الانتخابات القادمة امتحان لليبيين.. طريقة للنجاح أو للفوضى - عين ليبيا

من إعداد: د. ناجي بركات

لقد تحدث عن اجراء انتخابات بليبيا مند بداية 2017 وكتبت، لماذا مهمة هذه الانتخابات. ربما بسنة 2018م وحسب خارطة الطريق والذي رسمها السيد غسان سلامة، مبعوث الأمم المتحدة لدي ليبيا والتي تنص في أحد بنودها على اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وربما على الدستور وعمداء البلديات. كذلك تنفيذ لما جاء بلقاء باريس بين فائز السراج وخليفة حفتر بصفتهم الحاكمين للمنطقة الغربية والمنطقة الشرقية.

كل هذا جيد وإعطاء الشعب الليبي حق الاختيار لمن يقوده ويمثله ويخرجه من هذه الفوضى السياسية. الشعب الليبي دخل عدة انتخابات مند 7/7/2012م للمؤتمر الوطني، ثم مجالس البلدية ثم البرلمان واخرها لجنة الدستور. نجزم بأن الشعب الليبي وافراده الان يملكون الخبرة في تسير أي انتخابات ولكن هل لديهم الخبرة في اختيار الأفضل والانسب والاصلح؟  سؤال مهم جدا حيث من تم اختيارهم بالسابق تم عن طريق عدة أشياء وأكثرها عدم المعرفة الكاملة بهؤلاء الاشخاص والجهوية والقبلية والمناطقية وكذلك الأيديولوجية. جاءت النتائج مخيبة للآمال في بعض المنتخبين وقليل جيدة للبعض الاخر. تشبث كل من تم انتخابه بالكراسي ولا يريد ترك الكرسي ويتبجح البعض بالشرعية اينما حلوا ووجدوا. انتهت مدة المؤتمر الوطني ولا يريد التسليم ومن بعدها تم اختراع جسم لهم من قبل الأمم المتحدة وسمي مجلس الدولة ويترأسه عبد الرحمان السويحلي والذي لديه عدة مشاكل مع الشعب الليبي ومن معه من الأعضاء من بقايا المؤتمر الوطني ومنهم من يملك 50 صوت للوصول لهذا الكرسي. أم البرلمان والذي انتهت مدته مرتان وجدد لنفسه وقهر الليبيين وبقي في طبرق دون فائدة لكل ليبيا وأصبح جهوي أكثر من اللازم ويمتثل الى أوامر من خارج البرلمان ومعه حكومة هزيلة لا تملك حتى قوت يومها.

ماهي خيرات الليبيين في الانتخابات القادمة

  1. هل سيختارون شباب وساسة محلين ومن داخل ليبيا فقط؟
  2. هل ستلعب القبلية والجهوية والمناطقية والأيدولوجيات دور ومهم في هذه الانتخابات؟
  3. هل سيكون دور لمن يسمون أنفسهم جيش ليبيا مهمة في هذه الانتخابات؟
  4. ها سيختار الليبيين رموز العهد السابق ومن يتبعهم بفبراير؟
  5. هل سيختار الليبيين تكنوقراط وساسة مخضرمين سوء من العهد السابق او الجديد؟
  6. هل سيختار الليبيين قادة ميليشياتهم ودروعها؟

كلها اسئلة من الصعب الإجابة عليها ولكن الطريق مفتوح لليبيين في اختيار الأفضل والانسب والاصلح لمن سيخرجونهم من هذه الفوضى العارمة والتي جعلت كرامة المواطن في الأسفل بداية من انقطاع الكهرباء اليومي ومعاناة الكبار والصغار والحوامل والمرضي من جراء هذا. كذلك الوقوف لساعات وايام أمام المصارف من اجل الحصول على بعض الأموال وضرب الفقر مهامه بين بعض الليبيين من دوى الدخل المحدود في حين هناك اخرون استفادوا من هذه الفوضى وجنوا أموال كثيرة لا حصر لها ويعرفهم الليبيين واحد واحد. هناك الكثير وهاذين المثليين يكفيان لا عطاء صورة جيدة عن الوضع في ليبيا ويأتي بعدهم الوضع الأمني للمواطن والوطن والدولة الليبية وهو الاسواء في تاريخ ليبيا وتوطن داعش بليبيا بعد طردهم من العراق وبلاد الشام وهذه الأيام تندر بحرب ضروس على الأراضي الليبية ضد داعش والتي ستخلق فوضي اكثر وتفاقم الازمة السياسية الليبية مرة اخري.

ما هو دور المواطن الليبي في الانتخابات القادم؟

  1. الإسراع بالتسجيل حتى يضمن الجميع بأن اصواتهم لم تسرق
  2. عدم الوقوع في مطبات واختيارات ربما تكون وخيمة وغير مجدية لمن سيختارونهم الليبيين
  3. عدم اختيار من قضي 10 سنوات بالسجن او أكثر في ايام القذافي
  4. عدم اختيار من غير المقيمين بليبيا لأكثر من 5 سنوات قبل أو بعد ثورة فبراير وبشرط الإقامة والعمل طوال هذه الخمس سنوات
  5. عدم اختيار أي عضو لجنة ثورية او من أعضاء وزارات وحكومات القذافي السابقين
  6. عدم اختيار أعضاء أحزاب ومن أي فئة الى حين تنظيم هذه الأحزاب بقوانين ولوائح
  7. عدم اختيار أي شخص ترشح في السابق الى عضوية المجلس الوطني الانتقالي او المؤتمر الوطني أو لجنة الدستور او كان عضو باي حكومة بعد أو قبل ثورة 17 فبراير
  8. عدم اختيار قادة المليشيات ولوردات الحرب ومجرمين سابقين
  9. عدم اختيار سارقي المال العام وخاصة من جنوا ثروات كبيرة بعد ثورة 17 فبراير
  10. عدم اختيار من شاركوا في أي فساد مالي أو اداري أو سياسي ضد ليبيا وشعبها
  11. عدم اختيار من ليس لديه برنامج واضح يخرج الوطن من هذه الفوضى وخاصة ممن يتقدمون للرئاسة

أمام الليبيين اختيارات صعبة في الانتخابات القادمة وهي ستكون لهم الامتحان الأخير لمن سيمثلونهم في البرلمان ومن سيقودهم في المرحلة القادمة. لا شك أن الانتخابات السابقة تعلم منها الليبيين وهناك ناس تقدمت لها ونجحت بأصوات قليلة وأساءوا للعملية الانتخابية. لم توجد ضوابط أو حدود للحد الاذني لكي تعتمد نتيجة المنتخب ولكن هناك من نجح بعشرة أصوات أو اقل.  كذلك تعلم الليبيين وعرفوا اللعبة القذرة والتي كانت تلعبها بعض الأحزاب وهذه الأحزاب مبنية على اشخاص وايديولوجيات ولا توجد ضوابط لها من قبل الدولة لتنظيمها وانما تشكلت بين ليلة وضحها وأصبحت تنافس في الانتخابات وفي الأخير اتضح انها مبنية على القبلية والجهوية وايديولوجيات أساسها مبني على الفتن والاقصاء وضداي جيش او شرطة بالدولة. عندما يكون هناك دستور ودولة يمكن أن تشارك هذه الأحزاب في الانتخابات القادمة؟

حتما الانتخابات هي الطريقة الوحيدة للشعب الليبي لاختيار من يقوده ومن يمثله. لكن يبقي سؤال واحد وهو: هل ستكون الطريقة للنجاح او للفوضى مرة اخري.؟ فعلا هي الطريقة الاسلم للنجاح والخروج من براثن الفوضى العارمة بكل ليبيا والبداء في تأسيس الدولة المدنية والتي باتت تضيع يوم بعد يوم. ربما سندخل في فوضي اخري إذا لم يوجد حلحلة للمليشيات وجمع السلاح منهم وايداعه تحت الجيش فقط وهذا يشمل مدن مثل مصراته والزنتان وبنغازي ومليشيات طرابلس بكافة اشكالها والزاوية وكنة والتبو والامازيغ والطوارق وغيرهم.  إذا لم يضع حل لهؤلاء جميعا فستكون الحكومة القادمة والبرلمان والبلديات رهن لهؤلاء المليشيات والمدن وتبدأ عمليات الابتزاز كما حدث بجميع الحكومات السابقة والاجسام التشريعية السابقة.. هل سيخرج لنا غسان سلامة بخارطة طريق لحلحلة هذه المليشيات وجمع السلاح تكون موازية لخارطة طريقه لحل المشكل السياسي بليبيا.

وقت عصيب وسيكون درس وامتحان لكل الليبيين والذين سيكونون بالموعد وإذا فشلنا هذه المرة في اختياراتنا فلن نلوم الا أنفسنا ولن يساعدنا أحد وسنعيش معهم 5 سنوات اخري من الفوضى والفساد المالي والإداري وتتفاقم المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية ونبقي تحت رحمة المليشيات ومدن تتحكم في الحكومة والبرلمان.

ليبيا قادمة بعون الله



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا