الإرهاب والتطرف وسبل التصدي له… - عين ليبيا

من إعداد: علي بوخريص

فكر في الدوافع تفهم النتائج الصادرة عنها ، وغير النتائج السيئة باستئصال الدوافع إليها ، فإنك إن لم تستأصلها أنتجت مثيلات النتائج التي غيرتها.

التفكير في عالم القناعات والأفكار يسبق التفكير في عالم الأشخاص وأفعالهم ، فالعالم الأول هو المحرك الأساسي لهم ، كما التفكير في الأنظمة وسياساتها يسبق التفكير في الشخوص التي تديرها وتترأسها ، فالأنظمة هي المحرك الأساسي لما نشاهده منهم على أرض الواقع.

‏الإرهاب والتطرف شيطان لا يمت للأديان بأية صلة، شيطان يجيد اختيار أدواته الإنسانية جيدا، يطوعها لخدمة مصالحه في تغيير مسار الأخلاق النبيلة وهدم القيم والمبادئ الراسخة رسوخ الجبال في الأرض، إرادته بائسة مغلوب مدحور هو وأدواته المستخدمة في العالم أجمع لا محالة.

يجب أن يعي الجميع أن محاربة الإرهاب والتطرف لا تكون في عالم الأشخاص والأحداث فقط، بل في العالم الذي يسبقهم ويحركهم وهو عالم القناعات والأفكار، وإلا فستصبحون كمن يحارب الجريمة ويترك قناعاتها وأفكارها، فما إن قضيتم على الجريمة أنشأت قناعاتها وأفكارها جريمة أخرى !.

يجب أن تكون الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب والتطرف في عالم القناعات والأفكار كالجهود المبذولة لمحاربته في عالم الأشخاص والأحداث ، فالمحرك الأساسي للإرهابيين والمتطرفين في عالم الأشخاص والأحداث هي قناعات وأفكار إرهابية متطرفة في عالم القناعات والأفكار.

نظرا إلى أن أعداء بلدان العرب والمسلمين هم أكثر المستفيدين من فكر الإرهاب والتطرف والإرهابيين والمتطرفين الناتجين عنه ، عليه فلا تستغربوا بتاتا أن انتهاءه قريبا سيجعلهم أكثر الخاسرين.

‏لا تساعد الشيطان على أخيك فتصبح شيطانا مثله، سوء نفسك ووسوسة الشيطان إليك عدواك فاحذرهما، استعذ بالله من الشيطان الرجيم وجاهد نفسك على أن تسودها بالخير، ونمي الخير بذاتك وبالآخرين قدر المستطاع تكن نافعا بالخير لنفسك ولجميع من حولك، وفي عداوة الشيطان للإنسان آيات بينات قال تعالى : ‏{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}. [فاطر:6] ، {إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}. [يوسف:5] ، وفي سوء نفس الإنسان آيات بينات قال تعالى : {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [يوسف:53] ، وفي لزوم مجاهدة الإنسان لنفسه وإصلاحها فلاح وفي ذلك آيات بينات قال تعالى : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)}. [الشمس] ، هذا إيجاز ما أستطيع قوله لنفسي ولكم في هذا المقال عن الإرهاب والتطرف وسبل التصدي له، نفعني الله وإياكم بما فيه تحقيق الخير للصالح العام.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا