قطعت التكنولوجيا شوطا طويلاً في وقت قصير نسبياً بفضل الأبحاث العلمية والابتكارات والاختراعات والطرق المبتكرة التي كان ورائها فكر ومجهود البشرية على مر الأجيال.

من المؤكد أن التكنولوجيا تجعل الحياة أفضل، ولكنها يمكن أن تكون أيضاً عائقاً أمام إلاجراءات اليومية، فالعديد من منتجاتها الحديثة يمكن أن تكون مسببة للإدمان، فعلى سبيل المثال قد يكون مالك الهاتف الذكى يستعمله لعشرات المرات على مدار اليوم.

من الواضح اليوم انه تم الوصول إلى مرحلة يتم الاعتماد فيها على التكنولوجيا ومنتجاتها بشكل غير مسبوق.

فيما بعد بعض إيجابيات وسلبيات التكنولوجيا للاطلاع عليها وللتفكير فيها:

أولاً: الايجابيات

1. إتاحة الفرصة لتجربة ثقافات جديدة، حيث سمحت التكنولوجيا لتكون الارض قرية صغيرة، فامكن التنقل والاطلاع على العديد من الاماكن عن طريق تكنولوجيا الواقع الافتراضى، ومن الممكن السفر الفعلى بالطائرات إلى الجانب الآخر من العالم لرؤية بلدان جديدة وثقافات جديدة وفرص جديدة، ويمكن أن تكون التكنولوجيا الفضائية هي التطور القادم لهذه التجربة.

2. توفير رؤى أعمق لان التكنولوجيا تجمع كميات هائلة من البيانات التي يمكن استخراجها ومعالجتها للحصول على العديد من الأفكار والمزايا، وتسمح بامكانية التحليلات بتحديد نقاط ضعف محددة يمكن تحويلها إلى نقاط قوة، ويمكن تحديد الفرص الاقتصادية والتجارية الجديدة، وخلق فرص تعلم جديدة ومساعدة الناس على اكتشاف جوانب جديدة عن أنفسهم حتى يتمكنوا من تحقيق ألاكثر من أي وقت مضى.

3. إتاحة القيام بالمزيد مع بذل ألاقل، ففي كل مرة يحدث فيها تحسن في التكنولوجيا، يمكن القيام بالمزيد في أي مجال مع استهلاك موارد أقل.

4. تحسين الأرباح فالتكنولوجيات الجديدة قد تكون باهظة الثمن، ولكن ذلك يرجع إلى أنها تحقق المزيد من الأرباح، فمن الممكن اليوم من خلال التكنولوجيا تحسين كفاءة آليات التسليم والتوزيع.

5. البحث عن المعلومات والمحتوى اصبح سهلا وبسيطا، فبالنسبة لمن ولد في الثمانينات أو قبل ذلك، كان يتم اخذ الكثير من الوقت عندما كان يتم البحث عن معلومات فان ذلك يتطلب رحلة إلى المكتبة أو امتلاك موسوعة، واليوم تتيح تكنولوجيات الانترنت الوصول إلى البيانات ومعرفة أي شيء في أي وقت تقريبا، وبالتالى امكن تسهيل ذلك، فتكنولوجيا البحث أو الشراء أو اكتشاف ما يريده أو يحتاجه الانسان كل يوم اصبح من الامور المعتادة.

6. يمكن توفير الوقت من خلال التكنولوجيا مع تحسين الاتصال وعمليات التصنيع المحسنة والأنظمة الآلية، اذ يمكن لأجهزة الحاسوب والتطبيقات البرمجية والمادية العمل بكفاءة أكبر عند مقارنتها بالكيفية التي يعمل بها الإنسان عادة، وما بعد الثورة الصناعية.

ثانياً: السلبيات

1. يمكن أن تكون التكنولوجيا شر بناء على كيفية ومن يستخدمها، ولقد أدى الابتكار إلى أسلحة مدمرة كاستخدام القنابل الذرية والنووية والهيدروجينية، ويمكن للقراصنة استخدام الإنترنت لسرقة المعلومات الشخصية والعملية.

2. تساعد على تدمير البيئة فبدون إشراف دقيق، من الواضح أن استخدام التكنولوجيا له القدرة على تدمير العديد من المنشاءات دون استخدام أي أسلحة.

3. تؤدي إلى مشاكل صحية فالعديد من أشكال التكنولوجيا، من أجهزة الحاسوب إلى أجهزة التلفزيون إلى السيارات الى الالعاب الالكترونية، كل ذلك تجعل الناس يجلسون لغالبية يومهم، فقد تكون هذه الجلسة المستمرة خطرة على صحة الشخص، كما يمكن أن يؤدي استخدام التكنولوجيا باستمرار إلى الشعور بألم في اليد والمعصم والساعد، وقد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية، وقد يكون عاملا مساعدا لتشكيل أعراض تشبه أعراض الاكتئاب.

4. خلق عدم وجود الخصوصية إذا كانت هناك رغبة في معرفة الكثير من المعلومات الشخصية عن شخص ما، فإن الإنترنت يمكن أن تخدم الاختراقات الشخصية، ويمكن للعديد من البرمجيات وضع جميع خلاصات الشبكات الاجتماعية على صفحة واحدة حتى يراجع شخص ما كل شيء تم نشره، والكاميرات والدوائر التلفزيونية المغلقة في معظم الأماكن العامة فمن الممكن تتبع حركة كل شخص عبر الإنترنت وفي الحياة الحقيقية.

5. إنها ليست رخيصة حيث يصعب على بعض المجموعات الاقتصادية والاجتماعية الوصول إلى التكنولوجيات الحديثة والجديدة بسبب تكلفتها او احتكارها، ويشمل ذلك التكنولوجيات التي قد يتم اعتبارها ضرورية للحياة، مثل التطورات التكنولوجية الطبية والتى عادة ما تكون صعب الوصول لها بسبب التكاليف التي تنطوي عليها.

6. خلقت التكنولوجيا فكرة أن كل شيء هو مفهوم للربح او للخسارة ويمكن الجدل بأن جزءا من الانسانية قد فقد بسبب ذلك.

7. تخلق الحاجة إلى الترقية والتحديث باستمرار، فيمكن للتكنولوجيا أن تخلق كفاءات أكبر، ولكن يمكنها أيضا خلق الحاجة إلى ترقية او تحديث وتحسين التكنولوجيات المستخدمة باستمرار، فإذا كان هناك اعتماد كلى على تكنولوجيا معينة وتوقف عن العمل، فلن يتم إنجاز أي شيء.

ختاماً لهذه السطور المختصرة والتى توضح بشكل عام ايجابيات وسلبيات التكنولوجيا، اذ أنه بإلامكان أن يحظى الانسان بحياة أفضل وأن يكون أكثر إنتاجية، ولكن فقط إذا كان هناك ادراك للسلبيات المحتملة والعمل بشكل استباقي لاحتواءها، وسيكون هناك دائما جانب جيد وجانب سيئ للتكنولوجيا، والأمر متروك لكل واحد لإيجاد الافضل.