اخرجوا زكاة الفطر نقوداً - عين ليبيا

من إعداد: محمد علي المبروك

هنا سوف انقل آدلة واقعية ولن انقل آدلة شرعية والآدلة الشرعية يتدلل بها كل من هب ودب على دين الإسلام والآدلة الواقعية السوية هي المصب الذي ترمي إليها المقاصد الشرعية فمتى كانت الأدلة الواقعية سوية كان تطبيق المقاصد الشرعية سويا ومتى كانت الأدلة الواقعية شاذة كان تطبيق المقاصد الشرعية شاذا وعلى غير ماهى في ديننا وقد جرت العادة على غير مجراها الديني في أواخر كل شهر رمضان في ليبيا في هذه السنوات ان تسوق الفتاوي وان توجه الخطب طبقا للمنهج السلفي السعودي المسيطر بوجوب اخراج زكاة الفطر طعاما وهذا هو مايجوز في هذه الفريضة ولايجوز في غيرها بحسب التيار السلفي وذلك على عهد ماكان عليه اهل العهود القديمة حيث لم تكن الحياة معقدة وكان فيها مطلب الفقير الاساسي هو الطعام البسيط وليس المركب كما هو الحال الآن ولم يكن الدواء والكساء ومواد التنظيف وإيجار السكن والمركوب وغيرها مطالب اساسية كما هى مطالب اساسية في العصور الحديثة ولم تكن النقود متوفرة عند اهل العهود الاولى وكان الغني يحسب غناه بما يملك من أبل وضان ومزارع وحبوب وأطعمة وكان التداول على اغلبه يتم بالمقايضة وليس بالنقود لهذا كان اخراج زكاة الفطر طعاما هو مايتيسر على الناس في العهود القديمة .
وان تخرج في العهود القديمة قمحا وشعير وأرز وذرة ودخن وتمر وزبيب وغيرها فذلك طعاما يعد بذات بساطته ولكن ان تخرجه في العصور الحديثة فانه لايعد للاكل ببساطته بل لابد من ادخال عليه مكونات اخرى ولايعد الا بتجهيزات فيدخل فيه الملح والزيت والطماطم والبصل وغيرها حتى يصبح طعاما سائغا وهذا هو طعام اهل العصور الحديثة ومايجري في ليبيا مثالا ان يعطى الفقراء القمح والشعير بانواعهما والأرز والتمر والزبيب وغيرها من الأطعمة التى تحتاج الى اعداد فانه توريط للفقير في طعام يحتاج الى غيره من الأطعمة حتى يصبح طعاما جاهزا للاكل ويقف عاجزا عن توفير مايعد به الطعام فالقمح لوحده والشعير لوحده والأرز لوحده لايكونوا طعاما مالم يجهز بغيره من الأطعمة وليس ذلك من مقاصد الشريعة التى تعني اغناء الفقراء عن مطالبهم الملحة في ايام العيد مثل الاكل والدواء والكساء وإيجار السكن والمركوب لصلة الرحم وغيرها ولايمكن ان تتم التوسعة على الفقراء واقعيا وعمليا الا عبر النقود التى تتيح فك مختنقات الفقراء المعيشية ويحدث في هذه السنوات الليبية ان تتخم بيوت الفقراء بالأطعمة الاساسية الى الحد الذي يفسد الأطعمة لمرور الزمن عليها ولم تستهلك والى الحد ان بعض الفقراء يلجأون الى بيع هذه الأطعمة لحاجتهم للنقود وليس لحاجتهم للاطعمة لذلك فان زكاة الفطر طعاما في هذه الايام لايصب في مبتغى المقاصد الشرعية من توسعة على الفقراء الذين هم احوج للدواء او الكساء او حليب الاطفال او ايجار السكن وغيرها والصحيح هو اخراجها نقودا وهو مايصب في مبتغى المقاصد الشرعية .
وانني انصح ان تعطى زكاة الفطر لذات الفقراء كعطايا مباشرة وان لاتعطى للجان او جمعيات او جماعات وحتى هيئات عامة كما حدث في سنوات ماضية لانها قد تصل الى جماعات متطرفة كما وصلت في سنوات سابقة الى جماعات متطرفة ، هذه وقفة زمنية وجبت فيها شعيرة دينية وعلى الوقوف عندها بما اعلم من علم قليل مع موجات دينية محدثة على مجتمعنا تريد ان تسبغ على مجتمعنا المسلم اراداتها التى تخالف الواقع الاسلامي مجرجرة له الى واقع قديم لايتلاءم مع الواقع الحديث والله اعلم .



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا