أقطاب العالم المتنافرة - عين ليبيا

من إعداد: إبراهيم بن نجي

في تعليق للشيخ السديسي مع إحدى الفضائيات خلال مشاركته في مؤتمر “أمريكا والعالم الإسلامي، التواصل الحضاري” في نيويورك العام الفائت قال “إن السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وهما قطبا العالم في التأثير..” ووصف الرئيس الأمريكي بأنه يعمل من اجل السلام و..”.

الشيخ الكبير السديسي صاحب الصوت الشجي, وفي ليالي رمضان التسعينات وما بعدها كنا نمضي أوقات ممتعة في متابعته وهو يؤم المسلمين في صلاة التراويح بالمسجد الحرام.كان صوته مؤثرا حتى في من يتابعه من خلال الفضائيات,وكانت الدموع تترقرق عند ترديده آيات الرحمة وآيات العذاب.كان ذلك زمن طيب واليوم زمن أخر عجيب!
اليوم تكشر أمريكا عن أنيابها, وتنحاز وبكل قوتها لليهود في فلسطين ,وتتحدى مشاعر المسلمين في كل مكان بالاعتراف بالقدس الشريف عاصمة موحدة لهم, وتنكر حق العودة لملايين المسلمين من أهل فلسطين.

اليوم أمريكا لا تجد مكانا تجرب فيه أسلحتها الجديدة وطياريها إلا داخل بلاد المسلمين, فهي تقصف وبدون إذن من أحد, تقصف في كل مكان من أفغانستان إلى العراق والشام وليبيا والصومال واليمن وأفريقيا وغيرها من بلاد الإسلام والحجة دائما موجودة “محاربة الإرهاب.

اليوم يفتح الغرب صفحة السعودية من كتاب التأمر على بلاد المسلمين واحدة بعد أخرى, وبأدوات معروفة ومختومة بختم مزور من قيم الإنسانية التي هم أبعد البشر عن الالتزام بها وبمثلها العالية.

اليوم يدشن ترامب مبدأ جديد في تعامل الغرب مع المسلمين, مبدأ الابتزاز وبدون حياء, مبدأ المافيا وقيم الشوارع الخلفية في شيكاغو ونيويورك, “ادفعوا أو الويل لكم ولبلادكم وشعوبكم”. مبدأ جنودنا وجواسيسنا يفعلون ما يشاءون, وبدون محاسبة, وما عليكم إلا السكوت و”محاربة الإرهاب”.

اليوم أمريكا هي العدو.

نعم يا شيخ: إن ألإسلام والمسيحية هما قطبا الدنيا في هذا الزمان وما قبله وإلى أن يأذن الله, ولكنهما القطبان المتنافران ,المتصارعان ولسبب جوهري ألا وهو ظلم النصارى وتعديهم ومساندتهم لليهود في فلسطين, وعداوتهم للمسلمين في كل مكان.

ما كنا نتمنى أن يوضع الشيخ الجليل في موقف مثل ذاك, وما كان له أن يقحم نفسه لمدح رئيس علماني متعصب وصفيق لا يحب الإسلام وأهله ويزدري العرب وتاريخهم, فالقران ينهى عن ذلك ويأمرنا بعدم موالاة النصارى الذين يحاربون الله ورسوله, فهم يحاربوننا في قدسنا, يقتلون إخواننا, ويحاربون صراحة تعاليم الإسلام ويصفونها “بالأصولية”, والتي جندوا لمحاربتها منظمات وجمعيات وجيوش ووكالات استخبارات.
نعم الإسلام والصليبية قطبا العالم المتنافرين المتصارعين إلى أن يأذن الله بالنصر المبين.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا