أمريكا اتركي ليبيا وشأنها وعدي إلى ديارك - عين ليبيا

من إعداد: عبدالمجيد بريش

اتضح أن الولايات المتحدة من خلال استطلاعات الرأي في 53 دولة ومن خلال وكالتين استطلاعات في الولايات المتحدة نفسها، وُجِدت أنها تُشكل تهديدًا كبيرًا للسلام العالمي!.

لكن باسم السلام لدينا في ليبيا أمريكية تخطط وتنفذ وتُشكل لجانًا وتُعين أفراداً من الشعب الليبي باسم الأمم المتحدة وباسم السلام بدعم من السفارة الأمريكية في طرابلس، كلاهما يقود ما يسمى بالمغامرة السياسية الليبية للسلام، وقد كانا في ذلك لسنوات يسعيان وبدون جدوة وبدون سلام ولا أمن ولا أمان ولا دستور ولا أي مظهر من مظاهر المجتمع المدني والعيشة الكريمة وبنية تحتية مدمرة وحتى النسيج المجتمعي في حالة لا يرثى لها، ولكن نجحوا في تعيين رئيس وزراء اشتهر خلال عهد القذافي بعدم إنهاء معظم المشاريع التابعة للعديد من الشركات الاستثمارية وإفلاسها وعدم القدرة على الإدارة، وفي الآونة الأخيرة عُرِف بتزوير أوراق اعتماده الأكاديمية كما نُشِر في وسائل الإعلام الليبية لإضفاء الشرعية على تعيينه كرئيساً لوزراء ليبيا!، وكل هذا تحت أنظار الجميع!.

لقد رأينا ما فعلته أمريكا في العراق باسم السلام، كل دولة تدخلت فيها الولايات المتحدة تركتها في حالة خراب وفوضى، لدينا أمثلة واضحة بهذا في بلدان أمريكا اللاتينية وفيتنام وأفغانستان والعراق وسوريا ومؤخراً ليبيا.

وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة فإن الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل واضح وهو على حساب الفلسطينيين الذين يتعرضون منذ عقود للقمع والإذلال اليومي بدعم مالي وعسكري أمريكي لإسرائيل، وشهدنا بالأمس اعتداء عسكري غاشم على المسجد الأقصى والمصلين الأبرياء في وقت الصلاة والعبادة فقط لإثارة رد فعل فلسطيني حتى يتمكن الصهاينة من ارتكاب المزيد من المجازر، وأيضا قتل الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة برصاصة قناص جندي إسرائيلي وهنا لا نسمع عن أي كلمة أو إدانة من أمريكا ولا من بقية العالم الغربي إلا أكاذيب وتبريرات لما قامت به إسرائيل أنه دفاع على النفس، كل ما نسمعه من دول العالم الغربي وعلى رأسها أمريكا ووسائل إعلامها هو إدانة شديدة للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، واتهام روسيا وقيادتها بانتهاكات حقوق الإنسان، وفرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا، في الواقع، أمريكا هي التي تسببت في الحرب في أوكرانيا وليس روسيا، فقد اختلقت من خلال سيطرتها على وسائل الإعلام الدولية أنباء مفادها أن روسيا هي المعتدية ورئيسها وقيادتها مجرمو حرب، في الواقع، فإن العكس هو الصحيح. أمريكا هي التي استفزت روسيا للهجوم دفاعا على حدودها وأمنها القومي بعد تهديدها بالتوغل وزحف حلف الناتو على الحدود الروسية عبر أوكرانيا بدعم من أمريكا.

وبلغت القروض والدعم المالي لأوكرانيا من قبل الكونغرس الأمريكي 15 مليار دولار في غضون أيام أو ربما أكثر، ودافعو الضرائب الأمريكيون يضخون المليارات كل عام على مدى العقدين الماضيين أو أكثر لصالح إسرائيل بدون شروط، لكن الفلسطينيين لا يستطيعون حتى الحصول على معاشاتهم ورواتبهم الشهرية المحصورة في ظل احتلال غير قانوني لنظام عنصري غاشم داخل متاهة من الجدران المحصنة.

لا نريد ولا نحتاج منافقين أثبتوا أنهم ليسوا أصدقاء بل أعداء للعالم العربي والإسلام بشكل عام.

على الرغم من أنني درست وعملت في الغرب الذي أحب أدبه وحياته الاجتماعية والعديد من مواطنيه الذين عاشرتهم بود واحترام وأنا لا أتفق سياسيًا مع النموذج الاشتراكي ولكن لا اتفق أيضا مع السياسة التي تنتهجها أمريكا في الشرق الأوسط وفي ليبيا، إلا أننا سئمنا بأكاذيبك ومعاييرك المزدوجة ولا نريد ديمقراطيتك وحقوقك للإنسان المزيفة.

أمريكا اتركي ليبيا وشأنها وعدي إلى ديارك.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا