الإسلاميون خطر على ليبيا والليبيين - عين ليبيا

من إعداد: سعد النعاس

يستنكر العديد من المشايخ في ليبيا وغيرها ما حدث من اعتداء على الأموات والجامعات وبيوت الله من التيار السلفي بجميع تلاوينه التقليدي والجهادي والوسطي. ولا ندري إن كان ذلك الاستنكار ناشي عن إيمان بشناعة الفعل أم عن توقيته أو طريقة تنفيذه.

شهر ديسمبر (12) عام 2011 جاء أحد مشايخ التيار السلفي إلى أحد المساجد القريبة منا. وكديدن الكثير من مشايخ التيار السلفي لا يمتلك شهادة إلا أنه أثنى ركبتيه أمام عالم (رباني)!!! وإلى الآن لم نفهم معنى عالم رباني؟ أيعني أنه معصوم؟! أم أنه يختلف بيولوجياً ونفسياً وعقلياً عن باقي جنس بني أدم؟ هل يتنزل عليه الوحي مثلاً؟ استمر هذا الشيخ في أعطاء دروسه لمدة 4 أيام من بعد صلاة العصر إلى ما بعد صلاة العشاء وصوته جهوري ويستخدم مكبرات الصوت الخارجية في المسجد ولم يحترم جاراً قريباً ولا بعيداً للمسجد.

وفي أحد نصائحه التي وصلت إلى أذاننا رغماً عنا أوصى تلاميذه المجتمعين من جميع نواحي برقة بحرق كتب المبتدعة!!! والمبتدعة مصطلح يشمل كل مخالف للفرقة السلفية الناجية والتي حجزت منذ الآن مكانها في الجنة!!! فتسألت بتعجب المنكر كيف يحرق شخص شيئا ليس ملكه؟! الصورة التي جالت بذهننا وقتها صورة المغول وهم يحرقون الكتب في بغداد. فإذا فعلنا ذلك بالكتب فماذا نفعل بمؤلفي الكتب أو يؤمنون بما في تلك الكتب؟ لاشك أنهم أخطر من الكتب فما يكون جزاءهم إلا الشتم والسب و الإقصاء وجز الرقاب.

عندما يصعد أي تيار ديني في أوروبا أو أمريكا أو حتى في الكيان الصهيوني فلن يسعدك هذا الصعود، وهو حال الفنلندي أو السويدي البسيط فلن يسعده صعود التيارات الإسلامية في أي بلد من بلادنا. وهذا شعور مشترك بين عامة الناس. فالأحزاب الدينية عدوة للتفاهم والتوافق والحوار الحر والاختلاف و كل ما ترتاح إليه الفطرة الإنسانية؛ فهذا حال كل حزب ديني من أوروبا إلى إسرائيل إلى العراق إلى ليبيا، فهو لا ينظر للمختلف ألا على أنه كافر يجب قتله واجتثاثه مادياً أو سياسياً أو فكرياً أو وظيفياً ولو كان حجراُ أو رفات ميت.

قد يستغرب البعض مما حصل ويحصل وسيحصل. ونحن نرى أن الغريب في أن نستغرب ذلك من الإسلاميين، فنحن لم نتفاجأ من فوز تكتل التحالف الوطني في نظام القوائم، بل ما فاجأنا هو تصويت بعض الناس للإسلاميين. فهؤلاء سيدمرون ليبيا ويهدمونها على رؤوس أهلها إن تمكنوا من الحكم، وإن لم يتمكنوا سيثيرون المشاكل داخلياً وخارجياً ويدخلونا في دوامة قتل ورعب وسيسعون لعدم قيام دولة رفاه ديمقراطية قوية.

فدولة الرفاه الديمقراطية القوية عدوة أي إقصائي يميني كالإسلاميين؛ فالأفكار اليمينية الاقصائية لا تتكاثر ألا في البرك الراكدة حيث ينتشر الإقصاء والإرهاب والفقر والبطالة والجهل.

أسوأ من ذلك – ونحن نرجح ذلك – فربما سيدخلوننا في حرب لا قبل لنا بها، فهم متغلغلون في أجهزة الأمن والأجهزة العسكرية!!! التي وظيفتها الأساسية حماية القانون!!! وهم (أي الإسلاميون) لا يقيمون وزناً ولا يعيرون اهتماما لهذا المسمى قانون، بل ولائهم كما يقولون ليل نهار للشريعة الإسلامية، فكما يقول مفتي ليبيا (أو شتام الليبيين ومكفرهم) إذا تعارض القانون مع الشريعة الإسلامية (الشريعة بفهمه هو وحزبه المذهبي) فلا تطبق القانون. وبما أن الشريعة الإسلامية تحض على نصرة المسلم فيحق لعناصرهم المتغلغلة في أجهزة الأمن والمليشيات ك 17 فبراير ومليشيات السحاتي وأنصار الشريعة اغتيال مسؤول أمريكي بغض النظر عما تفرضه القوانين الشركية الداخلية والدولية من احترام البعثات الدبلوماسية والضيوف الأجانب. وعندها ماذا سننتظر من رد أمريكي؟ رد على بلادنا وأهلها بجريرة لم يفعلها الشعب الليبي بل فعلتها مافيات مسلحة لا تقيم شيئاً لكل ما هو إنساني وأصبح العيش مع الأسود والتماسيح والصهاينة أسلم وآمن من العيش معهم.

من أفغانستان للسودان إلى غزة إلى لبنان إلى العراق إلى إلى إلى، الإسلاميون أعداء الديمقراطية والسلام وجميع متطلبات الحداثة المعاصرة، لا شيء يشغلهم إلا الهدم والإقصاء والبحث عن الأعداء واختلاقهم وإثارة الإشكاليات والرعب والإرهاب الفكري والسياسي والمادي.

نحن أبداً لم نقصد التعميم فالقاعدة أو ما يبدوا أنه إطلاق يوضع للأعم الغالب وليس الكل ونحن نوافق على ذلك. ولكننا أبداً لم نفصد المسلمين، بل الإسلاميين، والفرق بينهما شاسع؛ فالفرق بين الإسلامي والمسلم كالفرق بين القبيلة والقبلي والمدينة والمتعصب لمدينته والقومية والقومي كالمغول والنازيين، فالإسلامي كالقومي والقبلي والمتعصب لمدينته لن يرضى إلا بإقصاء الآخرين.

وهم على الأقل في الساحة الليبية ثلاث فرق. والفرق بينها كالفرق بين البيبسي كولا والكوكا كولا. الأولى: السلفية الجهادية ولا نعتقد أننا نختلف حول فكرهم، والثانية السلفية التقليدية وهم بدورهم كالجهادية لم يتركوا أحداً إلا وكفروه. وآخرهم الإخوان المسلمون وهم يمارسون الإقصاء السياسي والفكري، والدليل ما فعلوه مع جبريل وكل من كان مخالفاً لهم في المكتب التنفيذي من حملة شعواء بعد تحرير طرابلس وما يستعدون له من قانون العزل السياسي وما فعلوه قبل من تخوين لمن صوت لمخالفيهم.

نعتقد أن الخلل نابع من الفكرة وهي المرجعية الإسلامية، وهي كأن أقول أنا مرجعيتي ليبية وأميز نفسي بذلك؛ فهذا ينبئ وسيقود شئت أم أبيت لأن أنظر للآخرين بعين الخيانة والتشكيك في وطنيتهم وبالتالي السعي حثيثاً بكل السبل لإقصائهم.

لكل من هو غيور على ليبيا ومستقبل أهلها وينشد الحرية والتنمية والرفاه والعدالة والديمقراطية والدخول لحلبة التاريخ من جديد يجب العمل على اتجاهين الأول: مناقشة أصحاب هذا الفكر الاقصائي المتطرف بالحجة والبراهين العقلية والواقعية . والثاني : توعية الليبيين من خطر هذا الفكر وأصحابه بحيث لا تأتي الانتخابات القادمة أو انتخابات لجنة الستين إلا وتقلصت نسبتهم وبذلك تنجى ليبيا والليبيين من هذا الخطر اليميني الذي لا يهدد الليبيين فحسب بل الحضارة البشرية بأسرها.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا