أصوات برقاوية ترفض تفويض حفتر - عين ليبيا

من إعداد: رمضان معيتيق

من مزايا تفويض حفتر التلفزيوني لنفسه: أننا بدأنا نسمع أصوات نُخب من برقة، تكسر صمتها، وتجاهر بالرفض، وتكسب تضامن الناس.

قد تكون أصواتاً قليلة؛ وسط الجمهرة الإعلامية الموجهة من داعمي حفتر، لكن الرهان بأن صوتها سيرتفع وسيؤثر بإذن الله.

لأنهم يرون مشروعه يفقد أهل برقة الكثير، ويحولها لكيان استبدادي معزول عن الوطن وعن العالم، بعد ما قام به حفتر من تفويض لنفسه، وما لقيه بالمقابل من الانتقاد والاستنكار الدولي، من دول بعضها كانت بالأمس داعمة له؛ كروسيا وفرنسا ومصر.

وهو فعل سيهمش برقة، ويفقدها أي دور في رسم مستقبل ما بعد الأزمة، بعد ما أنهى مشروع حفتر أي مظهر من مظاهر الديمقراطية ومخرجات الانتخابات.

وسيعيد تمركز مؤسسات الدولة السيادية خارج برقة المتفرد بها حفتر، ولن يكون لهؤلاء مكان في برقة، ولا في مشروعه المهووس بالسلطة والحكم الفردي إلا كجزء من المضطهدين.

حتى على الصعيد القبلي -الذي يعلو صوته هذه الفترة- فإن مشروع حفتر المستورد من الخارج سيصل قريبا لنقطة التقاطع واختلاف الاتجاهات، وسيكتشف المغيبون من القبليون أنهم خارج الدائرة وأنهم استخدموا بلا طائل، ودفعوا الكثير والكثير دون مقابل.

ليبيا ستعود واحدة؛ رغم كل ما حصل من حروب وتنكيل وتهجير وتمزيق لآواصر الرحم والقربى، والعاطفة تغلب تصرفات أبناء القبيلة أكثر من أبناء المدن، لهذا الفرصة سانحة الآن لبرقة لتسمع من أبنائها صوتا جديدا وتقييما لآخر ما حدث، بعد أن إرتابت في ما سبق من أصواتنا في الغرب والجنوب وحملته على غير محمله.

وفي الواقع ما يكفي للوقوف عنده، وإعادة الحساب فيه وفي مآلاته على برقة وعلى كل الوطن.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا