الأزمة النفسية للرعاع الحفتريين - عين ليبيا

من إعداد: أحمد خليفة

هذا هو الوصف الذي لا يروق لي سواه لأطلقه على المستمرين في تأييد حفتر ممن يعتبرونه يقود جيشا يطلقون عليه “الجيش الوطني”رغم أن حقيقة حفتر وجيشه “متعدد الجنسيات” لم تعد تخفى سوى على من ختم الله على قلبه ورضي لنفسه أن يكون ضالا في كل أحواله.

رعاع حفتر ،مدنيين ومسلحين على حد سواء، يعيشون حالة غريبة عجيبة ومتدنية جدا من انفصام الشخصية تتبدى منهم بكل غباء و”عبط” عندما ينددون ويهذون في مجالسهم الخاصة والعامة وعلى صفحاتهم الفيس بوكية أو التويترية ووسائل إعلامهم بالهراء والقرف الذي يسمونه “التدخل التركي العثماني السلطاني” في ليبيا دعما لحكومة الوفاق.

وفي مقابل ذلك يصمتون صمتا مطبقا عن القاعدة العسكرية الإماراتية في منطقة الخروبة جنوب قرية المرج منذ العام 2016، وهي القاعدة التي كانت تنطلق منها الطائرات لقصف بنغازي ودرنة وإليها كان ومازال يصل الإمداد المصري والإماراتي من الذخائر والأسلحة والمسلحين المرتزقة.

وإضافة إلى ذلك لا يندد أولئك الرعاع بقيادة العسكريين المصريين والإماراتيين والأردنيين والفرنسيين للحرب في بنغازي ودرنة بشكل معلن وغير خاف إلا على الأغبياء.

وأيضا لا يكترث أولئك المرضى لدور الإمارات القذر على كل الأصعدة وأقله دفع الأموال الطائلة لعصابات ومسلحي حركات التمرد السودانية والتشادية وقوات التدخل السريع السودانية الحميدتية لتقاتل مع مليشيات حفتر الآن وسابقا في بنغازي وفي الهلال النفطي في سبتمبر 2016، ويتجاهلون بكل وقاحة أن حفترهم خاتم قذر لا قيمة له في أيدي أبناء زايد وعلى رأسهم طحنون بن زايد الذي يعتبر هو القائد الفعلي لنكبة الكرامة.

وآخر أوجه العمالة الحفترية التي يتجاهلها رعاع حفتر ويدسون رؤوسهم في التراب إنكارا لها -وخصوصا أتباع تنظيم ربيع المدخلي منهم – هو استعانة ولي أمرهم وشيطانهم الأكبر حفتر بمرتزقة الفاغنر الروس ليقتلوا الليبيين ويدمروا عاصمة بلادهم طرابلس المحروسة.

فيا أيها الحفتري الذي ينتمي لقطيع الرعاع الحفتريين تخيل معي وأنت ترغي وتزبد وتسب تركيا وتشتمها بأقذع الأوصاف، فقط تخيل أن أردوغان قال للسراج: حلالنا حلالكم، كما قال ذلك في وقت سابق محمد بن راشد آل مكتوم من قبل لعقيلة صالح، ألم يقل حكام الإمارات ذلك؟ ألم يعلن ذلك عقيلة صالح دون خجل؟ والنتيجة كانت تدخلا إماراتيا عسكريا لا مثيل له في تاريخ ليبيا، تدخل تمثل في إقامة الإمارات قاعدة عسكرية إماراتية كبيرة في منطقة الخروبة جنوب قرية المرج شرق ليبيا، كانت تنطلق منها الطائرات الإماراتية لقصف بنغازي ودرنة والهلال النفطي، والحفتري المستمر في تأييده لحفتر راض بذلك، بل فرح به وهلل له وأثنى عليه، واعتبره دعما مشروعا حلال زلالا رغم أنه لم يكن سوى دعم لفصائل مسلحة ومتمردة يسعى قائدها لحكم الليبيين بالحديد والنار.

ويا أيها الرعاعي الحفتري.. حاول أن تعالج نفسك من حالة انفصام الشخصية القذرة التي تجبر نفسك على العيش في أتونها، ليس المطلوب منك سوى استثمار نعمة العقل التي ميزك الله عز وجل بها عن الحيوان لتعرف الحق من الباطل وتراجع مواقفك بما يتناسب مع إنسانيتك التي تجبرها على الغياب عنك، فلا تكن أضل سبيلا من الأنعام.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا