إدمان الأطفال لأفلام الكرتون يؤثر على نموهم الجسدي والعقلي

أفلام الكارتون والإثارات الجنسية

انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من القنوات الفضائية المتخصصة بأفلام الكرتون التي تعتقد الأمهات أنها جيدة لإلهاء طفلهن بينما يقمن بمهام منزلها، متناسين مدى تأثير هذه الافلام على الحالة النفسية والاجتماعية لأطفالهن.

وتشير بعض الدراسات الطبية أن 85 بالمئة من الأطفال يصابون بآلام في العظام بسبب الجلوس طويلا لمشاهدة أفلام الكرتون، فضلا على الأثر السلبي الذي تخلفه هذه الأفلام على شخصية الطفل ونموه العقلي.

ويؤكد د. عادل صبرى أستاذ علم النفس بجامعة الازهر أن “إعلام الطفل من أهم أنواع الإعلام إذا نظرنا إليه من جانب التقسيم بالشريحة العمرية، لذا فإن الشركات تعمل على أساس أن الطفل عالم قابل للتشكيل بحسب الرغبات والأهداف المقصودة وأنه رهان كبير على المستقبل والحاضر، إذ بامتلاكه والسيطرة على وعيه والتحكم في ميوله، يمكن امتلاك المستقبل والسيطرة عليه”.

ويضيف “إن فترة ما قبل المدرسة مهمة جدا، لأن الطفل في هذه الفترة يكون بمثابة ‘المستقبِل’ ومن السهل تقبل أي معلومات مرسلة من وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة، ويجب على الأهل مراعاة ذلك لغرس القيم والأخلاقيات والسلوكيات المحمودة؛ مثل الصدق والأمانة والتعاون وإمداد الطفل بأفكار واقعية مأخوذة عن المجتمع؛ مما يساعده على الاندماج في المجتمع بسهولة والتعايش مع الآخرين دون مشاكل نفسية”.

ويشير صبرى إلى أن الطفل يحتاج إلى الغذاء والأمن والمغامرة والخيال والمعرفة و”أفلام الكرتون تلبي الحاجات الثلاث الأخيرة، وبهذا المقياس تكون إيجابية؛ فهي تنمي خيال الطفل عن طريق القصص، والخروج عن الواقع إلى شخصيات لا نجدها في عالمنا، وأحداث لا يمكن أن تقع، وقد يتسرع بعضنا إلى القول بأن ذلك سلبي، والحق أن الخيال حاجة أساسية من حاجات الأطفال بشرط ألا يكون مغرقاً سلبياً لا يحمل قيمة، ولا يغرس فضيلة”.

وتقول د. فاطمة حلمي حسن أستاذة علم النفس التربوي “يجب الاهتمام بأطفالنا قبل الوقوع في دائرة ادمان أفلام الكرتون، والتأثر سلبا بها، مع ضرورة بمتابعة الأمهات للطفل وما يشاهده من أفلام والتحاور معه فيما يشاهده؛ بحيث إذا مرت فقرة خيالية على عين الطفل سرعان ما تقوم الأم بتصحيح المفهوم للطفل حتى لا يتأثر فكره ونفسيته”.

ويرى د. أحمد شوقي العقباوي أستاذ الطب النفسي بجامعة الازهر أنه لابد أن نضع الطفل في حالة تحدٍ؛ للحصول على المعلومة لكي ينشط عقله ويتطور فكره؛ “خاصة أن معظم أفلام الكرتون التى أدخلها الغرب لنا غير واقعية وفاقدة للقيم الانسانية، حيث نجد معظم الأفلام بها قوة خارقة وصراعات وعنف وبالتالى سيقوم الطفل بتقليد الشخصيات الكارتونية التى شاهدها مثل ‘بات مان’ و’سوبر مان’ لأنهم يمثلون في نظره المثل الأعلى والقدوة، وللأسف يشعر الطفل بأنه غير قادر على تقليدهم فيصاب بالفشل والاحباط أو يصر على تقليدهم فيستعمل العنف، وهنا يكون الطفل معرضا للخطر والموت؛ لأنه قد يطير أو يقفز من نافذة البيت آملا في أن يكون مماثلا للشخصيات الخيالية التي يراها في أفلام الكارتون، ويستمد منها المعلومة دون الوعي بنتيجة ما يفعله”.(وكالة الصحافة العربية)

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً