أوروبا والشرق الأوسط على شفا كارثة مناخية.. ندرة مياه وحرائق تشتعل بلا توقف - عين ليبيا
تشهد أوروبا والشرق الأوسط صيفاً كارثياً بكل المقاييس، وسط تحديات مناخية متصاعدة تهدد الأمن المائي والغذائي وحتى الاستقرار الاجتماعي في بعض المناطق، مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة وتراجع معدلات الأمطار بشكل غير مسبوق، تواجه عشرات الدول أزمات حادة في المياه وحرائق غابات متكررة تخرج عن السيطرة.
في حين يشير الخبراء إلى أن ما يجري هو جزء من نمط متصاعد لتغير المناخ، إلا أن سرعة التدهور هذا العام تفاجئ حتى أشد المتشائمين. الأوضاع على الأرض تُظهر بوضوح أن البيئة لم تعد تتحمل المزيد من الضغط، فيما تبقى الاستجابة الحكومية متفاوتة وعاجزة في كثير من الأحيان.
الشرق الأوسط.. الجفاف يهدد المدن الكبرى
تُعد إيران من أكثر الدول تأثراً، حيث بات خطر نفاد المياه يلوح في الأفق، خاصة في العاصمة طهران التي يقطنها أكثر من 15 مليون نسمة. وتشير بيانات رسمية إلى أن مستويات السدود منخفضة بشكل خطير، ما دفع الحكومة إلى فرض تقنين صارم للمياه، عبر قطع الإمدادات لساعات يوميًا في مناطق واسعة.
السلطات تحذر من أن المخزون المتبقي قد لا يكفي حتى أكتوبر المقبل، بينما يتحدث مراقبون عن كارثة بيئية وصحية وشيكة إذا لم تتدخل الجهات الدولية للمساعدة.
في تركيا، تضرب الأزمة مدناً كبيرة مثل إزمير وبودروم، حيث تراجع منسوب المياه في السدود إلى مستويات مقلقة. ويعزو الخبراء هذا التراجع إلى موجات الحرّ غير المسبوقة، التي أدت إلى تبخر كميات هائلة من المياه، ما اضطر السلطات إلى تنفيذ انقطاعات مائية مجدولة.
شرق المتوسط.. على حافة العطش
في قبرص، انخفضت احتياطيات المياه إلى 16.1% فقط، مع استمرار الجفاف لثلاث سنوات متتالية. الحكومة القبرصية أعلنت خطة لتوسيع محطات تحلية المياه لتفادي شلل كامل في القطاع الزراعي والمرافق الحيوية.
أما في أثينا، فقد سجلت اليونان انخفاضًا بنسبة 50% في مخزون المياه مقارنةً بعام 2022. وتسعى الحكومة حالياً إلى إعادة هيكلة نظام إدارة المياه، مع بحث خيارات مكلفة مثل تحلية البحر، في ظل تحفظات بيئية واقتصادية واسعة.
أوروبا الغربية.. أزمة مستمرة رغم هطول الأمطار
على الرغم من تحسن نسبي بسبب أمطار بداية العام، لا تزال مناطق مثل جزر البليار تعاني من نقص المياه، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة إنذار خشية تفاقم الأزمة مع استمرار الصيف الحار.
المملكة المتحدة تمر بأسوأ موجة جفاف منذ ما يقرب من نصف قرن، مع فرض قيود صارمة على استخدام المياه في عدة مناطق، أبرزها يوركشاير. وتشمل الإجراءات منع ري الحدائق وغسل السيارات وتعبئة المسابح.
تعاني إيطاليا من جفاف حاد خاصة في صقلية وسردينيا، حيث تراجعت مستويات المياه بشكل كبير. وقد أجبرت الأزمة بعض المناطق على تقنين المياه للري الزراعي، ما يهدد الإنتاج المحلي من الخضروات والفواكه.
في جنوب فرنسا، أُعلن عن قيود واسعة على استخدام المياه، خاصة في الري والزراعة. كما فُرضت قيود على بعض الأنشطة الترفيهية والمائية، وسط ارتفاع درجات الحرارة ونقص ملحوظ في الأمطار.
جنوب شرق أوروبا: نهر الدانوب يواجه الانهيار
تعيش عدة دول في جنوب شرق أوروبا انخفاضًا حادًا في منسوب نهر الدانوب، أحد أهم الأنهار في القارة. بعض المناطق أُعلنت مناطق كوارث جفاف، فيما حُظرت أنشطة مثل ري الحدائق وغسل السيارات.
تشير كل هذه المؤشرات إلى أن أزمة ندرة المياه وحرائق الغابات أصبحت أزمة هيكلية لا موسمية، ما يستدعي تحركات دولية عاجلة لإيجاد حلول حقيقية مستدامة، تشمل:
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا