أعضاء المؤتمر الوطني, خذلتم ليبيا! ..ستلاحقكم لعنة التاريخ والأجيال! - عين ليبيا
من إعداد: د. عبيد الرقيق
مؤسف حقا أن يتنازل أعضاء المؤتمر الوطني عن مسئولياتهم التاريخية التي كلفهم بها الشعب.. ومؤسف جدا أن يخذل الأعضاء شعبهم في أول اختبار حقيقي لهم أمام التاريخ والوطن! كنا نعتقد أنهم يمتلكون شجاعة وطنية نابعة من شرعية لا تقبل الانكسار, وهي الشرعية الشعبية! لكنهم خذلوا الوطن والشعب وهم من يرددون “اننا يا ليبيا لن نخذلك…” ويضعون أيديهم على قلوبهم أثناء قراءة النشيد الوطني نفاقا وبهتانا!. لقد خان اغلب الأعضاء (باستثناء القلة ) الشعب, وخذلوا الوطن, عندما صوَتوا مكرهين تحت اثر التهديد بالقوة والسلاح لصالح ما يسمى بقانون العزل السياسي! فانحازوا بذلك الى أنفسهم متجاهلين مصلحة الوطن باستثناء نفر قليل منهم قالوا : لا.. لفرض الأمر بالقوة! لا.. للديكتاتورية في أي صورة كانت!
أذا كان الهدف هو الإصلاح وتحقيق التغيير إلى الأفضل في كل مناحي الحياة في ليبيا لا احد بإمكانه الادعاء بمعارضة ذلك, فالجميع سيسعى لبلورة الآلية المناسبة التي تمكن للوصول إلى الهدف وبأقصر الطرق!, نعم بدون مزايدات ومهاترات, يعلم القاصي والداني أن الجميع متفق على تطهير أجهزة الدولة, من كل العناصر السابقة التي تبوأت المناصب القيادية أثناء حكم القذافي, وساهمت بطريقة أو أخرى, في تفشي الفساد وتغلغله في كل مفاصل الدولة. لكن أن يكون ذلك بطريقة حضارية وديمقراطية ترتكز على العدالة ومبدأ تجريم الفعل ومن ثم محاسبة مرتكبيه دون تراخي. ألا أنه ليس مبررا إتباع أسلوب الميكافليين الجدد “الغاية تبرر الوسيلة”!. وليس مقبولا البتة إقصاء من كان لهم السبق في تبني التغيير وإحداثه وفرضه واقعا حيا على الأرض الليبية!
إن القرارات السيادية التي تمس الشعب الليبي, لا ينبغي الاستهانة بها والنظر إليها من زاوية معينة, قد تمثل وجهة نظر مجموعة أفراد أو حزب أو تكتل, فالقرارات المصيرية كان ينبغي ان تترك لما بعد الدستور, لا أن يتهافت ذوو النوايا السيئة على تمريرها وفرضها ولو بالقوة اوفي غفلة من الآمر! لقد كنا نعوَل على السادة الذين انتخبناهم ليكونوا في مستوى المسئولية الملقاة على عواتقهم, اعتقدنا بأنهم يقدَرون جيدا حساسية الموقع الذي يشغلون وبالتالي مدى جسامة الحمل الذي يحملون. لم نكن نتوقع أن هناك من لا ينظر إلى موقعه إلا بقدر ما يتحصل عليه من فوائد ذاتية ومصالح شخصية جدا!
كنا نتعشم في نوابنا لهذه الفترة الحاسمة, أن يتعفَفوا وان لا يقبلوا بأية ميزات او رواتب مضاعفة! كنا نتوقع أنهم سيخدمون الوطن تطوعا, ويقدمون بذلك القدوة الحسنة في هذه المرحلة الحرجة التي تستحق العطاء بدون حدود, ومؤجل فيها الأخذ حتى إشعار آخر!. كنا نتوقع أنهم سيكونون السباقون لكل مبادرة عمل تطوعي وإنهم سيؤثرون على أنفسهم مصلحة الوطن والشعب!..ألا قد اثبتوا أنهم السباَقون إلى الغنائم من تركة الوطن المكلوم! ماذا عسانا أن نقول؟ إلا أننا الواهمون.. فقد كنا نحلم ولازلنا نحلم.. وهم في خذلان الوطن يتنافسون!
في هذا المقام لابد من تحية إجلال لأولئك النفر القليل من أعضاء وعضوات المؤتمر الذين لم يرضخوا ولم يترددوا في قول كلمة “لا” في وجه التهديد والوعيد, أولئك الذين اثبتوا شجاعتهم وسجَلوا بأحرف من نور, مواقف مشرفة سيحفظها لهم التاريخ والأجيال. العار والشنار لأولئك الذين خانوا الوطن ورضخوا للضغوط والتهديد, خوفا على مصالحهم وطمعا! أولئك الذين سيلعنهم التاريخ والأجيال تترى من بعدهم! ألا يستذكرون بأن “العار دائما أطول من العمر” فهل يستفيقون؟!! لن يغسل عاركم إلا اعتذار للوطن والشعب ليس بأقل من حجم تضحية بالنفس! لن يغسل عاركم إلا قرارات جريئة وقوية, قد تزلزل الأرض تحت أقدامكم, فتتساقطون كأعجاز النخل الخاوية!. وفي لحظة قدرية سينفخ فيكم الوطن من روحه, يعيد لكم توازنكم ويثبَتكم لتقفوا من جديد! لكن هل تقوون على مغالبة الخوف المعشش في قلوبكم, وتتحررون من عقد الترهيب والتهديد التي سكنتكم في لحظات ضعف شديدة؟! الأيام وحدها كفيلة بالإجابة عن السؤال, فانتظروا والوطن معكم من المنتظرين!
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا