أين ترهونه وبني وليد وسبها وبنغازي من حقن الدم والليبي؟ - عين ليبيا

من إعداد: أ.د. فتحي أبوزخار

صحيح أن المجتمع الدولي والمتمثل في الأمم المتحدة وذراعه الطولى مجلس الأمن يلعب دوراً مهماً في صياغة مستقبل ليبيا إلا أن الدور الأهم يصنعه الشعب الليبي على الأرض واليوم أحرار بركان الغضب والقوات المساندة يؤكدون بأنه لا مجال للحل العسكري واستفراد فرنسا بليبيا من خلال خادمها الداعشي حفتر إلا أن الفاتورة باهظة وستكلفنا الكثير باستمرار الحرب لذلك فمن المهم أن تتحرك بعد المدن المهمة لوقف نزيف الدم الليبي وسحب البساط من الداعشي حفتر ومليشياته المتكونة من المغرر بهم وكذلك المجرمين والتكفيريين والمرتزقة!

أحرار بركان الغضب والقوات المساندة سينهون العدوان على العاصمة طرابلس ودلالات ذلك يفصح عنها صدهم للعدوان والتقدم ودحر مليشيات الداعشي حفتر، ((والذي أعترف بأنهم يواجهون عدوا متوحشا .. لم يسبق أن شهدت له الأرض مثيلا ))، وصولاً إلى غريان مركز غرفة العمليات الرئيسة لعملية “الكرامة”، إلا أن تكلفت ذلك باهظة وأغلى ما فيها الدم الليبي الذي بات يسفك على تراب ليبيا نتيجة طغيان وإصرار الداعشي حفتر على محاولة الوصول إلى العاصمة خدمة لسيدته وولية أمره العاهرة حكومة فرنسا ووصيفاتها السعودية والإمارات ومصر!!!

ستنتهي الحرب.. وماذا سيكتب التاريخ؟

ستنتهي الحرب عاجلاً أم آجلاً وسيسجل في ذاكرة الشعب الليبي ما حصل من عدوان على العاصمة وستحصر أعداد من لقوا حتفهم وكذلك سيُسجل أعداد المشوهين والمبتورين والأرامل والمرضى النفسين! ستوثق كاميرات هواتف النقالات الشخصية قبل القنوات المرئية آثار العدوان من هدم لبيوت المدنيين والمستشفيات والمدارس ومخازن الكتب وقصف للمطار المدني الوحيد “معيتيقة” بالعاصمة بل سيتم تصوير الموت الذي طال مركز بتاجورا لإيواء المهاجرين الهاربين من ضنك العيش، الذي كان الاستعمار الفرنسي السبب الرئيس فيه،  وهم يحلمون بمستوى معيشة أفضل مغامرين بحياتهم ليصلوا إلى شواطئ أوروبا.  وسيحكي من نجى منهم عهر فرنسا وعميلها البار الداعشي حفتر.

دور المدن الليبية لوقف شلال الدم الليبي وهدم ممتلكاته ومقدراته!

صحيح عاصمة ليبيا هي طرابلس وليبيا هي طرابلس التي يقطنها تقريباً نصف سكان ليبيا وتضم بين أضلعها جميع المدن الليبية بعد أن استوطنوا بها  وسكنوا قلبها ويذلك فجميع أبناء المدن الليبية يدافعون اليوم عن عاصمتهم ويقفون سداً منيعاً في وجهة الغزاة: مليشيات الداعشي حفتر ومرتزقته، وبذلك فقد استوفت جميع المدن دورها في الدفاع عن العاصمة طرابلس إلا أن هناك بعض المدن التي يمكن أن تلعب دور أخر، بالإضافة إلى الدفاع، يتمثل في وقف نزيف الدم الليبي الذي يسيل كل يوم نتيجة أطماع حقيرة استعمارية فرنسية توظف فيها مثلت الاستبداد العربي الأمارات والسعودية ومصر لتمكين الداعشي حفتر، المريض نفسياً العربيد، من الدوس على كرامة الشعب الليبي بحدائه العسكري العفن.. لا قدر الله!

 

أدوار مستعجلة من مدن ليبية:
لا أحد في العاصمة يريد الحرب والموت والدمار ولكن الأغلبية يرفضون أيضاً حكم العسكر ويريدون الدولة المدنية ومستعدون للموت دونها. وجميع أبناء المدن الليبية يدافعون عن عاصمتهم إلا أن هناك أدوار مطلوبة في هذه المرحلة من مدن أخرى وربما أهمها:

ترهونه:

لا يمكن لعصابة محسن الكاني أن تمثل ترهونه ولا يمكن لترهونه أن تقبل أن يسجل التاريخ بأنها احتضنت من كان سبباً في الهجوم على العاصمة! فلا يمكن لمدينة تاريخها حافل بالأمجاد والنضال ضد المستعمر أن تساعد فرنسا على أطماعها في ليبيا وتساهم في عودة الدكتاتورية من جديد. فعقلاء وأحرار ترهونه عليهم فتح قنوات مع عقلاء العاصمة للوصول إلى اتفاقية تحقن دماء شباب ليبيا ومناقشة ضمانات للمُتورطين في الحرب للخروج من مأزق الحرب بما يرضي جميع الأطراف ويحفظ العاصمة.

بني وليد:

يوجد في بني وليد عقلاء ابتعدوا عن الصراع السياسي ونتيجة لظروف الانقسام في 2011 قرروا عدم المشاركة في أي حروب. فيوجد اليوم ببني وليد من يمكنه نزع فتيل الحرب ولعب دورا مهماً في إقناع الأطراف المهاجمة للعاصمة من المنطقة الغربية بالانسحاب وترك فكرة الهجوم على العاصمة مقابل مناقشة ضمانات ترضي الطرفين.

سبها:

تتكون سبها من جميع مكونات الجنوب بقبائلها وسكانها المسالمين. ووجهاء وعقلاء سبها يمكنهم مصالحة جميع مكونات سبها بحيث يرجع الأمن والآمان للمدينة، وبعودة الترابط والتلاحم بين جميع الساكنة بسبها سيدفعهم للاستقلال عن مليشيات الداعشي حفتر وإنهاء مبرر وجودهم في المنطقة الجنوبية.

ينغازي:

من الطبيعي أن نجد ببنغازي سكان من جميع القبائل والمدن ببرقة، بل هناك العديد ممكن يسكُنوها اليوم هم أصلاً من المنطقة الغربية وكذلك الجنوبية. فكانت وتبقى بنغازي شرارة ثورة 17 فبراير  ولا يمكن أن تكون إلا شرارة الرفض للمستبد الداعشي حفتر وخاصة بعد أن انكشفت كل مخططاتها الداعشية وتعاونه مع داعش بعد أن سمح لهم بمغادرة بنغازي. بل بعد أن شاهدوا أهالي بنغازي بعيونهم ما حصل بشارع الزيت وسمعوا عبر قناة ليبيا الأحرار شهادة الرائد محمد الحجازي، الذي كان قريباً من الداعشي حفتر، التي كشف من خلالها نذالة وخسة وخيانة وحقارة مشروع التمكين للعاهرة فرنسا واستخباراتها عبر مثلث الشر الأمارات والسعودية وأيضاً مصر! ستنادي بنغازي جميع المغرر بهم من شبابها ليعودوا إلى حضنها وتترك المجرمين والمكفرين والمرتزقة لمدافع وبنادق بركان الغضب والقوات المساندة لإراحتها منهم!

لن تكون بنغازي إلا مدينة عاشقة للحرية وداعية للدولة المدنية ورافضة للاستبداد وستعمل سبها على لم شمل الجنوب واستقراره  وسيسجل التاريخ بأحرف من نور الدور الذي ستقوم به بني وليد وترهونه في حماية العاصمة ومدنية ليبيا ورد المعتدي المريض العربيد المهوس بالدكتاتورية الداعشي خليفة أبولقاسم حفتر!



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا