استهداف السفارة الفرنسية..من ورائه؟! - عين ليبيا
من إعداد: د. عبيد الرقيق
فيما يحدث على الساحة الليبية من تفاعل وحراك, قد تختلط الأمور حتى تبلغ حدا من التشويش والضبابية يجعل مجال الرؤية محدودا قصيرا, وهنا تتضارب التحاليل والتوقعات فتأتي الدلالات والأبعاد مشوشة أو غير مقنعة أو فيها ما قد يفوق مستوى الفهم والإدراك بالمنظور المنطقي الطبيعي. إن الوضع الأمني في ليبيا الآن تشوبه الكثير من التعقيدات مما يجعل مسألة التحليل صعبة ومركبة, لكني أحاول وبتواضع تام ان أجد لنفسي مدخلا في تحليل موضوع تفجير السفارة الفرنسية بطرابلس من حيث الأبعاد والدلالات والظروف المصاحبة للحدث.
في نظري انه من وراء استهداف السفارة الفرنسية أطراف أحاول سردها فيما يلي:-
ان ما قد يدعم ذلك القول من وجهة نظري في الحالات السابقة مجتمعة هو توقيت الانفجار الذي كان في موعد مبكر مما يدل على نية الفاعل في عدم إلحاق أضرار بشرية والاكتفاء فقط بالأضرار المادية لتبليغ الرسالة! وهذا مؤشر على ان مرتكبي العمل لا تزال لديهم بعض من المشاعر الإنسانية تثنيهم على تبني منهج الغاية تبرر الوسيلة الذي عادة تنتهجه بعض الجماعات الإرهابية المتطرفة والمتجردة من الإنسانية.
وبخلاف الحالات السابقة مجتمعة, قد يكون من وراء تلك العملية بعض الجماعات المتشددة ذات الصلة بالوضع في شمال مالي التي تصنف الدول الغربية عدوا يجب محاربته وبالتالي تحاول ان تجد ضالتها في الانتقام مستغلة الوضع الأمني الهش الذي تعيشه الدولة الليبية مما يسهل من عمليات الاختراق ويساعدها على الوصول إلى أهدافها التي تصعب عليها كثيرا في مناطق أخرى بحكم التحصينات الأمنية المشددة في الدول الأخرى.
ان ما سبق ذكره لايخرج عن كونه قراءات شخصية وتخمينات مرتبطة بظروف المرحلة قد تصدق أحيانا وقد لا تصدق. لكن مهما كانت الأسباب والدوافع لتلك العملية الإجرامية فان المتأثر الأكبر هو الشعب الليبي الذي سيعاني تبعات ونتائج كل تلك الأعمال التخريبية على المستوى الأمني والوطني والاجتماعي, لذلك يتوجب على الليبيين الانتباه والالتفات إلى وضعهم الداخلي ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان لإعادة إحكام السيطرة وضبط الأمور من جديد قبل ان يصبح ذلك من المستحيل وتتحول ليبيا لا قدر الله إلى دولة “فاشلة” وفق التصنيف العالمي, تلك الدولة التي تنفلت فيها الأمور بدرجة تنعدم فيها قدرة الحكومة على التحكم والسيطرة. ان قراءة الأحداث بعقل وتبصر هو الطريق الأمثل لاتخاذ ما يلزم من قرارات وخطوات كفيلة بمعالجة الأمور من مبدأ الاستفادة من الأحداث كدروس وتجارب لتخطيط المستقبل. وفي الختام على الليبيين جميعا أن يصلًوا من اجل ليبيا ليحفظها الله من ما هو أسوأ…آمـــيــــــــــن.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا