أزمة الهوية الوطنية الجامعة - عين ليبيا

من إعداد: عبدالله عز الدين

على ذكر الهوية الوطنية، نحن أبناء هجرة المجاعة وفترة  الانتداب الانجليزي لا نُحسب على البرقاويين لأننا لسنا من قبائلهم الكبري كذلك لا نحسب على أبناء جلدتنا ممن سبقونا في التأسيس لأننا لسنا كما يقولون ‘عرب بلاد’.

وفي مسقط رأسنا الغرباوي نحن شراقة وفي مدننا الشرقاوية نحن غرابة وهذا بعيدًا عن أي تجاذبات سياسية وحروب وأيديولوجيا وحق وباطل.

نحن الذين تكلم أجدادنا الغرباوية وتعلم أباؤنا الشرقاوية، أبناء الطبقة المتوسطة ممن امتهن التجارة وافنى عمره في الوظائف الحكومية.

نحن من مات أبناؤنا مع جميع الفصائل المتصارعة في البلاد.

لهجتنا مزيج مخفف من الشرق والغرب، والتفريق واضح وجلي فمطبخنا مطبخ وليس كوجينا، وحمامنا حمام وليس بيتا للراحة كما يقول البنغازيون القدامى وكنيفا كما يقول أهل النجوع.

وعائلاتنا لم تتغير أسماؤها فنحن في الغرب كما في الشرق، ولنا في المناسبات الاجتماعية طريق سفر طويلة نقطعها في العام أكثر من مرة، فمن أي البلاد نحن شرقاويّون أم غرباويّون؟

هب أن الصراع السياسي انتهى ووصلنا إلى طريق مسدود وليس أمامنا سوى تقرير المصير، ففي أي البلاد نحن ومع من؟

لم يفلح من سكن هذه الأرض التي رسم حدودها سايكس بيكو في صنع هوية وطنية جامعة.

وكل مرحلة تاريخية على هذه الأرض كانت المحاصصة عنوانها العريض.. جميع السكان كانوا كموظفين في أحد القطاعات الحكومية… المصلحة تجمعهم وتفرقهم ولم يعيشوا يومًا واحدًا كشعب واحد إلا أن المخطط الدولي فرض عليهم البقاء.

السؤل الذي يطرح نفسه اليوم ما مصير الأقليات التي نجحت في صنع هوية وطنية جامعة في المهجر أو في المجمعات السكنية للمنشئات والحقول النفطية والمصانع الكبرى المكافحين ممن دفعتهم قسوة الحياة إلى المغامرة والبحث عن الأفضل؟

أي انتماء لدى هولاء وأي وطن سيتكلمون باسمه.

صديق وبمثابة الجد والأب أفنى عمره في الولايات المتحدة بكى بحرقة بعد ممازحة أحد الأصدقاء له ونعته بالدبل شفرة، أي أوطان تلك التي لم تتبنى هوية وطنية جامعة وأي شعوب تلك التي تعيش كما الضرائر تتنافس على رجل سيغيبه الموت يوما ما وتحيا بعده الكراهية بين الأبناء!



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا