التدخل الإماراتي في ليبيا: أفعل ما شئت كما تدين تُدان! - عين ليبيا

من إعداد: نوري الرزيقي

لا يخفى على أحد التدخل الإماراتي لإفشال الثورات العربية في مصر وتونس واليمن وسوريا وليبيا التي يبدوا أنها وجدت فيها ما تريد من خلال أولياء لها من الليبيين وعلى رأسهم حفتر قائد جيش البرلمان الليبي وما انفكت الإمارات في استعمال إمكانياتها المادية والعسكرية في إشعال نار الفتن والحرب في تلك الدول وغيرها كموريتانيا والصومال وفلسطين المحتلة..إلخ.

ففي ليبيا مدرعات وأسلحة الإمارات استخدمت منذ فترة طويلة ليقتل الليبيون بعضهم بعضا بحجة محاربة الإرهاب فكل من ساند ووقف مع الثورة وكل من تتوق نفسه ويشتاق لنسيم الحرية ليتنفس الصعداء وكل من يريد أن يكون للإسلام دورا في شئون الدولة ما أمكن ذلك فهو إرهابي في رأي الإمارات ومن يحوم بحماها فهي التي تحارب الإسلام جهارا نهارا وتتعاون في ذلك مع أعداء الأمة من الصهاينة وغيرهم، ولكن الله كما يُمهل يأخذ بقوة لا مثيل لها يتجرع فيها الظالم الألم جرّآء ما اقترفت يداه ويندم حيث لا ينفع لأن الفرصة انتهت والوقت حينها سيكون قد فات يقول سبحانه: “وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ” (11:102).

منذ أشهر صرّح وزير شؤون خارجية الإمارات أن الجماعات الإرهابية في طرابلس تقوض عملية السلام؟!، لا أدري عن أي سلام يتحدث هذا!، عن السلام في ليبيا التي يناصر أحد أطراف الصراع فيها وما السماح للناطق باسم جيش حفتر أخيرا بظهوره في مؤتمر صحفي ليقول من الإمارات “إن زمن العودة للحوار قد انتهى” إلا انحياز كاملٌ لإحد أطراف الصراع وما هو إلا دعم لاستمرار معاناة الليبيين الذين تدك بعض مدنها وعاصمتها بطائرات الإمارات ويقتل الأبرياء المدنيين فيها بأسلحة الإمارات وبدعم مصري سعودي أم يتحدث عن السلام مع إسرائيل دولة الإحتلال التي يركعون تحت أقدامها ويقدمون لها الولاء ويحاربون عوضا عنها في دول الثورات العربية وفي فلسطين لاضعاف المقاومة والتحرر ولقهر الشعوب، يقول حمادي الجبالي إحد مرشحي الرئاسة في تونس “الإمارات تخرق السيادة الوطنية بالإملاءات والمال والإعلام” بالطبع لإفساد التجربة التونسية !!! فأي حكام هؤلآء؟.

رُبَّ قائل يقول بل يصف المخالف بالأُسطوانة التي يرددها من لايعي وهو أنك إخواني أو مقاتلة وإلا لماذا سكت على التدخل القطري أو التركي أقول: كم هي كبيرة نعمة العقل فمن لا يميّز بين الحق والباطل وبين من يناصر المظلوم  وصاحب الحق فتلك مشكلة ليست هينة تحتاج من صاحبها للتدبّر والتفكر بعناية.

أقول خاتماً إن الصراع بين قوى الخير وقوى الشر أبدي إلى قيام الساعة، إن الله يمد للظالم حتى يرى من نفوذه وسلطانه ما رأى فرعون في نفسه من الجبروت والقوة والألوهية ولكن الله لا ينسى يقول سبحانه: “فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا” (18:48)، فايّامهم معدودة وحين يحين الموعد سيأذن الله سبحانه بتدمير الظالمين تدميرا كما أنهى حكم من تجبروا وطغوا وأستخفوا من قبلهم ولكنهم قومٌ لا يفقهون فقد يكون الأمر عاجلا وقد يكون آجلا تلك سنّته في كونه.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا