أوقفوا ترويع المدنيين في طرابلس أيها الهمج - عين ليبيا

من إعداد: د. عبيد الرقيق

ثلاثة ليال متتالية تتعرض مدينة طرابلس لموجات من القصف الصاروخي الهمجي، وتتساقط القذائف فوق رؤوس المدنيين الأبرياء، فمع ساعات الليل المتأخرة، توجّه القذائف الصاروخية العمياء من نوع صواريخ “غراد” القديمة التصنيع الى أحياء العاصمة في بوسليم والهضبة وغيرها، لتنهمر فوق البيوت الآهلة فتصيب العشرات من المدنيين الأبرياء قتلا وتمزيقا وتجريحا، لقد أمطرت طرابلس حتى الآن بوابل من القصف الصاروخي الهمجي أدى إلى خسائر بشرية جسيمة ناهيك عن الأضرار المادية، وكانت محصلة آخر موجة صاروخية ليلة الأربعاء الموافق 16-17 ابريل، سقوط ضحايا أبرياء تجاوز عددهم 5 أغلبهم من أسرة واحدة، إضافة الى عشرات الإصابات بين الحرجة والمتوسطة بما في ذلك حالات البتر للأطراف.

إني كشاهد عيان في مدينة طرابلس خلال هذه الأحداث الدامية، أدين بشدة مثل هذه الأعمال الإجرامية الخسيسة التي تخالف ابسط معايير حالات الإشتباك الحربي في المعارك، وخاصة في أحياء مأهولة بالسكان المدنيين، فإستعمال صواريخ “غراد” العمياء في أحياء سكنية لا أصنفه الا تحت خانة الإجرام المتعمد، الذي يجب أن يحاسب مرتكبيه بأشد العقوبات، هؤلاء الهمج الذين لا يتورعون عن إستعمال مثل هذه الصواريخ العمياء لا يمتلكون ذرة من ضمير الإنسانية ويفتقدون أبسط مشاعر الإحساس بالمسئولية، لذلك ينبغي أن يجرّمون ومن معهم ومن ساندهم ويحاسبون أشد الحساب حتى لا تتكرر أعمالهم الإرهابية الخسيسة! فما الفرق بين هؤلاء ومن يفجّرون المفخخات وينفذون العمليات الانتحارية؟!، لا فرق فالإرهاب واحد وإن تعددت سبله وأدواته ووجوهه القذرة.

لهذا على الليبيين الوقوف صفا واحدا لمواجهة مثل هذه التهديدات الخطيرة، والتعاون من أجل منع وقوعها مجددا، والعمل الجاد من أجل معرفة من وراء ذلك وتحديد المسئولية الجنائية والقانونية في ذلك ، والتنسيق مع الهيئات الدولية لمعرفة الحقيقة وإظهارها للعيان دون مواربة، ليتسنى للجميع معرفة من أرتكب الجرائم في حق المدنيين في طرابلس، وبالتالي إنزال اقسى العقوبات على الفاعلين، وبهذه المناسبة أناشد جميع الليبيين الى إنهاء حالة الإنقسام القائم حاليا وتقديم التنازلات من جميع الأطراف للوقوف صفا واحدا في وجه كل من يحاول الإستمرار في ضرب النسيج الإجتماعي ووضع حد للتدخلات الخارجية في شأننا الداخلي وقطع الطريق أمام سماسرة الفتنة والحروب، يحفظ الله ليبيا وشعبها ويوحد جهود المخلصين للخروج من هذا النفق عاجلا لا آجلا.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا