخسوف بحسب المناطق الجغرافية.
في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية، يبدأ الخسوف الكلي تقريباً عند الساعة 20:30 مساءً بالتوقيت المحلي ويستمر حتى 21:52 مساءً. أما في شرق آسيا، فإن الخسوف يبلغ ذروته في ساعات الفجر المبكرة من يوم 8 سبتمبر.
خلال ذروة الخسوف، يتحول القمر إلى لون أحمر داكن، في ظاهرة تُعرف باسم “القمر الدموي”، وتحدث بسبب مرور أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، حيث تنكسر وتتبعثر أطوال موجية معينة (خصوصاً الحمراء) لتنعكس على سطح القمر، في حين تُحجب الأشعة المباشرة.
ويُعزز من وضوح هذا اللون الأحمر العمق النسبي للخسوف، حيث سيغطي ظل الأرض 36% من قطر القمر، ما يمنح المشاهدين تجربة بصرية نادرة واستثنائية.
يزيد من فرادة هذه الظاهرة تزامن الخسوف مع ظهور “قمر الحصاد” (Harvest Moon)، وهو اسم يُطلق على البدر الذي يقترب ظهوره من الاعتدال الخريفي. وكون الخسوف يحدث قبل 2.7 يوم فقط من وصول القمر إلى أقرب نقطة له من الأرض (الحضيض)، فإن القمر سيبدو أكبر قليلاً من المعتاد، في ظاهرة تُعرف بـ”Supermoon”.
لا يحتاج رصد هذا الحدث إلى تلسكوبات أو معدات فلكية معقدة، بل يمكن مشاهدته بالعين المجردة في حال كانت السماء صافية، خاصة في المناطق البعيدة عن التلوث الضوئي.
ينصح الفلكيون بالبدء في الرصد قبل نحو 75 دقيقة من بداية الخسوف الكلي، لمتابعة المراحل الجزئية التي يبدأ فيها ظل الأرض بالزحف تدريجياً على سطح القمر، ما يشكل عرضاً بصرياً رائعاً.
المصورون الفلكيون يستعدون لالتقاط صور نادرة للقمر وهو يغرق في الظل ويتوهج باللون الأحمر النحاسي العميق، وسط سماء مظلمة خالية من أشعة الشمس المباشرة.
لكن خسوف سبتمبر 2025 سيبقى مميزاً من حيث الطول، والوضوح، وانتشاره العالمي، وتزامنه مع قمر الحصاد، ما يجعله حدثاً استثنائياً نادراً لن يتكرر قريباً بهذا الشكل.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا