أشخاص شلقـم - عين ليبيا

من إعداد: يونس شعبان الفنادي

أثناء فعاليات معرض طرابلس الدولي للكتاب سنة 2009 وبعدما أنهى الأستاذ عبدالرحمن شلقم حديثه عن الوضع العربي والإسلامي والمتغيرات السياسية على الساحة الدولية منطلقاً من تعليقه على (عمامة بن لادن وسروال لبنى) في إشارة إلى منهجية عقيدة “الشيخ أسامة بن لادن” الإسلامية، والتعاطي مع قضية الصحفية السودانية “لبنى أحمد الحسن” المتهمة بخدش الحياء العام نتيجة لباسها البنطلون، توجهت إليه بالسؤال حول سبب عزوفه عن كتابة سيرته الذاتية أو مذكراته فهو يملك المعلومة وأدوات نشرها باعتباره صحفياً وكاتباً وأديباً ودبلوماسياً وسياسياً، فأجابني قائلاً أنه لم يحن الوقت لذلك.

ذاك كان سنة 2009 ، أما الآن وبعد إصداره كتابه “أشخاص حول القذافي” الذي من أجله اصطف الليبيون ساعات في طوابير طويلة لشرائه، كما حدثني الناشر، وهي تعد سابقة في تاريخ نشر وبيع الكتب في ليبيا، شعرتُ أن الوقت الذي كان ينتظره شلقم قد أزف فعلا، وحان رجوعه لممارسة الكتابة الإبداعية التي عانقها صحفياً وشاعراً وباحثاً، وهو بلا شك يملك أدواته ومعارفه وخبراته وتجاربه ومطالعاته التي من شانها أن تسهم في إثراء المشهد السياسي والثقافي عامة إن تم عرضها بشفافية وتحليلها بموضوعية.

فحين طالعت كتاب (أشخاص شلقم) كما أعدت تسميته باعتباره هو من اختارهم وتناولهم بمقاييسه الخاصة ورتبهم كالتالي: مفتاح كعيبة، محمد بلقاسم الزوي، البغدادي علي المحمودي، المهندس جاد الله عزوز الطلحي، المهندس عبدالمجيد القعود، فوزية شلابي، أحمد إبراهيم منصور القذافي، عمر الحامدي، محمد أحمد الشريف، رافع المدني، الدكتور مصطفى الزائدي، نصر المبروك، عبدالعاطي العبيدي، الزناتي محمد الزناتي القذافي، إبراهيم عبدالرحمن بجاد، الطيب الصافي، سعيد محمد راشد خيشه، رمضان بشير، أحمد محمد قذاف الدم، محمد المدني الأزهري الحسناوي، هدى فتحي بن عامر، خليفة حنيش القذافي، عبدالقادر البغدادي، سيد محمد قذاف الدم، محمود الهتكي، إبراهيم الغويل، سعيد عريبي حفيانة، إبراهيم أبوخزام الحسناوي، علي الكيلاني القذافي، سليمان ساسي الشحومي، حسونة الشاوش، أبوزيد عمر دوردة، عمار الطيف، المهدي امبيرش، عبدالله السنوسي، الدكتور رجب أبودبوس، محمد سعيد القشاط، التهامي خالد الورفلي، عبدالرحمن شلقم.

ومنذ الصفحات الأولى للكتاب نلاحظ أن المؤلف لم يكن صاحب فكرة تأليف الكتاب وإنما هي باعترافه تعود للدكتور أحمد إبراهيم الفقيه الذي “اقترح أن أخصص كتاباً للأشخاص الذين حول القذافي” وهو من خلال كتابه هذا يقدم بصورة أو بأخرى شهادات ووقائع إن لم تكن دعاوى اتهام ضد أشخاصه تمكن من تشكيل رأي عام قد يؤثر على سير العدالة عند محاكمة أولئك الأشخاص.

وقبل يومين خلال هذا الأسبوع جرت بيني وبين الأستاذ عبدالرحمن شلقم محاورة عبر صفحات الفيس بوك تناولت بعض المناقشات حول كتابه بدأته بسؤالي قائلا: عندما أنهيتُ قراءة (أشخاص حول القذافي) رأيتُ أنك مارست دور الإدعاء والقاضي في نفس الوقت. وبالتأكيد أنت لم تكن محايداً بل انحزت إلى المناطقية على حساب الدولة الكاملة، فمثلاً أنا تمنيت لو أنك تعرضت لشخصية الروائي العالمي إبراهيم الكوني وعلاقته برأس النظام وانتهازيته له. فهل قدر الرواية الليبية أن تكتب على مدى أربعين عاما خارج الجغرافية الليبية؟ أم أن منح الكوني كل ذلك الاهتمام هو احتواء للطوارق كافة..؟

فرد الأستاذ عبدالرحمن شلقم قائلا: لا هذا غير صحيح، ولكن الكاتب دوره بل قدره أن يكون الادعاء والقاضي. أما المناطقية لا أعرفها أين جاءت! ولعلمك إبراهيم الكوني أنا في قطيعة معه منذ أكثر من سبع سنوات، فقد هاجمني ورددت عليه.

أخبرته بأن المناطقية حسب تصوري أنها ظهرت من حيث انتقاء نوعية وجهوية الشخصيات وإسقاط بعضها من الحسبان وعدم كشفها للمجتمع أو القارئ، والفرق في عدد الصفحات التي غطت التسعة والثلاثين شخصية والنقاط المهمة التي أبرزتها أو أغفلتها. وواصلت مخاطبته بأن سؤالا ظل في ذهني وهو أنك ذكرت في المقدمة أن فكرة الكتاب هي فكرة الدكتور أحمد ابراهيم الفقيه … فهل تدخل الدكتور في اختيار الشخصيات؟

فجاوبني قائلا: لا ليست فكرته هو أن اكتب عن الأشخاص. كنتُ أريد أن أتحدث عن هؤلاء في مذكراتي فاقترح علي أن أفرد لهم كتابا خاصا.

ثم أشرت إلى الخطاء الذي وقع فيه حين نسب أغنية (لو تؤمريني فوق نسمة نطير) التي غناها الفنان القدير سلام قدري للمرحوم الكاتب الغنائي مسعود القبلاوي بينما هي للفنان المبدع أحمد الحريري شفاه الله. فقال : هذا صحيح وعالجت ذلك في الطبعات الأخرى.

ثم أخبرت الأستاذ عبدالرحمن شلقم قائلاً بأن من بين الانتقادات التي تعرضت لكتابك (أشخاص حول القذافي) القول بأنك كنت (تتبجح) بأن والدك نائبا أو عضوا في البرلمان الليبي عن ولاية فزان. فتساءل وما المشكلة في ذلك، فقلت له إن البعض يرى أنك لم تشر إلى دور والدك سابقا على الإطلاق … ؟

فرد الأستاذ عبدالرحمن شلقم بالقول بأن (هذا غير صحيح. القذافي كان عنده كتاب في مكتبته به فصل عن والدي يتحدث عن علاقة والدي بعائلة سيف النصر. وقد أصدرتُ كتابا في عهده بعنوان (تجليات) أهديتُه لوالدي، وأهديتُ نسخة منه للقذافي. على كل حال أنا أعتزُ بالنقد مثلما أعتزُ بالتدبر، فالرجال بين مادح وقادح).

هذه كانت خاتمة حواري هذا الأسبوع مع الأستاذ عبدالرحمن شلقم حول أشخاصه الذين اختار أن يسكنهم كتابه (أشخاص حول القذافي) والتي أحببت أن أعرضها عليكم في هذا التواصل الأسبوعي.

————————————————–

للتواصل مع الكاتب:

البريد الإلكتروني: fenadi@yaho.com



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا