أذان قبل الفجر ومساجد محتلة وتشويه للإسلام - عين ليبيا

من إعداد: محمد علي المبروك

بدأ على غير التوقيت المعهود في الأذان والذي عرفه الليبيون على مدى عقود يرتفع أذان مستحدث  قبل أذان صلاة الفجر بقليل وذلك دون معنى ديني ثابت إلا معنى ضعيف من تاريخ السيرة النبوية المطهرة ان هذا الأذان كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم) لاحظ في هذا الحديث (إن بلالا يؤذن بليل) ولم يقل عليه السلام أن بلالا يؤذن بفجر فكيف تحسب فرضية هذا الأذان المستحدث قبل الفجر على هذا الحديث ودلالته في الحديث الشريف أذان بليل قد يكون هو أذان العشاء وليس أذان سابق عن توقيت صلاة الفجر كما استحدث الآن ثم أن إباحة الأكل والشرب الواردة في الحديث مختصة من وقت غروب الشمس وحتى الفجر وليس بين هذا الأذان المستحدث وأذان الفجر الفعلي مما يدلل أن القصد بأذان بلال هو أذان العشاء أو المغرب المباح ما بعدهما الأكل والشرب والى الفجر وليس بين الأذان المستحدث الآن وأذان الفجر الفعلي وهذا يدلل أن لا أصل لهذا الأذان المستحدث في ليبيا، ولا يجوز بحسب القواعد الشرعية إلزامه متى سبب بلبلة وسبب لبسا على عبادات مفروضة بل يفترض إسقاطه لان لا مقصد ثابت له وهو مانع لمقصد ثابت وهى صلاة الفجر للبس في توقيته مع صلاة الفجر.

وقد التبس على الكثير من الليبيين أن هذا الأذان هو أذان صلاة الفجر فقام من هو في بيته وصلى بتوقيت هذا الأذان صلاة الفجر وذلك قبل دخول وقت صلاة الفجر، بدأ هذا الأذان الدخيل على عادة أوقات الصلوات في اغلب مساجد ليبيا قبل شهر رمضان وفي شهر رمضان سبب لبسا آخر فجعل من بعض الليبيين يمسكون للصيام قبل حين الإمساك ظنا منهم انه أذان الفجر فتركوا بركة السحور لبركة هذا الأذان المستحدث المجرور الذي استحدثه أدعياء السلفية في ليبيا، والذين احتلوا مساجد ليبيا بإشراف وزارة الأوقاف وبرعاية دار إفتاء كانت سندا بالفتوى ومانحة لجواز أفعالهم، وزارة الأوقاف البائسة كغيرها من الوزارات الخاوية البالية لا تملك أدنى سيطرة على أمانة المساجد الموكلة إليها سوى ضخ الأموال لمساجد فرطت في أمانتها، هي في الحقيقة مساجد أصبحت ملكا لمؤسسات سعودية وهى  التي زرعت فيها أدعياء السلفية والذين نزعوا من المساجد الليبية المنشورات والمطبوعات الدينية المعتدلة ليزرعوا فيها منشورات ومطبوعات المنهج الديني المتبع في السعودية المنسوب بهتانا للمنهج السلفي النقي وقد طرد هؤلاء الأدعياء ما عهد في المساجد الليبية من خطباء وأئمة ليزرعوا منهم خطباء وأئمة .. خطباء وأئمة بلدا الهمة .. شبهاء الذمة .. حدثاء النعمة .. جبناء في الملمة . وطرد هؤلاء الأدعياء فقهاء ومعلمي القران ليزرعوا منهم معلمين وفقهاء ، علومهم على الإسلام بلاء .. هم في مرتبة السفهاء ..  لا مرتبة الفقهاء . يعلمون الصبيان .. بما لم يأتِ في الإسلام من بيان . و مما يعلمون الأطفال ، تغسيل الميت وصلاة الجنازة دون اعتبار أو حرص لحداثة سنهم وهو أمر لم يفعله السلف في تعليم الصبيان ، فأي حكمة أن يعلم هؤلاء الأدعياء أطفال ليبيا تغسيل الميت قبل أن يعلموهم تغسيل الحي ويعلموهم صلاة الجنازة قبل صلاة الحي وما ذلك إلا دسا ومسا لعقول الأطفال بالخوف واليأس وكأن لا نصيب لهؤلاء الأطفال إلا علوم الموت لا علوم الحياة.

 

أدعياء السلفية في ليبيا هم الأكثر تمسكا بعبادة العبادات والأكثر تركا لعبادة المعاملات ودين الإسلام هو توازن بين العبادات والمعاملات وليس هناك حاجة للعبادات إن لم تقرن العبادات بالمعاملات والإحسان بل إن ترك المعاملات يذهبن العبادات فلا صلاة ولا صوم ولا حج ولا زكاة لمن كان سيئاً في خلقه وأخلاقه باطنا او ظاهرا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يؤتى برجال يوم القيامة لهم أعمال كجبال تهامة يجعلها الله هباء منثوراً .. قيل: يا رسول الله جلهم لنا ( أي صفهم لنا.. عرفهم لنا )  قال عليه الصلاة والسلام : إنهم يصلون كما تصلون ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) وعلى ما تظاهر أدعياء السلفية  بالتقوى بإرخاء اللحية ورفع الإزار والسعي نحو المساجد فلا يؤمن جانبهم  فيرون أنفسهم هم وحدهم على منهج السلف وباقي المسلمين خارج منهج السلف وقد عرفوا في المجتمع الليبي أن لديهم إفراط غريب في الحرص على المال وجمعه ومنع إنفاقه و يبطنون ما لا يظهرون فتجد فيهم الغيرة والغيبة والنميمة وتجد منهم الأذية للجار وللمرأة وللطفل ولا ثبات في مواقفهم يذهبون بحسب مذاهب شيوخهم في السعودية وليس بمذهب الشرع والسنة فيحاربون متى أراد لهم شيوخهم الحرب ويلزمون بيوتهم متى أراد لهم شيوخهم إلزام بيوتهم وفي سلوكهم سلبية غريبة لا تمت بصلة للإسلام وحدث ذات مرة في مدينة من مدن ليبيا أن بيتا اندلع فيه حريق وكانت به عائلة  وكان من جيران هذا البيت دعي من أدعياء السلفية وجاراً آخر عرف في هذه المدينة بالنزق والطيش وكان الموقف غير المتوقع أن من اقتحم لهيب النيران وأنقذ أفراد العائلة من الحريق هو الجار الذي عرف بالنزق والطيش أما دعي السلفية فقد اكتفى بالتفرج متمتا ببعض الأذكار في موقف يوجب عليه دينيا أن يفزع لإنقاذ العائلة  لا أن يقف في مكانه متفرجا متمتا ، الأجدر لكل من تظاهر بالتقوى والتزام السلفية أن يقدم صورة حسنة للإسلام أو لينتف لحيته نتفا حتى يتنعم ذقنه كنعمومة ذقون النساء  وان يرخي إزاره حتى تعلق به قاذورات الشوارع قبل أن تعلق قاذورات سلوكه بهذا الدين الحنيف ذلك خيرا له من أن يشوه دين الإسلام بزعمه الدين والتدين وهو أشر خلق الله.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا