أكثر من 1500 مستوطن يقتحمون باحات الأقصى المُبارك - عين ليبيا

اقتحم أكثر من 1500 مستوطن صهيوني، منذ صباح اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك، من خلال مسارات جديدة وتأدية الصلوات التلمودية في عدة ساحات من المسجد.

ويعتبر عدد المقتحمين للمسجد الأقصى اليوم، هو الأعلى منذ مطلع العام الجاري، حيث ارتفعت أعداد المجموعات المقتحمة من 10 مجموعات إلى 45 مجموعة، كما منع الاحتلال حراس المسجد الأقصى من ممارسة عملهم في استهداف واضح للأوقاف الإسلامية، بحسب ما أفاد تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

وتاريخياً بدأت اقتحامات المستوطنين للأقصى منذ أن اقتحمها الجنرال الإسرائيلي “مردخاي جور” برفقة جنوده عام 1967 بُعيد احتلال مدينة القدس وما تبقى من أرض فلسطين، يومها رفع هذا الجنرال العلم الإسرائيلي فوق قبة الصخرة، وأحرق مع جنوده المصاحف، ومنعت الصلاة بالمسجد لمدة أسبوع كامل.

واستولت سلطات الاحتلال وقتها على مفاتيح باب المغاربة، ومنعت الفلسطينيين من المرور منه وأبقت هذا الباب مخصصا لاقتحامات المستوطنين وجنود الاحتلال الإسرائيلي بأعداد كبيرة.

وزعم المسؤولون الإسرائيليون قبل عام 2000 للقائمين على المسجد الأقصى المبارك بأن هذه الاقتحامات ما هي إلا تصرفات فردية وأنهم “مجانين” ولا داعي للاكتراث بهم، لكن الحقيقة تبينت فيما بعد أن الوسط السياسي الإسرائيلي من يمينه حتى يساره على خط واحد في دعم هذه الاقتحامات، وكان اقتحام أرئيل شارون للأقصى عام 2000 أبرز صور التأكيد على التحالف بين الحكومة الإسرائيلية وما تسمى بالمعارضة، والتي أعقبها اندلاع انتفاضة الأقصى.

وفي الثامن من أكتوبر عام 1990 حاول متطرفون يهود وضع حجر الأساس لما يسمى بـ”الهيكل الثالث” في ساحة المسجد الأقصى، لكن أهالي القدس تصدوا لهم فقوبلوا بزخات كثيفة من الرصاص من قبل جنود الاحتلال، حيث ارتقى حينها 21 مقدسياً وأصيب 150 آخرين.

وفي الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1996 أعلنت سلطات الاحتلال فتح نفق مجاور للجدار الغربي للمسجد الأقصى، حيث اندلعت مواجهات عنيفة أدت إلى استشهاد 51 مواطناً وإصابة نحو 300 آخرين.

وفي التاسع والعشرين من سبتمبر عام 2000 ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة بحق المصلين في المسجد الأقصى المبارك، بعد صلاة الجمعة ارتقى فيها العديد من الشهداء والجرحى.

وبعد عام 2000 بدأ المسؤولون الإسرائيليون يروجون لفكرة أحقية المستوطنين في اقتحام الأقصى، إضافة إلى مطالبتهم بتقسيمه وأن يخصص جزءٌ منه لصلاة اليهود، بحجة أن ساحات وباحات الأقصى واسعة.

وخصص الاحتلال الفترة ما بين السابعة والنصف والعاشرة صباحاً، والفترة ما بين الواحدة والثانية ظهراً لاقتحامات المستوطنين بأعداد تكون أحياناً بالعشرات وتزيد في الأعياد اليهودية ومناسبات عدة إلى الآلاف.

وقال المتطرف “يهودا غليك” في مقابلة صحفية أجريت معه عام 2009، وأحد أكثر متزعمي هذه الاقتحامات: “يبقى وجودنا افتراضياً بدون إقامة الهيكل، يجب على الناس الوصول إلى جبل الهيكل، فبناؤه يأتي من خلال الجمهور العريض وليس بمشاركة اثنين أو ثلاثة، فعلينا أن نصل لدرجة لن تتمكن فيها الحكومة الإسرائيلية من رفض طلبٍ كهذا”.

وفي عام 1976 أصدرت قاضية في المحكمة المركزية الإسرائيلية قراراً يعطي اليهود أحقية في الصلاة داخل المسجد الأقصى، وفي عام 1981 اقتحم ما يطلق عليهم باسم “أمناء جبل الهيكل” المسجد الأقصى رفعوا العلم الإسرائيلي وحملوا كتب التوراة.

وفي عام 1989 سمحت شرطة الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة بصورة رسمية بإقامة الصلوات التلمودية على أبواب المسجد الأقصى.

وتقدم نواب متطرفون في الكنيست عام 2014 بمشروعي قانونين: الأول يدعو لسحب الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية، والثاني يتعلق بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد.

وبحسب رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث ناجح بكيرات، فإن اقتحام المستوطنين للأقصى يتحدد حسب الوضع في المسجد، فوجود المرابطين وتصديهم للمستوطنين يجبر المستوطنين على اختصار الاقتحام، وفي حال لم يجدوا مقاومة يتجولون في كل الأماكن.

ويضيف: “يسعى الاحتلال إلى تقسيم فعلي للأقصى، ويخطط لذلك بأوجه مختلفة، خاصة الاستيطان الذي يطمع الاحتلال من خلاله إلى الاستيلاء على المصلى المرواني والأقصى القديم للمسجد كمشروع استراتيجي وخطوة للاستيلاء على المسجد بكامل مساحته البالغة 144 دونما”.

روغم أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تجيز للمستوطنين الصلاة في الأقصى، فإن الحاخامات يتمردون على ذلك، وتم طرح باب الرحمة والأقصى القديم والمصلى المرواني، بوصفها أبنية قديمة، كأمكنة تصلح لتحويلها إلى كنس، وفق بكيرات.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا