الاخوان “القطريين” ضد عودة الجيش الليبي حتى آخر رمق..! - عين ليبيا

من إعداد: حسام المصراتي

لم تمضي ساعات على نشر صحيفة الوطن الليبية لقائها مع اللواء خليفة حفتر حتى استنفرت وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، كل قواها لشن حملة مضادة لدعوة اللواء خليفة حفتر لعودة “مؤسسة الجيش الليبي”. وذلك عن طريق تحريف تصريح اللواء الذي دعى فيه الجيش الليبي للإلتحاق بمعسكراته ووحداته العسكرية. وقد عنونت الخبر كالتالي: (حفتر يطالب بعودة ضباط وجنود «القذافي» لاستكمال بناء الجيش).

ومن بين وسائل الاعلام الاخوانية موقع المنارة للاعلام والتي قامت بتحريف نص التصريح ليكون كالتالي: (طالب قائد القوات البرية الليبية، اللواء خليفة حفتر، الضباط والجنود الذين قاتلوا مع العقيد معمر القذافي بالعودة إلى معسكراتهم لاستكمال بناء الجيش، في بلد يعاني من انتشار المليشيات المسلحة.) وهو ما يخالف حقيقة ما جاء بنص التصريح المنشور بالوطن الليبية شكلاً ومضموناً. والذي أوضح فيه اللواء حفتر حقيقة ما تعرضت له مؤسسة الجيش الليبي من تهميش وتفكك واقصاء مُتعمّد لكل العناصر الاكاديمية والمؤهلة في الجيش الليبي من قبل النظام السابق.

“فزاعة القذافي” الطريق المسدود أمام مؤسسات الدولة الليبية:

ومن الواضح أن اصرار جماعة الاخوان المهيمنة على الحكم وصاحبة القرار في ليبيا الجديدة على استخدام “فزاعة القذافي” لن تقود ليبيا إلا إلى طريق مسدود. واستحالة عودة مؤسسات الدولة أو الاستفادة من الكوادر الليبية المؤهلة عن طريق التلويح بـ”فزاعة أتباع القذافي”، كلما دعت الحاجة لإقصاء أي شخصية أو جماعة وطنية غير مرغوب بها ولا تدين بالولاء لأمير الدوحة..! ولعله ليس ببعيد تصريح “زعيم جماعة الاخوان واتهامهم لمن لم يصوّت لهم من الليبيين بأنهم أتباع القذافي. فلن يتخلى الأخوان عن التلويح بفزاعة القذافي فهي الضامن الوحيد لبقائهم ولهيمنتهم على السلطة في ليبيا. وهي الضامن الوحيد لاستمرار الفوضى والطريقة المثلى لضمان تبعية الثوار الليبيين لأملاءاتهم وأجندتهم “القومجية” الجديدة ..!

فإما أن تحوز على صك الوطنية من (هيئة النزاهة الاخوانية-القطرية) واما أن تكون أحد اتباع القذافي الغير مرغوب بهم. ولا تذكرنا ما يسمى بهيئة “النزاهة والوطنية” إلا بمكتب الاتصال باللجان الثورية. فهل نسي الليبيون بأنه حتى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات الليبية لا يتم تعيينهم إلا بحصولهم على “تزكية” وموافقة كتابية من مكتب الاتصال باللجات الثورية”؟ فقد كان مكتب الاتصال باللجان الثورية يمثل “هيئة النزاهة والوطنية” الخاصة بنظام القذافي..!

انها ذاتها سياسة ما يسمى بـ (تثوير المؤسسات) واقصاء كل العناصر الوطنية التي اتبعها القذافي. يطبقها اليوم أمير قطر في ليبيا في ظل سياسة (قطرنة المؤسسات الليبية) بما فيها مؤسسات الجيش الليبي. لذلك لم يشفع للواء خليفة حفتر صدور حكم الاعدام بحقه من قبل نظام القذافي أواشتراكه كقائد ميداني في الحرب ضد القذافي. لأن سيادة اللواء حفتر وكثير من ضباط الجيش الليبي الشرفاء بكل بساطة لم يعترفوا أو يدينوا بالولاء “لأمير الدوحة” وهذا ما يجعلهم عرضة للإقصاء الأبدي ما لم يينحنوا لتقبيل قدمي الأمير.

دولة مليشيات لا دولة مؤسسات:

يبدو الهدف واضحاً من وراء رفض وعرقلة مؤسسات الجيش والشرطة وهو استمرار البديل المطروح على الأرض عن طريق انتشار المليشيات المسلحة التي لا تدين بالولاء للوطن بل للـ “الممول المالي” وصاحب الامر والنهي فيها سواء كان من داخل الوطن أو دولاً خارجية..! أو عن طريق مشائخ السلطة في دول الخليج كالسعودية وقطر والتي تمثل السلطة الدينية والعسكرية العليا لتلك المليشيات.

وكذلك انتشار ظاهرة سباق التسلح بين مليشيات القبائل والمدن الليبية، مما اسهم في اشعال فتيل التوثر بين القبائل والمدن الليبية وحشد كل مدينة لقواها ويعدون ما استطاعوا من قوة ليرهبوا بها اخوانهم الليبيين في المدن والقرى الليبية الاخرى، امتثالاً لما يسوقه الخطاب الاعلامي ويروجه من انقسام بين الليبيين ما بين مدن وقبائل منتصرة وأخرى مهزومة كما يروق للاعلامي شمام تقسيم الشعب الليبي ما بين مهزوم ومنتصر عبر قناته القطرية من الدوحة… وليست عبثاً من “الدوحة”..!

لا شيء سيضمن بقاء الليبيين تحت رحمة “الاحتلال الاجنبي” سوى الحفاظ على حالة الانقسام والتشردم واستمرار سياسة الانتقام والارهاب الذي تمارسه المليشيات المسلحة. واننا نرى في ليبيا ذات السيناريو الذي نفذه الاحتلال الامريكي في العراق وتنامي ظاهرة المليشيات المسلحة القبلية والطائفية تحت مظلة الأحتلال الامريكي لأكثر من عشر سنوات من أجل الحفاظ على حالة الفوضى وعدم الاستقرار والانفلات الأمني وانتشار السجون والاعتقالات العشوائية والقتل على الهوية.

وعلينا أن لا نغفل ما قاله المقكر “تشومسكي” حول دول الربيع العربي (هناك ثورات ديمقراطية تندلع باستمرار، يقمعها ديكتاتوريون يحظون بدعم أمريكا وبريطانيا وفرنسا على وجه الخصوص. من المستحيل أن تنشأ الديمقراطيات إذا دمرنا كل شيء. هذا القول كان ينطبق كذلك على أمريكا اللاتينية: لقد دعمت أمريكا هناك أيضا سلسلة طويلة من الديكتاتوريين والقتلة الوحشيين. فما دامت الولايات المتحدة تسيطر على المنطقة، كما فعلت أوربا من قبلها، فلن تنشأ هناك ديمقراطيات، لأنها ستدمر.) لذلك عندما نتحدث عن “قطر” فهي ليست معنية بذاتها وانما هي كباقي محميات الخليج. فحكام الخليج ليسوا إلا مقاولون لتنفيذ المشروع (الأمريكي) في المنطقة، ولا يهمهم تدمير المنطقة بأسرها طالما يحافظون على عروشهم المحمية بالقواعد الأمريكية.

لذلك لا نستغرب الحملات الاعلامية الشرسة التي تحارب بكل ما أوتيت من قوة أي دعوة أو أي مشروع وطني جاد لأعادة مؤسسة الجيش والشرطة الليبية أو القضاء على ظاهرة المليشيات المسلحة في ليبيا وعن طريق تجنيد الثوار انفسهم ليدمروا وطنهم بأيديهم انصياعاً لهذه الحرب الاعلامية الموجهة ضد كل من يحاول بناء ليبيا واستعادة أمنها واستقرارها.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا