أريد أن أصدق ما يقال ولكن الحقيقة غائبة عن الليبيين والليبيات - عين ليبيا

من إعداد: د. ناجي بركات

الاخوة الاعداء يتقاتلون بليبيا يوميا ومن كانوا يوم أمس على خط ومسار واحد وهدف واحد، اليوم يتقاتلون من أجل السلطة والمال، إرضاء لأنفسهم وقبليتهم ومناطقهم وأخير إرضاء لقادتهم وايديولوجياتهم والتي تزج بالدين في وسط هذه التجاذبات بين كل الأطراف.

الشعب الليبي يقف متفرج وخائف ومحتار ومع من يسير. جماعة فجر ليبيا يسيطرون على طرابلس وبقبضة من حديد وهم يستعملون نفس أسلوب القذافي واللجان الثورية. هذه الايام أذا عرفوا أنك تؤيد أو تفكر في تأييد الجيش الوطني بكل مسمياته فأن مصيرك هو أن يقبض عليك ويزج بك في أحد سجون قادة المليشيات، مثل غنيوة وكاره ومليشيات مصراته أو الزاوية.

أصبح شيء بديهي أذا تكره أحد، فقط اخبر هذه المليشيات بأنه مع الكرامة أو له صديق من الزنتان أو ورشفانه، سيأتون ويقبضون عليه ويتم التحقيق معه ويضرب ويسجن الى أن يعترف بالأشياء والتي نسبت اليه. طبعاً حقوقه الإنسانية قد اهدرت مند فترة والان دمرت .الأن المواطن يعيش في حيرة تامة حيث لا يستطيع أن يعبر بكل وضوح كما فعل أيام الثورة وبعدها. يستطيع التعبير داخل بيته فقط وإذا خرج للشارع وتكلم فمصيره يكون أكثر ما كان يفعله القذافي ولجانه الثورية بالمواطنين.

كنت اريد ألا اصدق ما يقال بأن طرابلس ليست أمنة، ان المواطن عادة له روح الكرامة والحرية بعد ما طردت مليشيات الزنتان وورشفانه ومن معهم خارج طرابلس. لقد دفعت طرابلس وليبيا كلها ثمن كبير لهذا حيث المطار تم حرقه وخزانات النفط تم حرقها ونهبت بيوت أهالي ورشفانه وتم تقسيم مراكز الدولة على من ساهموا في هذا وكان لمليشيات مصراته نصيب الأسد.

الأن فعلا ايقنت بأن ما يحدث في طرابلس هو انقلاب على الشرعية ونهب للدولة واهدار كرامة المواطنين.  الدلائل كثيرة وواضحة ولا أحد يستطيع اخفائها. المواطن خائف ولا يستطيع أن يتكلم. المواطن لا يستطيع ترك اسرته لوحدها.

المواطن لا يستطيع أن ينام براحته كما كان قبل. المواطن لا يستطيع التنقل بين المدن بالليل ولا حتى بالنهار حيث البوابات والأخلاق السيئة ممن هم بهذه البوابات حيث بعضهم لا يحترم الاب واسرته وخاصة أذا هو من مناطق ليست مواليه لفجر ليبيا. هكذا هي الحقيقة والتي الان يجب ان يقبلها الجميع.

لا ننسي ما يحدث ببنغازي من قتال رهيب ولمدة تزيد عن ثماني أشهر والشعب هناك يعيش في حالة خوف ورعب وعدم معرفة ماذا سيحدث لهذه المدينة. الجيش يتقدم وببطاء والأسلحة مازالت تتدفق على أنصار الشريعة ومجلس شورى بنغازي.

هذه الأسلحة قاموا بتجميعها اثناء وبعد الحرب على القذافي وخاصة عندما تولي المنقوش والكيب الحكومة وأهدروا أموال كثيرة.  يقولون انها للجيش ولكن جلها ذهب لهذه المليشيات في شرق وغرب ليبيا. الهدف هو أن تتقوي هذه المليشيات على الجيش.

كذلك أرغموا المقريف وحكومة زيدان بأن يقولوا إن الدروع هي الجيش الليبي في وقت كانت فيه هذه المليشيات تبسط في ايديها في شرق وغرب ليبيا. الآن بنغازي ودرنه تعاني من هؤلاء والجيش والشعب يحاول أن يقضي عليهم وهم لا يقبلون لا بالجيش ولا بالحكومة. المواطن هو الذي يعاني من جراء هذه الأفعال وهو أصبح مسلوب الكرامة والحرية ولا يعرف في أي اتجاه يسير.

أم الجنوب الليبي فحدث ولا حرج حيث أصبح مدخل للإرهابيين من الدواعش والفارين من العدالة وأكثر شيء هو الهجرة غير الشرعية. الجميع متخوف من هؤلاء سوف يستغلهم قادة هذه المليشيات بليبيا ويكونوا منهم جيش من المرتزقة يحاربون به الليبيين. هذا محتمل حيث هذه المليشيات لديها الأموال ولديها السلاح وإذا شعرت بأنها ستهزم سوف تعمل المستحيل لكي تبقي وهذا الاحتمال وارد.

كذلك الحرب الجارية بين مؤيدي الجيش ومؤيدي فجر ليبيا حيث كلاهما يريد أن يضم الجنوب تحت دراعيه تحسباً للانفصال وإذا حدث سيكون الجنوب من نصيب الأقوى. المواطن في الجنوب الليبي يعيش حالة ياس وبؤس وخوف من عدم وضوح لمستقبله ومستقبل وطنه ولا أحد يعير اهتماما لهم.

الحقيقة فعلا غائبة عن الليبيين والليبيات حيث أن اهداف كل الجماعات المتطاحنة هو الاستيلاء على السلطة والثروة والعمل بمنطق أنا الأقوى على الأرض وأريد الأكثر.  كلما سار الحوار في الطريق الصحيح، تقوم مليشيات فجر ليبيا بعمل شيء والهدف منه افشال الحوار أو تأجيله.

كذلك قوات جيش القبائل تعمل في نفس الشيء. المهم أن الحوار مستمر ولكن من يتحاوروا ليس لديهم النية الصادقة في حل المشاكل وخاصة الجماعات الإسلامية والمؤتمر الوطني المنتهية صلاحياته والفدراليين وممثلي فجر ليبيا.

الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأمريكا لديهم رؤية استراتيجية لليبيا وهم لن يصرحوا بها ولكن واضح جداً من تصرفات بريطانيا واسبانيا وأمريكا وقطر والجزائر بأنهم ضد تكوين الجيش خوفا من أن يصل السلاح للإسلامين وفجر ليبيا. الاتحاد الأوروبي يناقش في فرض حصار على ليبيا دون وجود جيش على الأرض. هذا سيجعل من ليبيا سجن لليبيين ومكان للتطاحن بين الليبيين والمرتزقة والدواعش من أجل البقاء.

بعد هذا يكون المنتصر هو من سيحكم ليبيا. هكذا يريدونها أذا نجح أو لم ينجح الحوار. يجب ألا يصل الى أوروبا أي مهاجر أو إسلامي أو أي شخص قادم من ليبيا. هكذا هي الصورة السوداء لواقع ليبيا والحقيقة التي لا يعرفها الليبيين والليبيات وعليهم أن يقفوا صفاً واحدً مع الجيش لتحرير ليبيا. الجيش هو صمام الأمان لليبيين ومن غيره لن تكون ليبيا وستكون ليبيا مربط الإرهاب والقتل والجوع وهجرة جميع الليبيين.

الحل يكمن في:

أن تتوحد الصفوف من قبل الشعب الليبي ودعم الجيش.

على المجتمع الدولي رفع حضر استيراد السلاح  على الجيش الليبي ويكون بضوابط ومراقبة صارمة من قبل الدول الكبرى
منع الهجرة غير الشرعية.

منع المتطرفين الفارين من العراق وسوريا ودول الجوار من الدخول لليبيا.

مراقبة الأموال المهربة وغسيل الأموال من ليبيا بدول مالطا وتونس والمغرب وتركيا.

والأخر وليس الأخير هو إيجاد حكومة وحدة وطنية ومن القيادات الليبية والتي لم تشارك في عمليات الإرهاب والفوضى السياسية في ليبيا خلال الأربع سنوات الماضية.

الليبيين هم القادرين على ابعاد هاجس هذا المشهد الرهيب وابعاد الدمار عن الوطن. هم الوحيدين القادرين على العمل مع بعض لأنفاذ ما تبقي من هذا الوطن قبل أن يصبح سجن للجميع دون وجود منقذ وتضيع الكرامة والعزة والحرية مرة اخري بين ايدي الإرهابيين والمجرمين والجهويين والقبليين ومن هم ضد الدولة المدنية.

ليبيا حرة بشعبها وقوية بأبنائها

هذا المقال لايعبر سوى عن رأي كاتبه كما أنه لا يعبر بالضرورة عن عين ليبيا



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا