استشهاد نقيب المحامين - عين ليبيا

من إعداد: د. محمد الككلي

الكيسة

نعزي أنفسنا بمن فقدنا من أحباب في هذه المعركة الفاصلة والتي يحاول البعض طمس وطيسها والتقليل من أهميتها بعد أن كانوا يسعون ويرتمون على موائد الغرب مستغيثين ويذرفون الدموع على المدينة الضائعة…هذا حال من فقد بوصلة الحق في خضم الأحداث.. هذا حال من انجر وراء البهتان ومزاد بيع الأوطان.. ستظل أرواح الشهداء ترفرف زهوا بالنصر وبأنها على الحق.. وليموتوا بحقدهم وحسدهم.. وستتحرر  سرت وسيزأر صوت الثوار من فوق أعلى تلة فيها وسيؤذن للصلاة ولكن بإمامة من نثق في إمامته والذي حتما لن يختبي تحت عباءة قذاف الدم وحتما سيكون على وضوء …نعزي أنفسنا بفقدان كل هؤلاء.. لمثل هؤلاء تقبل التعازي والمواساة لأننا نفقد رجال فى وقت يحاول أشباه الرجال تصدر المشهد بتغيير الحقائق.. أياما معدودات وسيخرج أهل سرت من هذا الكابوس ليعانقوا من حرر مدينتهم من دنس النفاق والمؤامرات.. وستزغرت أمهات وزوجات الشهداء وستكتب ملاحمهم بحروف من ذهب في تاريخ بناء هذا الوطن…وفي الختام نعزي ليبيا ونقابة المحامين وكل دعاة الحرية وحقوق الانسان باستشهاد الرجل الشهم عبد الرحمن الكيسة نقيب محامين ليبيا وقبله الاستاد  محمد سوالم وزير العمل وكل شهداء الوطن.

باستشهاد اخي وصديقي عبد الرحمن الكيسة يتبادر إلى الذهن صورة المبدأ الذي يموت صاحبه من أجله

صورة الحق الذي لا تغره قوة الباطل ولا تخيفه صولته..

عبدالرحمن ليس مجرد شخص وقف في وجه الظلم

وليس مجرد ثائر على الطغيان

بل هو فكرة باقية على الزمن تقول لحاملها:

طريق الحق ليس مفروشاً بالورود !!.

عبد الرحمن  ليس لقبيلة دون الناس أو لمدينة دون غيرها

بل هو للجميع على اختلاف مشاربهم..

لأنه فكرة تجمع الناس ولا تفرقهم!!

حين سال دم  عبدالرحمن  لم يُقَل: ليتني لم أخرج!

إنما قال: والله ما أردت إلا الإصلاح في بلدي والحفاظ علي وحدة ليبيا..

هذا ما نتعلمه من عبدالرحمن!!

لم يخرج عبدالرحمن  حين خرج من أجل منصب ولا مجد دنيوي لهذا لم يتراجع

لأنه يعلم أن درب الحق شائك..

عبدالرحمن  أيقونة للحرية ورمز لكل الأحرار ومثال للحق  في مواجهة الباطل القوي ..

سلام عليك عبدالرحمن ورحمة الله وبركاته

طبت حياً وميتاً يا سيد الثوار..



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا