أيها الليبي.. ها هي حقيقة المعركة - عين ليبيا

من إعداد: أحمد خليفة

أيها الليبي،، لا تسمح لهم بإقناعك أن المعركة الآن على أسوار طرابلس المحروسة هي معركة بين شرق ليبيا وغربها، أبدا، المعركة ليست كذلك، ولم تكن في يوم من أيامها حربا جهوية أو مناطقية، من يقول ذلك لا يعرف ماذا يحدث فعلا، فالليبيون لم يكرهوا بعضهم بعضا في كل مراحل تاريخهم،من فعل ذلك هم المجرمون والطغاة منهم، العسكر هو من يكره الليبيين ويسعى جاهدا لحكمهم بالحديد والنار، يريد أن يقمعهم ويرجعهم بقوة السلاح إلى حظيرة الاستبداد التي جعلت من ليبيا بلدا متخلفا لأكثر من أربعين عاما كابد فيها الليبيون المعاناة وشظف العيش بسبب النزق الثوري وجنون السلطة الشعبية وهلوساتها كالطفل تربيه أمه والسيارة لمن يقودها والمرأة رقيقة وعطوفة والرجل غليظ.

المعركة الآن ليست حربا من أجل الكراسي كما يردد ذلك التافهون، بل هي معركة بين معتدٍ ومعتدىً عليه، بين طامحين للحرية وعزتها وبين عسكر مجرم عميل لأمراء النفط في دهاليز الشر في أبوظبي والرياض، عسكر يريد إرجاع الليبيين إلى عهود الاستبداد، ويريد أن يرهن البلاد وثرواتها لرعاة الثورات المضادة في أوكار الشر والمؤامرات في القاهرة و أبوظبي والرياض، المعركة الآن بين ثورة صنعها الليبيون أنفسهم ،وثورة مضادة خطط لها ومولها أرباب الانقلابات وينفذها قادة الجيوش المهزومة المجرمة التي لم تتقن في تاريخها كله سوى الهزائم والانقلابات وتدمير المدن وقصف المدنيين وقتل الأطفال وهدم البيوت على ساكنيها.

المعركة في ليبيا منذ أكثر من خمسة أعوام محتدمة بين ثورة فبراير ومجرمي انقلاب سبتمبر من أساطين القمع والإجرام فيما كان يسمى بمكتب الاتصال باللجان الثورية وذراعه المسلحة المعروفة بالحرس الثوري الأخضر ذي السمعة السيئة والتاريخ الملطخ بدماء الليبيين الذين علقت أجسادهم في عقود سابقة على أعواد المشانق في الجامعات والميادين والساحات العامة.

ما يحدث على تخوم طرابلس هو مواجهة جديدة (ولن تكون الأخيرة بالتأكيد) بين الثوار الأحرار من كافة أنحاء ليبيا وبين المهزومين من مسلحي كتائب القذافي ومن تحالف معهم من المجرمين وخريجي السجون وأصحاب السوابق وساندهم من مشائخ السوء ومسلحي تنظيم الحثالة الذي يقوده ضابط المخابرات ربيع المدخلي الذي تصدر إليه الأوامر والفتاوى من أقبية مخابرات آل سعود.

المختلف هذه المرة أن كتائب القذافي عادت بعد هزيمتها في العام 2011 ترفع علم الاستقلال، وممولة بأموال إماراتية وسعودية ومدعومة بشيطنة مخابراتية مصرية، لا يقودها معمر القذافي هذه المرة، بل يقودها حفتر الفرجاني، السبعيني العجوز والأسير السابق الذي عاد للانتقام وممارسة جنونه السلطوي على الليبيين، قادم من عصر الانقلابات العربية، تربى في برقة وبعد عقود عدة احتضنته مجرما سفاحا، مجرم حظي بهزيمة تاريخية في وادي الدوم ولم يجد غضاضة في أن يكون عميلا للمخابرات الأمريكية، جذوره من ترهونة التي ورطها في حرب خاسرة،ويريد أن يحكم ليبيا كلها بالحديد والنار.

هذه هي المعركة بكل تفاصيلها، فانتبه أخي الليبي وافهم ولا تسمح لهم أن يخدعوك أو يقنعوك أنها حرب جهوية، لا تسمح لهم أن يؤسسوا لفتنة بينك وبين أخيك الليبي، فأنتم أبناء وطن واحد سيبقى لكم وحدكم جميعا، أما الطغاة ورُوّاد الشر والخراب وشذاذ الآفاق فمصيرهم هو مزبلة التاريخ.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا