إيران ترد على ترامب بنصر دفاعي جديد وتنفي تلقي أي مقترحات أمريكية مكتوبة - عين ليبيا
مع تصاعد التوترات الإقليمية والدولية حول الملف النووي الإيراني، تتجدد الأجواء المشحونة بين طهران وواشنطن، حيث تتداخل التصريحات السياسية الحادة مع تطورات ميدانية ودبلوماسية متسارعة، في هذا السياق، أعلن اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، عن تحقيق إنجاز دفاعي جديد مهم، في رسالة تؤكد قدرة إيران على تعزيز موقفها العسكري وسط الضغوط الأميركية والعقوبات المستمرة.
وأعلن اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، خلال كلمته في مراسم إحياء الذكرى السنوية الأولى لشهداء الخدمة بساحة الإمام الحسين في طهران، عن تحقيق “إنجاز كبير” في مجال تكنولوجيا الدفاع خلال الأسابيع الماضية، مشيرًا إلى أنه سيتم الكشف عنه عمليًا في وقت لاحق.
وفي خطاب ناري، وجّه سلامي انتقادات حادة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واتهمه بشن “عملية نفسية” ضد الشعب الإيراني عبر نشر الإحباط واليأس، مؤكدًا أن الإيرانيين يعتبرونه “قاتل الشهيد قاسم سليماني” وأن صورة الولايات المتحدة لديهم “سلبية للغاية”.
كما سخر سلامي من تصريحات سابقة لترامب وصف فيها الشعب الإيراني بالإرهابي، متسائلًا: “كيف يدّعي اليوم صداقته لهذا الشعب؟”، مؤكدًا أن الإيرانيين يميزون بين الأصدقاء والأعداء، ويضعون واشنطن في مقدمة خصومهم بسبب العقوبات الاقتصادية ومنع استيراد الأدوية.
وأضاف القائد الإيراني أن تاريخ السياسات الأمريكية تجاه طهران مليء بالتدخلات، من انقلاب 1953 إلى محاولات الهيمنة الثقافية والاقتصادية بعد الثورة، مؤكدًا أن الشعب الإيراني واجه تلك السياسات “وهزمها في كل ميدان”.
وجاءت تصريحات سلامي ردًا مباشرًا على خطاب ترامب الأخير في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بالرياض، والذي وصف فيه إيران بأنها “أكثر القوى تدميرًا في الشرق الأوسط”، ملمحًا إلى قرب التوصل لاتفاق نووي جديد، لكنه حذر من “مسار عنيف” إذا رفضت طهران عروض الحوار.
إيران تنفي تلقيها مقترحات مكتوبة من أمريكا
في خضم الجهود الدبلوماسية المتواصلة للتوصل إلى حل شامل للملف النووي الإيراني، استمرت الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في سلطنة عمان يوم الأحد الماضي، وسط آمال متجددة وحذر واضح من الطرفين.
ورغم تصريحات متباينة، نفت إيران تلقي أي مقترحات مكتوبة رسمية من الجانب الأمريكي حتى الآن، مؤكدة تمسكها بحقوقها النووية، خاصة في مجال التخصيب، ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
في المقابل، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق، مشددًا على ضرورة أن تكون إيران دولة كبرى دون امتلاكها للسلاح النووي، ومشيرًا إلى الدور الإيجابي الذي تلعبه دولة قطر في تسهيل هذه المفاوضات الحساسة.
وتأتي هذه المباحثات وسط سجل طويل من التوترات والاتهامات المتبادلة، لكنها تمثل محاولة لإعادة تفعيل قنوات الحوار في ظل مخاوف دولية من تصاعد الأزمة.
ترامب يؤكد: الولايات المتحدة حتماً ستنجح في تسوية الخلافات مع إيران
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارته للإمارات العربية المتحدة، ثقته بقدرة بلاده على حل التناقضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني والقضايا الإقليمية الأخرى، معتبراً أن الطريق قد يكون طويلاً لكنه قابل للتجاوز.
وقال ترامب للصحفيين: “لدينا وضع محدد مع إيران، وسنتعامل معه. بطريقة أو بأخرى، سنتعامل معه بكل تأكيد، سواء كان ذلك بلطف أو بقسوة. لكن القسوة ليست خياراً جيداً لهم. نحن نتحدث معهم.”
وشدد ترامب على أهمية الشراكة الوثيقة بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي، خاصة السعودية وقطر والإمارات، معتبراً أن العلاقات الشخصية الجيدة مع زعماء هذه الدول تساهم إيجابياً في معالجة النزاعات الإقليمية.
وأشار إلى أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كان له دور محوري في منع اللجوء إلى الحل العسكري بشأن الملف النووي الإيراني، مشيراً إلى قرب التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة.
كما لفت الرئيس الأمريكي إلى حرص واشنطن على متابعة الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط، لا سيما في قطاع غزة، مؤكداً مراقبة الوضع هناك والتزام بلاده بمعالجة مشكلاته الإنسانية والأمنية، خاصة الجوع والمعاناة التي يعاني منها سكان القطاع.
وفي مقتطفات من مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” اليوم الجمعة، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبة إيران بالتجارة مع الولايات المتحدة، معبراً عن استعداده لقبول ذلك كوسيلة لتحقيق السلام بين الجانبين.
وقال ترامب، أثناء حديثه قبل مغادرته أبوظبي بعد جولة استمرت أربعة أيام في الشرق الأوسط: “إيران تريد التجارة معنا، حسناً؟ إذا كان بوسعكم أن تصدقوا فأنا موافق على ذلك.” وأضاف: “أنا أستخدم التجارة لتسوية الحسابات وتحقيق السلام.”
وتابع الرئيس الأمريكي: “أخبرت إيران أننا إذا عقدنا اتفاقاً فستكونون سعداء للغاية”، مشدداً على أن فتح قنوات تجارية يمكن أن يشكّل خطوة حاسمة لتخفيف التوترات وتحسين العلاقات بين واشنطن وطهران.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا