الاغتصاب الصامت في ليبيا - عين ليبيا

من إعداد: محمد علي المبروك

لا اكتب بهدف الإثارة وإنما اكتب بهدف الإنارة وما قد يعتبره البعض إثارة فإنه عند العقلاء صدمة من الصدمات التى تتلاحق كالأمواج اللاطمة من عهد جديد انهارت فيه المنظومة الانسانية والأخلاقية والدينية والوطنية.

أعيش في داخل ليبيا واعرف حال مناطقها وحال ناسها ومنفتح في علاقاتي مع الكل لهذا تطالعني وتلاطمني احداث غريبة مفزعة وجديدة ومتكتم عنها في المجتمع الليبي لااترك لها طرفا حتى ابحث فيها وأتأكد منها بشهود هم اطراف او كانوا عن قرب من هذه الاحداث المفزعة.

من الظواهر او الاحداث المفزعة مرض جديد من الامراض عافاكم الله التى اجتاحت الشعب الليبي وهو الاغتصاب الصامت ويتم فيه خطف الفتاة او المراة لمدة ساعات او اياما معدودة حيث تغتصب ثم يتم إرجاعها الى اهلها الذين يتكتمون على حادثة اغتصابها خشية من العار كما يعتقدون وفي بعض الحالات يتلقى الأهل تهديدات من المغتصبين اذ هم كشفوا الامر وهو اغتصاب شهدته بعض مناطق من مدينة طرابلس والمناطق الواقعة غرب طرابلس وبعض مناطق جنوب ليبيا وتزداد هذه الظاهرة غير المألوفة انتشارا مع التكتم ونجاة المغتصبين من اي ملاحقة وقد أعيد اغتصاب فتيات لمرات عديدة بسبب التكتم على حوادث الاغتصاب الاولى التي تعرضن لها وينشأ على ذلك بعض حالات اجهاض تلقي فيها المغتصبات بمساعدة أهاليهن أجنتهن في القمامة او دفنهم في اماكن نائية وقد تمت بعض عمليات الخطف من جامعات ومدارس وإدارات عامة عند الذهاب او المغادرة منها ومن الشوارع بعد ترصد المجرمين للضحايا.

نشأت هذه الظاهرة واجتاحت المجتمع الليبي بسبب واقع شاذ غير سوي يتمثل في سطوة مطلقة لعصابات ومجرمين يمتلكون السلاح والامكانيات وحتى الشرعنة لبعضهم وفي عدم وجود اي حماية للعائلات الليبية وعدم وجود اي قوة امنية فاعلة رادعة لملاحقة المجرمين والعصابات.

ان التكتم على هذه الجرائم المفجعة من اهالي الضحايا ومن وجهاء المناطق بحجج ان الامر له حساسية اجتماعية وان الامر يجر مشاعر الدونية والعار لاهالي الضحايا بين الاهالي وان التستر على الضحايا اسلم لمستقبلهن من فضح هذا الامر فانه مساهمة جزيلة في هذه الجريمة الوضيعة لانه يزيد انتشارها ويمنح إطلاقا وسراحا للمجرمين وهو ترخيص اجتماعي واسع لهذه الجريمة في ليبيا فلابد من إظهار هذه الحالات والنهوض معها غضبا حتى تعالج وتتوقف هذه الحوادث من امتدادها المتوحش في مجتمعنا فالفتاة او المراة التى تغتصب لاعار عليها ولا على اهلها لان الامر لم يكن بارادتها ولم يكن باختيارها بل كان قهرا وغلبة عليها ، كيف يحمل المقتول مسؤولية موته وقد قتله قاتل ؟ وكيف تحمل المراة مسؤولية اغتصابها وقد اغتصبها غاصب ؟ . والعار وعزة الله على كل من حكم هذه البلاد تشريعيا وتنفيذيا وكل قوة امنية وعسكرية من مسؤوليتهم حماية نسوة الشعب الليبي وماكانوا الا مظاهر جوفاء خاوية مهلهلة وماكانوا رجالا يلتهبون غيرة.

الكثير من الظواهر الجديدة التى لم تعرف في ليبيا من قبل الا نادرا اصبحت تطفو على السطح الاجتماعي بوضوح وبعضها مدفون متكتم عليها في العمق الاجتماعي ويجب الوقوف عندها وانتزاع جذورها المستجدة قبل ان تتعقد وتتشعب في الارض الليبية واحد اسباب نشوء الاغتصاب الصامت وانتشاره هو عدم الوقوف على حوادث الاغتصاب المعلنة اجتماعيا التى حدثت سابقا وتركها تغادر دون مبالاة ودون ردع ودون ملاحقة للمجرمين.

لقد زادت الاعداد وانتشرت حوادث الاغتصاب المعلن والصامت ،فهل ينتظر الشعب الليبي ان يصبح مثل بلاد الهند المشهورة عالميا في انتشار حوادث الاغتصاب مع الفارق .. الشعب الهندي يغضب ويثور من هذه الحوادث والشعب الليبي صامت ساكن والحكومات الهندية مستيقظة نشطة للحد من هذه الحوادث وحكومات ليبيا نائمة خاملة وتحسب ان هذه الحوادث احلاما تتوارد في نومها وخمولها ولا اعتقد بانها تحسبها واقعا لانها نائمة لاتستيقظ ابدا وخاملة لاتنشط ابدا .



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا