اتحاد ثوار قطر وفرنسا وبريطانيا المشاركين بثورة 17 فبراير - عين ليبيا

من إعداد: فيصل محمد قرضاب

بمناسبة صدور قرار حكومة علي زيدان بإعتماد بعض المليشيات كمنظمات ومؤسسات موازية للجيش الليبي، خصيصاً لإستيعاب الثوار ومليشياتهم المسلحة، فإنه من المتوقع أن يطالب الثوار الأجانب من مقاتلي وطياري حلف الناتو والذين شاركوا بحرب التحرير بإعتماد تشكيلهم المسلح أسوة بزملائهم من المقاتلين الليبيين ولنيل نفس المزايا المادية والمعنوية..! بحجة أنهم هم أيضاً “ثوار” ودفعوا ثمن بقائهم وعرضوا حياتهم للخطر أسوة بـ “الثوار” الليبيين…!

بالفعل .. يبدو أن كثير من (ثوارنا الأشاوس) كذبوا الكذبة وصدقوها. في البدء كانوا يتفقون مع الجميع بأن ما حدث في 17 فبراير 2011 هي ثورة شعب بأسره، وبأنها ثورة كل الليبيين على نظام شمولي وديكتاتوري فاسد.

ولكن بمجرد سقوط القذافي وهزيمة قواته تقلصت دائرة “الثورة” ودائرة “الثوار” و صارت ثمار هذه “الثورة” حكراً على فئة معينة وليس من حق أحد قطفها فيما عدا من سارع بتشكيل كتائب مسلحة للتبجح بـ “دور البطولة” واحتكار صنع القرار وأن على كل الحكومات المنتخبة أن ترضخ لإملآت هذه المليشيات وأمرائها…! لأنهم السلطات العليا ودافعوا ثمن بقائهم.

أما الشعب الليبي المغلوب على أمره فلاشأن له بليبيا الجديدة وعليه أن يقبل صاغراً ما تمليه عليه هذه المليشيات الثورية ممن يدعون بأنهم وحدهم من قاتل القذافي ووحدهم من قام بهذه الثورة. وكما تعايش الشعب الليبي مع الكتائب الأمنية والحرس الثوري عليه أن يعتاد ويعتاش مع كتائب الحرس الثوري الجديد وكتائب اللجان الثورية الجديدة وكتائب اللجان الأمنية.

بالفعل تتناسى هذه المليشيات وأمرائها عن عمد أو أنهم غارقون في حالة وهم مزمن …! ولكن الحقيقة أن أزيز طائرات الناتو لم يغادر طنينها آذان الشعب الليبي بعد …! وليس سراً أنه على الأرض وفي السماء اشترك معهم المئات من جنود وضباط الجيش القطري وطياري دول الحلف الأطلسي، وهم أيضاً ثوار وفق التصنيف “الثورجي” ولا أحد ينكر عليهم حقهم لو طالبوا به أسوة بشركائهم الليبيين.

ولكن الغريب حقاً أن هذه المليشيات والتشكيلات المسلحة الخارجة عن القانون يمعنون في المزايدة والكذب على الشعب الليبي ويحملونه جميل التحاقهم بالجبهات رغم أن كثير منهم لم تطأ قدماه أية جبهة … اللهم إلا عمليات “التمشيط” وجمع الغنائم بعد انتهاء المعارك…!

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ماذا لو طالب أولئك المقاتلين والطيارين من قطر والامارات ومن فرنسا وبريطانيا وأمريكا وغيرهم من جنود وضباط دول الحلف الأطلسي “الناتو” بحقوقهم ومكافآتهم …! والذين كما نعلم جميعاً هم أيضاً عرضوا حياتهم للخطر وواجهوا بضرواة قوات القذافي ونيرانه من أجل “تحرير ليبيا”. أليس من حقهم!

وطالما لا يحق للشعب الليبي أن يقول للثوار الليبيين “شكر الله سعيكم … وحلوا عن سمانا” كذلك لا يحق للشعب الليبي أن يقول للثوار المقاتلين من دول الحلف “شكر الله سعيكم” ويجب أن نمنحهم حقهم هم أيضاً أسوة بزملائهم الليبيين… فلا يجوز أن نفرق بين ثائر وآخر بسبب جنسيته. وقد ولينا أمورنا لكثير من حملة الجنسية الأجنبية فلنمنح لهؤلاء حقهم أيضاً في تقرير مصيرنا…! طالما أن كل من هب ودب يحرث على هذا الشعب بإسم الثورة والثوار…!

وفي ظل هذه الحمى “الثورجية” لا نستبعد أن يظهر علينا تشكيل مسلح بإسم كتائب الثوار القطريون أوالثوار الفرنسيون أو الثوار البريطانيون أو تحت أي مسمى يرونه مناسباً وتكون حجتهم هم أيضاً حماية هذه الثورة …! وهذا حقهم فهم شركاء في نجاح هذه الثورة ولولاهم لتم سحق هذه الثورة في مهدها. وقد ضحوا هم أيضاً بحياتهم من أجلها…!

ختاماً …

اننا نناشد السيد رئيس الحكومة بأن يتوقف عن العبث بمصير ليبيا وشعبها … وأن الجيش الليبي إما أن يكون جيشاً واحداً تحت قيادة واحدة أو لا يكون وأن الرضوخ للمليشيات وشرعنتها تحت أي مسمى هو عبث بمصير البلاد ووحدتها وأمنها. ومن أراد أن يلتحق بمؤسسة الجيش الليبي من هؤلاء الثوار كجندي ليبي فهو مرحب به حتماً أما استحداث منظمات ومؤسسات موازية للجيش الليبي ارضاءاً للمليشيات الأيديولوجية والحزبية فهذا عبث فعلي بمصير ليبيا بأسرها. ويحولها إلى لبنان أوعراق آخر … بل هذه صوملة متعمدة لليبيا.

ولا تعتقد بأن الليبيين سيسمحون بعجز آخر يتكرر بعد عجز الكيب وعلى الحكومة فعلاً الإحتكام للشارع الليبي إذا ما تعرضت لضغوط المليشيات والأحزاب أو قبائل بعينها. وستكون للشعب كلمته الفصل.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا