اتفاق هش وأمم متحدة تندد.. والصراع مستمر - عين ليبيا

من إعداد: د. ناجي بركات

لقد تنبا الجميع بما سيحدث بطرابلس واغلبية من تقابلوا مع السيد غسان سلامة او في أي اجتماعات تخص موضوع ليبيا وحتى رجل الشارع كانوا جميعا متفقين بأن مسرح القتال سيكون في طرابلس في المرة القادمة. لكن جميع من يستمعون كانوا ينظرون للمشهد بعين واحدة والعين الاخر تساند وتطمأن في الفعلين والمسلحين والمجرمين والمدن المارقة خوفا منهم في بعض الأحيان ومرة اخري لترضيتهم باستعمال الجزرة النصف كاملة..  حلول ما يقوم به السيد غسان سلامة وبعض الدول بليبيا من حلول هو مثل نصف الزجاجة الفارغة. هذا هو حال الأمم المتحدة ولا نلومها في هذا حيث مازالت لا تعرف ليبيا والليبيين حيث يتلقون في النصائح من الناس الخطاء واغلبيتهم محللين أجانب وليبيين ربما لديهم أطماع شخصية واخرين تساندهم دول.

ما حدث في طرابلس من يوم 26 أغسطس 2018 كان مخطط له وكانت بدايته باستعراض ترهونة لقوات كبيرة ومدربة وكانت رسالة واضحة بأننا قادمون ولكن قادة ليبيا العسكريين ومن هم حول السراج لم يستنتجون شيء من هذا وكانوا مشغولين بلقاءات غسان سلامة وليلمز ومنصبها الجديد. كذلك الدول والتي تدعي انها حريصة على ليبيا تعرف هذا وتريد شيء ما يحدث للقضاء على المليشيات، فأن نجحوا تهلل لهم وأن سقطوا تندد بهم وهذا واضح من بيانتهم الهزيلة وطريقة تعاملهم مع الاحداث عند هجوم اللوء السابع على طرابلس. كذلك اجتماع ترهونة ومصراته والزنتان قبل شهور وبيانهم والذي يبين ان الطريق الوحيدة للقضاء على المليشيات هو جرهم ومحاربتهم خارج طرابلس.. من يتابع الاحداث بليبيا سيعرف انها قادمة وكانوا يريدونها جميعهم بما فيهم السراج وحكومته حيث يعيشون ادلال ما بعده ادلال من تسلط المليشيات عليهم وارغامهم على دفع اجورهم واخد الاعتمادات والمناصب لهم والى من يؤيدهم.

تتأسف عندما تشاهد شباب كلهم تحت 30 سنة من العمر وهم يحملون بنادقهم ومدافعهم وسيارتهم ويحاربون بعضهم البعض لغرض أغراض شخصية يريدها قائدهم او منطقتهم او زعيمهم وأحيانا قبيلتهم. هذه الحرب الخاسر فيها أولا الليبيين وليبيا حيث الدمار والقتل والاهانة والتهجير سينال الليبيين ام السيد سلامة وغيره من قادة المليشيات وحكومة الآلاء وفاق لن يطالهم شيء من هذا. الكل ضاق بالمليشيات بما فيهم السراج والأمم المتحدة ولكن لا يستطيعون فعل شيء وخائفون منهم ويقدمون لهم الجزرة وراء الجزرة مم جعل هذه المليشيات تستبد  وتستمر في إهانة الناس وقهرهم وأكل قوتهم سوء من اعتمادات وعقود واموال وحتي مخصصات البلديات لم تسلم منهم.

الاتفاق والذي تم توقيعه بالزاوية قبل عدة أيام بين هذه المليشيات المتناحرة وبحضور غسان سلامة وليامز، هو اتفاق هش طالما لا تنفذ بنوده وبسرعة. كان الصراع داخل طرابلس بين ثلاث مليشيات (الردع وثوار طرابلس والنواصي)، بهذا الاتفاق زاد العدد الي أكثر من 7 الان بعد اتفاق الزاوية.  إذا تم قتل 70 مواطن ومن بينهم أطفال ونساء وشيوخ كبار في هذه الحرب فان هذا العدد سيصل الى الالاف إذا لم يطبق هذا الاتفاق فهو هش ولن يعيرون لهم اهتماما إذا لم يتحصلوا على ما يريدونه.

ذهب السيد غسان سلامة للأمم المتحدة وألقي خطابا شرح الواقع على الأرض وبدقة هذه المرة حيث هذا الواقع يحدث مند 2014 وقيل له هذا كثيرا ولكنه كان يسير مثل البطة العرجاء اتجاه حل سلمي كما يقول ويستعمل في جزرته اليابسة اتجاه الليبيين وجزرته الخضراء اتجاه المليشيات. كلامه بأن لا يكون حل عسكري جيد ولكن ما هو الحل. أرسل رسالة للجميع ومن هم يتصدرون المشهد السياسي كالاتي:

  • البرلمان واعضائه فشلوا ويكفيهم ما اخدوه من الأموال وعليهم العمل من اجل ليبيا او يغربوا وشدد على الانتخابات
  • السراج وحكومته لم يقدموا شيء وفاشلين ولكن سندعمهم لأنهم يطبقون ما نقوله لهم واخرها ان السراج عين نفسه وزير للدفاع
  • حفتر وجيشه لا يجب ان يدخلوا طرابلس حيث الحل العسكري غير ممكن ولن يسمحوا به
  • المليشيات تعيث فساد في ليبي وعليهم التوقف والبحث عن طريق اخر ولكنه لم يعطيهم خارطة واضحة لهذا الطريق
  • الليبيين عليهم بالصبر حيث جزرة الأمم المتحدة بداءت في اليبس وسوف يبحثون عن جزرة جديدة لإعطائها لليبيين

كلام به من اليأس ما يفوق كمية المياه حول العالم وبه من النفاق ما يفوق عدد حبات الرمال بصحراء ليبيا وكلام به من الغموض والخبث السياسي ما يفوق عدد شعرات عقيلة صالح وغسان سلامة. الا يكفي أيها المجتمع الدولي من إشارات لكم تقول بأن الوضع مأسوي بليبيا ويندر بقتل جماعي لا حدود له وجوع منقطع النذير وتهجير يشبه بتهجير الفلسطينيين من ديارهم واحلال إسرائيل بدلهم. الاء يكفي اهدار الأموال والارواح من شباب في عمر الزهور.

هناك عدة حلول ولكن اثنان الأول والثاني منها يجب العمل بهم وبأسرع وقت:

  • نزع السلاح وفك المليشيات وبأسرع وقت لتجنب حرب ثالثه في طرابلس وستكون مدمرة لان الصراع ليس صراع سلطة بين المليشيات ولكن صراع من اجل السيطرة على منابع القرار والأموال
  • إنعاش اقتصادي وذلك بالاستعانة بخبراء دوليين من داخل ليبيا وأجانب لتسير منابع الأموال وبكل شفافية ومهنية حيث الشعب مقهور والفقر طال كل البيوت ولن تستطيع انشاء دولة والشعب جائع ومقهور وامواله تسرق امام عينيه من قبل مجرمين وخونة وعملاء
  • تبني دولة واحدة من الدول دائمة العضوية لهذا واستعمال العصي بدل الجزرة اليابسة والتي تلوح بها الأمم المتحدة طوال السبعة سنوات الماضية
  • ابعاد أي حل عسكري داخل طرابلس والبداء في انشاء جيش ليبي وطني وتفعيل الشرطة في كل مناطق ليبيا
  • اشراك المليشيات في أي حل سياسي والتعامل معهم وجعلهم داخل الصندوق لا خارجه لانهم يخافون على مستقبلهم ومستقبل من يحاربون معهم ومن اجل حماية انفسهم

الصراع مستمر الان بين المليشيات في غرب ليبيا وبين القبائل في شرقها ام الجنوب فهو مهمش وخارج الصندوق في أي حل سياسي بليبيا. في غرب ليبيا الصراع سيستمر وسيكون عنيف إذا لم يتم اقتناص هذه الفرصة بهذا الاتفاق الهش وبناء اتفاق قوي مفيد للجميع لتجنب الحرب والدمار والجوع والفقر لسكان العاصمة والتي سيؤثر على جميع مناطق ليبيا بما فيهم شرق ليبيا. ام شرق ليبيا والذي يعتبر خالي من المليشيات فهو في مكانك سر حيث الحرب توقفت في بنغازي مند سنة ولكن المواطن لا يختلف عن المواطن في غرب ليبيا حيث الفقر والقهر وعدم وضوح الرؤية الي اين سيأخذهم من قاد هذه الحرب. تسرع حفتر واجتماعه بالقيادات  من القبائل والمجتمع هو إشارة بأن القبيلة في شرق ليبيا لها دور وحلة محل المليشيات وهي من ستكبل حفتر ولن تجعله يستمر في خطته. كذلك رسالة مجلس الامن بأنه لن يكون هناك حل عسكري بليبيا، فهي رسالة قوية له بأن يبقي حيث هو ولا دخل له بغرب ليبيا وهي رسالة مطمئنة للمليشيات في غرب ليبيا وكذلك للسراج وحكومته الهزيلة. فهل سيقف الصراع؟؟ لن يحدث هذا طالما لن يتم استعمال هذا الاتفاق الهش كنقطةة بداية وفرصة ثمينة  للعمل من اجل نزع السلاح. ضاعت فرص كبيرة بالسابق ونتمني أن لا تضيع هذه الفرصة الثمينة.

ليبيا لن تنحني لهؤلاء وحتى وأن الشعب جائع ومنقهر ومغلوب أمره لن يسكت ومن يراهن على الشعب الليبي فهو الرابح.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا