إلى السادة/ محمـد صوان وعبد الحكيم بالحاج - عين ليبيا

من إعداد: عبد المجيد المنصوري

اننى ومن هذا المنبر، ندعو أخوتنا السادة، محمـد صوان (رئيس حزب العدالة والبناء) وعبد الحكيم بالحاج (رئيس حزب الوطن)، الذين استقبلونى مشكورين بمكتب كلٍ منهما على حدة، بكل ود وترحاب ولعدة مرات خلال 2012 وبداية 2013، للتشاور في ما يفيد الوطن، حيث أكدا لى كليهما فى كل مرة ألتقيتهما وبقوة، مُقتهما للتشدد وحُبهم لشعبهما ووطنهما، وحرصهم الشديد على سلامة الشعب ووحدة الوطن وآمنه.

أدعوكم من كل قلبى الى دعم قرار ألغاء قانون العزل السياسى، والمساهمة الفعلية، بكل ما من شأنه، المباشرة فى بنا دولتنا نحن كل الليبيين ومربعها الأول المُشاركة فى المفاوضات وأنجاحها، إذ لا يجب أن يدور بخُلد أىٍ منا، أن يُفكر بحكم ليبيـا أو الهيمنة عليهـا وحده مهما اُتى من قوة ذاتية ودعمٌ أجنبى.

أن حكم ليبيـا وأدارتها لن يتم إلا بالكل ومع الكل، وإلا، فلا، أى دون أستثناء ولا أقصاء لأى ليبىٌ كان، عدا من يُجرمه القضاء من العهد الماضى أو الحاضرعلى حدٍ سواء، دون أستثناء، كمن لطخوا آياديهم بدم الليبيين فى الماضى أو الحاضر، أو من سرقوا المال العام فى العهدين، وهى فقط، الحالات التى بموجب حكم القضاء نقف جميعاً وبقوة مع عزلها سياسياً.

فليُسجل لكما التاريخ بذلك كرؤساء أحزاب أسلامية، مثل ما سجل بمداد من ذهب، للشيخ الغنوشى رئيس حزب تونس الأسلامى، الذى لا أظنكم إلا مثله ولا أرى أن تقلوا عن مواقفه فى شىء، خاصة وقوفه بحزم وقوة فى وجه طُغيان  المتشددين/التكفيريين ليس بالسلاح، بل بأقناعهم بمصلحة تونس، ورجاحة عقله وقدرته على سماع صوت شعبه، برفض قانون العزل من الأساس جملة وتفصيلا، وكذا أصراره على أجازة دستور، لم يحلم به حتى التوانسة العَلمانيين أنفسهم! وزُهده وحزبه فى السلطة إلا ما منحه الصندوق فى وضح النهار دون الحرب من آجل الأستئثار، لتُبنى تونس موحدة لكل وبكل التونسيين الأحرار.

وهذه الكلمات لا أخصكما وحدكما بها، ولكنها تشملنى معكما وكل ليبى… وهو ضرورة  تيقـُننا دائماً آبداً، أن هدف أصحاب فيل الشرق الجديد، هو أن نستمر فى قتل بعضنا البعض حتى ينتهى أغلبنا أو ننتهى كلنا، ونترك لهم ليبيـا خالية إلا من شواهد قبورنا، فلنستفيق كُلنا الليبيين قبل ان نفنى، ونمتثل الى شرط الله بتغيير ما بأنفسنا، ليتحقق وعده بتغيير ما بنا، ولنتذكر جيداً، أنما الرجال مواقفٌ يا أولى الألباب.

أن إيماننا بالله، لن يُكتمل، إلا بحبنا لبعضنا بصدق وجلاء، دون مواربة ورياء،  ومن ثم حبنا لوطننا، وتأكُدنا بقوة، أنه بقتالنا لبعضنا البعض، ليس بيننا شهداء على الأطلاق، بل مآل جميعنا كمسلمين مُقتتلين نار جهنم وبئس المصير، وفق نص القرأن وحذيث الرسول الكريم، هدانا ألله وأياكم سوياً سواء السبيل، وعلى آمل لقاؤنا فى وقت قريب وطيب بعُرس وفاقنا جميعاً، وعودة مُهجرينا ومُهاجرينا بالداخل والخارج، دُمتم ودامت ليبيـا بخير، حرة موحدة آمنة.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا