أربعون عاماً من الانهيار - عين ليبيا

من إعداد: عبد الهادي شماطة

سبحان الله، الذى أعمى بصائرهم، وخلق لهم عقولا لايفقهون بها، اربعين عاما من التخلف والانهيار المتواصل، مع تربع لأخر القائمة الدولية، في كل شئ، في معدلات النمو، وفي الحريات، وفي الديمقراطية، وحقوق الانسان، مع دمار شامل في التعليم، وانعدام التربية، وانهيار كامل في الصحة، حتى صارت مستشفياتنا مصدر الوباء، وفساد متعمد في البيئة، وفي كل مناحي الحياة، الاجتماعية والاقتصادية.

وبعد كل ذلك، يتحدث جهلا، أحد أولئك المغفلين، وكأنه لايري ولا يبصر، ولا عقل له عن الامن والامان، والذى يدرك هو قبل غيره، أنه كان فقط للخانعين والخائفين، أما المثقفين والكتاب فإما الصمت وإما الشنق، والقائمة بالالاف، فالحرية فقط للمطبلين وأحذية السلطان، وليس لبعضهم حديث إلا عن العشر فردات خبزة بربع دينار، وكأنه منة من قائدهم، يضاف الى نظريته الرديئة، التى افسدت البلاد والعباد، وعن المؤتمرات الشعبية وترهاتها، وعن قائدهم الملهم ابن الخيمة، والذي كان شرسا طوال اربعين عاما، لم يهدأ ولم يلين، ولم نسمع منه بشري ابدا، بل كان ينذرنا ليلا و نهارا، بالثبور وعظائم الامور.

هل نسيتم حروبا لاناقة لنا فيها ولاجمل، هل نسيتم اوغندا وتشاد وبوركينا فاسوا، هل نسيتم طائرة مدنية تفجر فوق سماء طرابلس، وسجون بوسليم، والحصان الاسود، وطوابير الجمعيات، ومرتبات تغيب بالشهور تل والشهور، هل نسيتم الايدز ومسرحية التعويضات، وقصة الممرضات، هل نسيتم ماحدث بالجامعات، وماحدث لنقابات العمال، وما حدث للتجار ، وكيف هدم في بنغازي سوق الظلام ، وكيف هدم مقام عمر المختار، وكيف ابعده عن بنغازي ، وكيف هدم نادي الاهلي، لقد ترك البلاد عمدا بلا جيش، وجعله حشيش وطيش، وبلا اجهزة امنية، وبلا دستور.

هل نسيتم لوكربي، وملهي برلين، هل نسيتم قتله للهاربين من ظلمه في شوارع اوروبا، هل نسيتم تطاوله على الدين، لقد كان حاقدا، فاسقا، زانيا، فاسدا بكل المعايير، لقد كان شبيها بنيرون، احرق الاخضر واليابس، ومن ينسي أبنائه الجهلة المارقين، وللاسف لازال بعض زبانيته، ولا حياء لهم، يتشدقون علينا، بل ويعيروننا بأوضاع نكابدها اليوم، وهم اسبابها المباشرة، ولم يسمعوا ولم يروا فهم لايعقلون، بما وصلت إليه رواندا في عشر سنين، من تطور وتقدم، وكيف تحولت ماليزيا وسينغافورة في عشر سنين، الى دول متقدمة، وهي دول لانفط لها ولا ثروات، ولكنها فقط تملك رجال وطنيين، ساروا بها الى الامام.

البعض منهم يعتقدون ان الملك زيد والرئيس اعبيد عملاء، وقائدهم الملهم ليس بذلك، وعقولهم غائبة ولا تدرك انه افتعل لنا الحصار، وقطار الموت، وهتف بالخبز والماء، لكي تستقر كل اموالنا في امريكا واوروبا، ونظل نحن فقراء كما نحن نعاني الجهل، والمرض، والتخلف، أليس كل ذلك عمالة وخيانة، نعم نحن اليوم ندفع تكاليف باهضة، فقط لأننا خنعنا لذلك المجنون، وبطانته الفاسدة اربعين عاما، تقدمت الدنيا بأكملها غنيها وفقيرها، ونحن في تيه انها تكاليف باهضة، دمائنا وارواحنا وزمن مضي دون ان يعود من حياتنا.

فتبا لذلك الزمن البائس، مهما كانت التكاليف، ولكن لابد يوما ان نسلك الطريق الصحيح، للبناء والتقدم وستنتصر ارادتنا وسيتخلص الوطن من هذا الخبث، فقد بدأ قطار التغيير ولن يعود ، فلا يأس مع ارادة الحياة لدينا، وشفى الله كل مريض في عقله، لازال يعايش اوهام الطغاة والطغيان.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا