إعمار الخرطوم يبدأ من تحت الرماد.. مصرع 17 نازحاً أثناء الفرار من دارفور - عين ليبيا

أعلن رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس السبت عن خطة حكومية واسعة لإعادة تأهيل البنية التحتية في العاصمة الخرطوم، التي تضررت بشدة جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

وأكد إدريس خلال أول زيارة ميدانية له للعاصمة منذ تعيينه في مايو الماضي، التزام الحكومة بإعادة بناء المؤسسات الحيوية وتوفير الخدمات الأساسية تمهيداً لعودة المواطنين.

وشملت جولات إدريس المطار الدولي المدمر، جسري الحلفايا وشمبات، محطات المياه والمستشفيات، ومقر مجلس الوزراء وسوق أم درمان، حيث أكد أن إعادة تشغيل مرافق المياه والكهرباء وتأمين العاصمة ستكون على رأس الأولويات.

ووجه رئيس الوزراء بضرورة إنجاز صيانة الجسور خلال 3 أشهر، مشيراً إلى تعهدات من الحكومة المصرية بالمساعدة في هذه الأعمال، بينما تمتد خطة تهيئة العاصمة بالكامل إلى 6-9 أشهر، كما دعا الكوادر الهندسية والطبية والفنية داخل وخارج السودان للمشاركة في جهود إعادة الإعمار.

في السياق ذاته، شهدت العاصمة عودة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الذي تفقد مقر القيادة العامة للقوات المسلحة وأصدر قراراً بتفريغ الخرطوم من التشكيلات العسكرية خلال أسبوعين، ضمن خطة تأمين البيئة المناسبة لعودة السكان.

وفي سياق متصل، أعلنت الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش السوداني، السبت، عن تنفيذ إنزال جوي ناجح إلى قاعدتها في بابنوسة بولاية غرب كردفان.

وأكدت الفرقة تلقيها الإسقاط المظلي بالكامل على أسوار القاعدة بنسبة 100%، حيث شمل الإنزال إمدادات من أسلحة وذخائر ومواد غذائية ومستلزمات طبية.

ويأتي هذا الإنزال الثاني خلال ثلاثة أسابيع، بعد توقف دام لأشهر، في ظل استمرار محاصرة قوات الدعم السريع لمدينة بابنوسة التي هجر معظم سكانها، إثر محاولات فاشلة للسيطرة عليها نتيجة دفاع الجيش المستميت.

وتشير المصادر إلى أن هذا الإنزال يدل على استعادة الجيش لتفوقه الجوي في غرب كردفان، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق الولاية، بما في ذلك الفولة عاصمة الولاية وعدد من المدن مثل المجلد والميرم ولقاوة والخوي والنهود وود بندة، في حين يسيطر الجيش على بابنوسة وبعض حقول النفط في هجليج.

فيما كثّف الطيران الحربي السوداني، أمس السبت، ضرباته على مواقع قوات الدعم السريع في منطقة أم لحم شرق خرسي، ما أسفر عن تدمير وإعطاب أكثر من 50 عربة قتالية تابعة لها.

وأفادت مصادر مطلعة بانسحاب قوات الدعم السريع من عدة محاور منها طريق الجمامة جبرة الشيخ، وطريق بارا أم عشيرة، وطريق المزروب، حيث غادرت مجموعات من الدعم السريع منطقة خرسي وعدداً من المناطق الأخرى، تحت ضغط متواصل من الطيران الحربي والطائرات المُسيّرة التابعة للجيش السوداني.

في سياق آخر، نددت الحكومة السودانية بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على عدد من الأفراد والمؤسسات الوطنية في البلاد، معربة عن رفضها لما وصفته بمساواة القوات المسلحة السودانية بمجموعات مسلحة متمردة.

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان صحافي إن قرار الاتحاد الأوروبي “لا يستند إلى معايير قانونية منصفة”، مؤكدة أن القوات المسلحة السودانية مؤسسة قومية تحمي السيادة الوطنية وتحفظ الأمن وفقا للدستور والقانون الدولي، ولا يمكن مقارنتها بمليشيات متمردة.

وتشمل العقوبات الأوروبية شركة ريد روك للتعدين المرتبطة بالجيش السوداني، والقائد العسكري أبو عاقلة كيكل، بالإضافة إلى بنك الخليج المرتبط بقوات الدعم السريع، والقائد الميداني حسين برشم.

وأعربت الوزارة عن أسفها لإصدار القرار في ظل بداية مرحلة من الانخراط الإيجابي بين السودان والاتحاد الأوروبي، داعية إلى تبني نهج متوازن يدعم المؤسسات الشرعية ويأخذ في الاعتبار خصوصية الظرف الوطني لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.

مأساة إنسانية في الصحراء.. وفاة 17 نازحًا خلال محاولتهم الفرار إلى شمال السودان

أعلن مفوض العون الإنساني في الولاية الشمالية بالسودان، عبد الرحمن علي خيري، وفاة 17 نازحًا من أصل 41 شخصًا تاهوا في الصحراء أثناء محاولتهم النزوح من ولاية شمال دارفور إلى المناطق الشمالية، هربًا من تصاعد حدة القتال.

وأكد خيري أن الناجين نُقلوا إلى مستشفى دنقلا العسكري، ويبلغ عددهم 24 شخصًا، بينهم 10 نساء و13 طفلًا، واصفًا أوضاعهم الصحية والنفسية بـ”الصعبة”، وداعيًا إلى تقديم دعم طبي وإنساني عاجل ورعاية خاصة للضحايا.

وتأتي هذه الفاجعة في ظل تصاعد النزاع في إقليم دارفور، خاصة بعد سلسلة من الهجمات التي نفذتها قوات الدعم السريع على مناطق شمال كتم والمالحة والفاشر، ما تسبب في موجات نزوح جماعية باتجاه الولاية الشمالية، عبر طرق صحراوية قاسية تفتقر لأدنى مقومات الأمان.

وقالت هيام عمر، مسؤولة تنمية الأطفال في الولاية، إن بعض النازحين تعرضوا لهجوم مباشر من قوات الدعم السريع عقب خروجهم من مدينة الطينة، ما فاقم من محنتهم وزاد من خطورة رحلتهم في قلب الصحراء.

البرهان في الخرطوم للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب: زيارة مفاجئة تحمل دلالات سياسية وعسكرية

وصل رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، أمس السبت، إلى العاصمة الخرطوم للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام، حيث حطّت طائرته في مطار الخرطوم الدولي وسط إجراءات أمنية مشددة، في زيارة وُصفت بالمفاجئة وذات الرمزية العالية.

وعقب وصوله، توجّه البرهان إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، حيث أجرى جولة تفقدية داخل المقر والتقى رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين وعدداً من كبار القادة العسكريين، وتلقى إيجازاً ميدانياً حول تطورات العمليات القتالية الجارية ضمن ما تصفه القيادة بـ”حرب الكرامة الوطنية”.

 أمين مجلس الطفولة: الحرب في السودان حرمت أكثر من 17 مليون طفل من التعليم

أكد الدكتور عبد القادر أبو، الأمين العام لمجلس الطفولة في السودان، أن العملية التعليمية توقفت بالكامل لأكثر من عامين في جميع ولايات البلاد، نتيجة ما وصفه بـ”تجاوزات الميليشيات المتمردة”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع، وسط تدهور متسارع في أوضاع الأطفال.

وفي تصريح لوكالة السودان للأنباء (سونا) اليوم الأحد، أوضح أبو أن الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 تسببت في حرمان أكثر من 17 مليون طفل سوداني من حقهم في التعليم، محذرًا من أن الأوضاع المعيشية الصعبة فاقمت من سوء التغذية لدى الأطفال، وخلّفت آثارًا إنسانية عميقة.

ودعا الأمين العام إلى توفير حماية عاجلة للأطفال، وضمان وصولهم إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والغذاء، مشددًا على أن “الوضع الحالي يتطلب تحركًا عاجلًا لمنع انهيار جيل كامل”.

وفي إطار المساعي الوطنية، كشف أبو أن مجلس الطفولة يعمل حاليًا على إعداد خارطة استراتيجية متكاملة تستهدف إعادة الأمل للأطفال، من خلال تأسيس شراكات فعالة تسمح بتقديم الرعاية والخدمات الأساسية، وتهيئة بيئة آمنة لحياتهم اليومية.

وأشار إلى أن المجلس عقد مؤخرًا اجتماعًا ناقش فيه خطة العمل للمرحلة المقبلة، ومستوى تنفيذ المبادرات السابقة، إضافة إلى تقييم أداء مكاتبه في الولايات المختلفة استعدادًا لتنفيذ مشاريع جديدة.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا