أعلن برنامج الامم المتحدة الإنمائي، عن إعادة بناء الكورنيش الشعبي الواقع في منطقة سيدي أخريبش التاريخية في مدينة بنغازي الممتدة على طول البحر الأبيض المتوسط، وذلك من قِبل مشروع “تعافي ليبيا” وبدعم من الاتحاد الأوروبي.

وغطت الإنشاءات مساحة 9000 متر مربع وشمل التجصيـــــص والبلاط والإنارة وتوصيل الكهرباء بالإضافة إلى تثبيت القطعة الفنية “#بنغازي” لإحياء المعلم الجديد، بحسب ما أفاد البرنامج في بيان تحصلت “عين ليبيا” على نسخة منه.

ويعتبر الكورنيش قلب مدينة بنغازي القديمة. وقد تضررت المنطقة، التي تقع على أنقاض مدينة برنيكي اليونانية القديمة، من جراء الحروب التي خلفت العديد من المباني في حالة ركام أو آثار طلقات نارية.

ويهدف تجديد الكورنيش إلى إعادة الحياة إلى أحد أكثر المناطق شهرة في المدينة وتوفير مساحة عامة محسّنة يستمتع بها السكان المحليون والزوار، بحسب البرنامج الأممي.

وقام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الأوروبي بتسليمها لبلدية بنغازي في حفل أقيم اليوم السبت، على الكورنيش. 

ونقل البيان عن رئيس بلدية بنغازي صقر بوجواري قوله: “نحن سعداء كثيرا لهذا الإنجاز العظيم، ولإعطاء الأهمية لمثل هذه الأماكن التي لها قدسية خاصة لدينا ، كذلك افتتاح الكورنيش سيعطي حلة جميلة للمدينة وسيزيد مساحات الترويح عن النفس لدي سكان بنغازي ويعطي واجهة سياحية تطل علي البحر”. 

من جانبه، قال سفير الاتحاد الأوروبي خوسيه ساباديل: “يفخر الاتحاد الأوروبي بدعمه لإعادة تأهيل الكورنيش الشعبي – وهو معلم في قلب مدينة بنغازي القديمة. ندرك الصعوبات التي يعاني منها المواطنون في بنغازي، جراء الصراع الماضي والدمار الذي أصاب المدينة. نأمل أن توفر هذه المبادرة مساحة للترويح عن النفس تستحقها أسر بنغازي. بينما تتحد المؤسسات الليبية للتحضير للانتخابات واستعادة الخدمات والبنية التحتية، نأمل أن يمثل تجديد كورنيش بنغازي خطوة نحو إعادة إعمار أكثر شمولاً لمدينة بنغازي في السنوات القادمة “. 

وأقر الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا السيد جيراردو نوتو بأن “تحسين الأماكن العامة في ليبيا أمر بالغ الأهمية في جهودنا لتعزيز السلام والتماسك الاجتماعي في بلد عانى من الصراع والانقسام والدمار… إن توفير الوصول إلى مكان عام آمن وحيوي وشامل مثل هذا سيكون له أيضًا تأثير إيجابي على الرفاهية العقلية والبدنية للمقيمين، وتعزيز التماسك الاجتماعي. هذا الموقع المعاد تأهيله سيجعل سكان بنغازي فخورين كرمز لإعادة بناء مدينتهم ومجتمعهم “. 

ويهدف مشروع “الصمود والاستقرار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في ليبيا” إلى دعم السلطات المحلية لاستعادة تقديم الخدمات الأساسية وفرص الأمن وسبل العيش. حتى الآن، يستفيد 1.7 مليون شخص من إعادة تأهيل أكثر من 30 بنية تحتية اجتماعية رئيسية، وتوفير المعدات الصحية الأساسية واستثمار مليوني دولار في مشاريع المياه والصرف الصحي. 

ويتم تنفيذ هذا المشروع في إطار برنامج “إدارة تدفقات الهجرة المختلطة في ليبيا من خلال توسيع مساحة الحماية ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية” الممول من نافذة شمال إفريقيا لصندوق الاتحاد الأوروبي الائتماني للطوارئ لأفريقيا، والهدف الرئيسي من هذا البرنامج هو تعزيز حماية وصمود المهاجرين واللاجئين والمجتمعات المضيفة في ليبيا بشكل شامل مع دعم إدارة الهجرة المحسنة على طول طرق الهجرة في البلاد.