أسباب بُعْد الهداية.. أفلا يتفكرون في آيات الله في خلقه؟ - عين ليبيا

من إعداد: د. علي الصلابي

للضلال أسباب كثيرة وعوامل، حسبما تجري به سنة الله في عباده من ترتيب النتائج على مقدماتها واتباع المسببات لأسبابها، وقد تكون هذه الأسباب والعوامل فكرية، أو نفسية، أو أخلاقية، وقد ترجع إلى التأثر بالوراثة أو البيئة، أو النشأة أو طبيعة الحياة التي يحياها صاحبها أو غير ذلك من الأسباب والعوامل والتي من أهمها:

1ـ عدم استخدام الإنسان مواهبه في التفكر في آيات الله:

قال تعالى:” وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ  بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ” (البقرة: 171) . فهم صم لا يسمعون الحق وعمي لا ينظرون إلى آيات الله في أنفسهم وفي الآفاق حتى يتبين لهم الحق.

وقال تعالى:”أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا”(الفرقان: 44).

فشبه أكثر الناس بالأنعام والجامع بين النوعين التساوي في عدم قبول الهدى والانقياد له وجعل الأكثرين أضل سبيلاً من الأنعام، لأن البهيمة يهديها سائقها فتهتدي وتتبع الطريق فلا تحيد عنها يميناً ولا شمالاً والأكثرون يدعوهم الرسل ويهدونهم السبيل فلا يستجيبون، ولا يهتدون ولا يفرقون بين ما يضرهم وبين ما ينفعهم والأنعام تفرق بين ما يضرها من النبات والطريق فتجتنبه وما ينفعها فتؤثره.

والله تعالى لم يخلق للأنعام قلوباً تعقل بها ولا ألسنة تنطق بها، وأعطى ذلك لهؤلاء ثم لم ينتفعوا بما جعل لهم من العقول والقلوب والألسنة، والاسماع والأبصار، فهم أضل من البهائم فإن من لا يهتدي إلى الرشد وإلى الطريق ـ مع الدليل إليه ـ أضل وأسوأ حالاً ممن لا يهتدي حيث لا دليل معه. قال تعالى: “وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ” (الأعراف: 198) . فبين سبحانه عدم انتفاعهم بآيات الهدى.

فبين سبحانه عدم انتفاعهم بآيات الهدى، وقال تعالى:” فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ *كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ *فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ” (المدثر: 49 ـ 51) . فهم قد نفروا عن الهدى الذي فيه سعادتهم وحياتهم كنفور الحمر عما يهلكها، ويعقرها وهم في جهلهم هذا كالحمر التي لا تعقل شيئاً. وقال تعالى:” وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ” (يوسف: 105) . بين سبحانه وتعالى إعراض الصالحين عن النظر في الآيات الكونية ولذلك فإن الكفار يشهدون على أنفسهم إذا عاينوا نتيجة ضلالهم بعدم العقل والسمع ” وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ” (الملك: 10).

2ـ الذنوب والمعاصي:

إن من أسباب الضلال حسب سنته سبحانه وتعالى ارتكاب الذنوب والمعاصي وذلك أن الذنوب سبب في صدأ القلب وتكوّن الران عليه الذي يمنع من دخول الإيمان إلى قلب صاحبه، قال تعالى:” كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ” (المطففين: 14) . أي ليس الأمر كما زعموا، ولا كما قالوا: إن هذا القرآن أساطير الأولين، بل هو كلام الله ووحيه وتنزيله على رسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما حجب قلوبهم عن الإيمان به ما عليها من الران الذي قد لبس قلوبهم من كثرة الذنوب والخطايا  ثم إن الذنوب إذا تتابعت على القلوب أغلقتها. وإذا أغلقتها أتاها حينئذ الختم من قبل الله عز وجل والطبع فلا يكون للإيمان إليه مسلك ولا للكفر منها مخلص، فذلك هو الطبع والختم الذي ذكره الله تعالى في قوله:” خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ” (البقرة: 7) . وجاء قوله تعالى مهدداً للذين يقترفون الذنوب والمعاصي بأن يطبع على قلوبهم فلا يدخلها الإيمان. قال تعالى: “أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ” (الأعراف: 100).

ثم إن الذنوب والمعاصي سبب في مرض القلوب، لأن صحتها تكون بمعرفة الله وطاعته والإنابة إليه والتزام أمره واجتناب نعيمه وإيثاره على غيره ومحبته والتوكل عليه وإفراده بالعبودية دون سواه، فإذا تتابعت هذه الذنوب وتكاثرت اشتد مرض القلب، ثم لا تزال الذنوب بالقلب حتى تغلب عليه فيموت بالكلية، ومن مات قلبه فإنه لا ينتفع بالهدى ولا الإيمان ولا يسمع ولا يعقل ولا يبصر.

فالقرآن الكريم لا ينتفع به إلا من كان حياً أما من صار في عداد الأموات فإنه لا ينتفع به. قال تعالى:” إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ * لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ” (يس: 69 . 70) . وقال تعالى:” إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ” (الأنعام: 36).

3ـ اتباع الشيطان:

ومن أسباب الضلال الخطيرة والتي ضل بها كثير من الخلق، اتباع الشيطان الذي نذر نفسه وبذل عمره لإغواء بني آدم. قال تعالى:” قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ  * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ  وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ” (الأعراف: 14 ـ 17). وقال تعالى:” قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ  * إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ” (الحجر: 36 ـ 40). وقد أمر الله عز وجل بالحذر منه، واستفراغ الجهد في معاداته وبين أنه عدو لدود وظاهر لبني الإنسان.

قال سبحانه وتعالى:” إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ” (فاطر: 6). وقال تعالى:” إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا”.

وقد جاء القرآن الكريم كاشفاً مداخل الشيطان وخططه في إضلال بني آدم في غير ما آية، ومجمل هذه الخطط والمداخل ما يلي:

  أ ـ الأمر بالسوء والفحشاء والقول على الله بغير علم:

قال تعالى:”يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ  الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ”(البقرة : 168 ـ 169) .

والسوء: الأثم، وقيل معاصي الله، فإنما سماها الله سوءاً لأنها تسوء صاحبها بسوء عاقبتها له عند الله، وأما الفحشاء فهي كل مستفحشة ذكره وقبح مسموعه، وقيل الزنا.

  ب ـ تزيين الأعمال الباطلة والمحرمة:

قال تعالى: فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ”(الأنعام : 43)؛ من الشرك والمعاندة والمعاصي.

وبين الشيطان أنه يزين لبني آدم أعمالهم ليغويهم، قال تعالى حاكياً قوله: ” قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ” (الحجر : 39). وقال تعالى مبيناً نتيجة تزيين الشيطان للناس أعمالهم وهو الضلال: “وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ” (النمل: 24).

وقال سبحانه وتعالى: “وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ” (غافر: 37)؛ أي: صد عن طريق الهداية فأصبح ضالاً لا يقبل الهدى.

وبين سبحانه وتعالى أنه قد أضل هؤلاء الذين قبلوا تزيين الشياطين لهم فخلت بهم سنته في الضلال، وحق عليهم القول، فالشياطين حسنوا لهم أعمالهم في الماضي وفي المستقبل، فلم يروا أنفسهم إلا محسنين، فعاقبهم بما ارتضوا لأنفسهم. قال تعالى: “وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ” (فصلت: 25).

وتزيين الشيطان للناس أعمالهم على قسمين: فردي وجماعي، فالفردي كما في الآية السابقة من تزيين الشيطان لفرعون عمله، وأما التزيين الجماعي كما في قوله تعالى: “وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ” (العنكبوت: 38).

 ج ـ الوعود والأماني الكاذبة:

قال تعالى: “وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا” (النساء: 119 ـ 120)  أي ولأضلنهم عن الحق “وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ” أي: أزين لهم ترك التوبة وأعدهم الأماني وآمرهم بالتسويف والتأخير، وأغرهم من أنفسهم “وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ” قال عدد من العلماء: يعني تشقيقها وجعلها سمة وعلامة للبحيرة والسائبة والوصيلة ، وأما تغيير خلق الله: فهو دين الله، ومعنى تغيير الدين تحليل الحرام وتحريم الحلال.

ومن الوعود الباطلة التي يعدها الشيطان لأتباعه: أنهم إذا أنفقوا في سبيل الله فسيحل بهم الفقر. قال تعالى : “الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً”(البقرة : 268). وقد فسر ابن كثير: الفحشاء بالأمر بالمعاصي والمآثم والمحارم ومخالفة الخالق.

د ـ الإستهواء:

ومن الناس من يضله الشيطان بعد أن كان قد عرف الإيمان وذاقه، وقد صور الله حالة هذا الذي إستهواه الشيطان بعد أن كان مؤمناً فيقول، قال تعالى: “قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ” ( الأنعام : 71). فالذي استهوته الشياطين هو الذي استغوته وزينت له هواه ودعته إليه، يقال: هوى يهوي إلى الشئ أسرع فيه، بعد أن كان مؤمناً، ولفظ الإستهواء لفظ مصور ويا ليته يتبع هذا الإستهواء في إتجاهه فيكون في إتجاه واحد، وهو الضلال، ولكن هناك من الجانب الآخر أصحاب يدعونه إلى الهدى يقولون: إئتنا فلا يجيبهم ولا يهتدي بهديهم، وهو بين هذا الدعاء وهذا الإستهواء في حيرة واضطراب وضلال وتيه.

ه ـ الموالاة:

ومن الناس من يتخذ الشيطان ولياً ونصيراً ومعيناً من دون الله، يلتجئ إليه ويدعوه، قال تعالى: “فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ” (الأعراف : 30)

وقد قضى الله عز وجل فيمن تولى الشيطان أن يضله عن الصراط المستقيم ويهديه إلى عذاب الجحيم. قال تعالى: ” وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ” (الحج : 3 ـ 4) .

و ـ الاستحواذ:

يبين الله سبحانه وتعالى فريقاً من الذين يضلهم الشيطان وهؤلاء الذين يستولي عليهم إستيلاء تاماً، ويغلب على عقولهم وقلوبهم بوسوسته، وتزيينه حتى يتبعوه في كل ما يأمرهم به، ويصبحون أداة طيعة للشيطان، فينسيهم ذكر الله بقلوبهم وألسنتهم. قال تعالى: “يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ * اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ” (المجادلة : 18 ـ 19) . قال تعالى: “أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ* وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ” (يس : 60 ـ 62).

والأسباب التي تؤدي إلى الضلال عن طريق الهداية كثيرة نذكر بعضها تعداد:

  1. الجهل واتباع الظن
  2. الجدال في الله وآياته بغير علم
  3. الغفلة
  4. التعصب
  5. العناد والتعنت
  6. الكبر
  7. حب الدنيا والاغترار بها واتخاذها لهواً
  8. اتباع الهوى
  9. الاستهزاء بآيات الله ورسله والمؤمنين
  10. الكفر.

مراجع المقال:

  1. ابن القيم، شفاء العليل، ص 199، 206. إعلام الموقعين عن رب العالمين، (1/ 159). إغاثة اللهفان (1/ 7)
  2. ابن كثير، تفسير القرآن، (4/ 485).
  3. الألوسي، روح المعاني (15/ 94).
  4. الشوكاني، فتح القدير (4/ 400).
  5. الطبري، جامع البيان (تفسير الطبري)، (2 / 772)
  6. عبد الكريم زيدان، السنن الإلهية، (1/ 128،125،122،119،114)
  7. علي محمد الصلابي، الإيمان بالقدر، ص 132-138.
  8. القرطبي، تفسير القرطبي، (3 / 2454).


جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا