إنتهت الجزرات وجاء دور التنفيذ…. تغير السياسات - عين ليبيا
من إعداد: د. ناجي بركات
لقد صار واضحاً ان تحالف فجر لبيبا مع أنصار الشريعة والقاعدة وشوري بنغازي بداء ينهار لأنهم شعروا بأن الدور القادم هو عليهم. أي أنصار الشريعة والقاعدة وشوري بنغازي لا يعترفون بالدولة المدنية، في حين أن جزء من تحالف فجر ليبيا يعترفون بهذا ويؤيدون الديموقراطية كما سطرها لهم الاخوان وغيرهم. لهذا رقابهم ستكون تحت سيوف أنصار الشريعة والقاعدة ومن معهم. فضلوا الانسحاب مبكرا بعد ما عرفوا أن هذا التحالف سيؤدي بهم الى نهاية قد بدأت تخرج عليهم في عدة محاور. أما التحالفات الأخرى والتي هي أصلا مبنية على عدة مصالح ويوجد الكثير من الغبار يشوبها وخاصة وجود بعض ازلام النظام السابق بها وكداعمين اساسين لهم، يجعل من هذا التحالف مرفوض عند الشارع الليبي ومصيره للانهيار حتى ولو نجح.
الحوار انطلق مند فترة بين هذه القوات من المعسكرين ومن يمثلونهم سوء بالبرلمان أو بالمؤتمر الوطني المنتهية صلاحياته أو على مستوي القبائل او الأحزاب أو البلديات. هذا الحوار يمثل هاتين القطبين المتناحرين وبتحالفات هشة مبينه أغلبيتاها على المصالح الشخصية وأفكار افراد ومجموعات تحمل ايديولوجيات ظلامية او قبلية أو جهوية وكثيرا مدعومة من بعض الدولة الحاقدة على ليبيا وشعبها. هذه التحالفات بدأت تنهار بعد ما أتضح أن عدو عدوي هو صديقي الى حين فقط. وصل الحوار حاليا الى نقطة تعنت وإصرار “بأني اريد الكثير لأني الأقوى على الأرض” وهو وهم فجر ليبيا بقيادة مصراته في غرب ليبيا وانصار الشريعة في الشرق. كان الوهم في السابق ولكن الان أصبح سراب فقط حيث كتر الأعداء وأصبحوا هدف للجميع ومن الجميع منبوذين.
المجتمع الدولي أخذ على عاتقه حل مشكلة ليبيا سياسياً وفشل الى اليوم حيث كانوا يدعمون في فريق دون الاخر واستمروا الي يوم الأربعاء 22 ابريل 2015 م وجلسة مجلس الامن المغلقة. حيث طرح ليون مسودته ووافق عليها مجلس الامن واعطي الضوء الأخضر للسيد ليون بأن يستمر في مشروعه وسيلقي كل التايد. مند تلك الجلسة تغيرت سياسيات الاتحاد الأوروبي وامريكا اتجاه ليبيا. لقد كانوا يدعمون الاخوان ومليشيات مصراته وكان لديهم امل بأن تحقق مليشيات مصراته لهم عدة اهداف واولها القضاء على داعش وأنصار الشريعة وغيرهم من المتشددين الإسلاميين. لهذا تكلموا كثيراً على مليشيات مصراته ودورها في قتال داعش في سرت ولكن الجماعات الإسلامية عرفت وقراءة المشهد جيداً وقامت بضرب مليشيات مصراته في عقر دارهم وفي عدة محاور اخري مما جعل رسالتهم واضحة، بأن الدور القادم عليكم بعد حفتر. كذلك موقف مليشيات مصراته وتحالفها مع أنصار الشريعة وأطلاق عملية الشروق. كما نعرف أن القاعدة وأنصار الشريعة وشوري بنغازي صنفتا مجموعات إرهابية من قبل مجلس الامن. كانت هذه الجلسة تغير في سياسات هذه الدول وأنهم أرسلوا رسالة الى مليشيات فجر ليبيا، (ان يغيروا من سياستهم وأن يستجيبوا للحوار وما طرحه ليون والأمم المتحدة ). لهذا ظهرت الكثير من الاشاعات والتي مفادها أن هناك صدع في تحالفات فجر ليبيا ودخول بعض قوات جيش القبائل الى مناطق كانت تسيطر عليها قوات فجر ليبيا.
لماذا تغيرت سياسيات الدول الاوربية وامريكا اتجاه الاخوان وميلشيات فجر ليبيا
لقد تغيرت السياسات ولقاء مندوبة الاتحاد الأوروبي بأطراف الحوار وكلامها لهم كان قوي جداً وهو رسالة ضمنية لما قيل في جلسة مجلس الامن يوم 22/4/2015م. انها تغير السياسات وحان الوقت لقبول مقترحات المجتمع الدولي واضافة ما يريده الشعب الليبي لها حتي يتم التخلص من الإرهاب والإرهابيين في ليبيا. وكان هذا واضح بتغير بريطانيا لسفيرها وكذلك أمريكا لسفيرتهم حيث كلاهما كان مؤيد وبقوة أن التحالف مع مليشيات مصراته ودعمها هو الحل الأنسب في ليبيا. لقد كانوا وراء دعم الاخوان من قبل بريطانيا وأمريكا وكانوا يدعمونهم بأنهم الرجل الرابعة في طاولة السياسات في ليبيا. لكن هذه الرجل انكسرت يوم 22 ابريل 2015م بعد ما أيقن الساسة أن الرهان على قوات فجر ليبيا ضد الاسلامين المتشددين لن يربح وسوف يخسرون المعركة ميدانيا وسياسياً في المستقبل. لهذا قاموا بسحب البساط من تحت أرجل الاخوان وأرسلوا تحدير قوي لمليشيات مصراته بأن تكف عن الحرب وتنسحب الى مواقعها وسيضمن لهم الكثير.
لكي تتم العملية ودون أن نخسر الكثير من شباب ليبيا ومقدرتها فيجب عمل الآتي:
المشوار في نهايته والليبيين امام امتحان عسير جداً هذه الأيام وبوادر العقلانية وفهم اللعبة السياسية بدأت تخرج للجميع. لقد تغيرت سياسات بعض مليشيات مصراته والتي عرفت بأن السكين سيكون على رقابهم بعد القضاء على الجيش وأن قيام الدولة المدنية لن يحدث مع تحالفاتهم مع أنصار الشريعة والاخوان والقاعدة. كذلك ويجب أن يخرج حفتر والبرلمان ويعلنوا أن ازلام النظام السابق واعوانه “لا مكان لهم في حكم ليبيا” الا بعد العدالة الانتقالية ومحاكمة ممن أجرموا في حق الشعب الليبي لمدة 42 سنة بما فيهم من هم داخل البرلمان الان إذا تبت أنهم كانوا من أعوان النظام السابق ويحاولون التحالف مع هؤلاء الان. كما يجب على حفتر أن يخرج للشعب الليبي مرة اخري ويعلن أن أعوان النظام السابق ليس لديهم أي مكان فيما يقوم به ولم يلتقي بهم وأن مهمته تنتهي بعد القضاء على الإرهابيين ببنغازي. الجزرات اكلها الجميع الأن وهضموها والأن الأوروبيين وأمريكا لا يريدون أن يعطوا جزر اخر وبشكل اخر ولكنهم يريدون أن يقدموا الان العصا والتي هي في تغير سياستهم اتجاه ليبيا وقالوها علنا في عدة مناسبات وبوادرها بدأت تخرج “وأن غداً لناظره قريب”.
ليبيا قادمة بعون الله وربنا ينصر الحق على الباطل
جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا