إعادة الاستقرار إلى ليبيا - عين ليبيا

من إعداد: محمد بويصير

يبدو أنها عملية عسكرية متكاملة الجوانب تنتظر الدوائر الدولية أن تعلنها تركيا خلال الأيام القادمه، وهي تبدو بالحجم الذي يجعل الحكومة التركية تقدم لها بمقابلة مطولة مع محطات التلفزة التركية قام بها الرئيس أردوغان نفسه لشرحها للشعب التركي تحمل ملامح هذا العمل وأبعاده وتعد الرأي العام لتداعياته، وكذلك التحرك السياسي الذي سبقه والمتعلق بإبداء النية فى التفاهم مع كافة الأطراف وخاصة مع الطرف الروسي بما يخرجه من المعادلة العسكرية مقابل حصة اقتصادية في عمليات إعادة الإعمار بالاتفاق مع حكومة طرابلس، واللقاء التركي الروسي المرتقب.

عمليات المسح والاستطلاع الجوي التركي

ليست سرًا بل يقال إنها قد رصدها المصريون على حدودهم وبالقرب من شواطئ ليبيا الشرقية، ويبدو أنهم نصحوا حفتر بإخفاء العشر طائرات التي يملكها خوفا من تدميرها، والتي يمكن أن تكون قد هُرِبت إلى مصر بعد أن غطى الموضوع بأنها ذاهبة إلى الوطية بينما لم تظهر هناك حتى ليلة أمس.

هل سيتحول الأمر خلال أسابيع

من “الفتح المبين” إلى “كيفية الخروج من المأزق” بالنسبة للجنرال حفتر، بعد أن استفادت تركيا من عنصرين أساسيين فى الموقف الدولي تجاه ليبيا، العجز عن تحقيق أي تقدم في الملف السياسي، والانزعاج الأميريكي البريطاني من التسرب الروسي إلى هذا البلد.

الأتراك غالبا سيعملون بالتوازي مع قرارات مجلس الأمن ونصوصه الخاصة بشرعية حكومة الوفاق وأيضاً منع تسريب السلاح للأطراف الاخرى، حتى يغلقون الباب أمام الفرنسيين للاعتراض دوليا.

أوروبا

لا يتوقع منها موقف موحد تجاه ليبيا، والبريطانيون لا يعارضون تدخلا تركيا يوقف التسرب الروسي الذي أبدوا انزعاجهم منه لكل من التقاهم، والإيطاليون كذلك.

الصمت المصري

قد يعني أن حسابات القاهره كما توقعناها ترفض الزج بنفسها في مخاطرة قد تؤدي نتائجها إلى تغيرات هيكلية في تركيبة السلطة المصرية، وغالبا سوف نرى اقتراب سلمي مصري واستجابة للدعوة التركية بالتفاوض حول ليبيا حفاظا على المصالح الأمنية والاقتصادية المصرية.

الإماراتيون لا يمتلكون القدرة على التأثير فى هذه الحالة ولا ينوون معاداة الأتراك، والسعوديون في سبيلهم لتعديل موقفهم وأخذ خطوات إلى الخلف.

بينما الأمريكيون كما يتضح من تصريحاتهم يبحثون عمن يحقق الاستقرار في ليبيا دونما الدخول في التفاصيل.

“فلا يهم أن كانت القطة سوداء أو بيضاء طالما استطاعت صيد الفئران” كما يقول الصينيون.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا