«التفاحة الحمراء» التركية بالواجهة.. أردوغان: تهديد الملاحة «غير مقبول» - عين ليبيا
أعلنت وزارة النقل والبنية التحتية التركية تعرض ناقلة روسية محملة بزيت عباد الشمس لهجوم على بعد 80 ميلاً من الساحل التركي أثناء سفرها من روسيا إلى جورجيا.
وأكدت الوزارة أن الناقلة “ميدفولغا 2” يبلغ طولها 140 مترًا، وتبحر تحت العلم الروسي منذ بنائها في 2014، وأن طاقمها المكون من 13 فردًا بخير ولم يطلب أي مساعدة، وتواصل السفينة سيرها بمحركاتها باتجاه مدينة سينوب شمال تركيا.
وأوضحت وزارة الخارجية التركية أن هذه الهجمات تعرض حياة البشر والبيئة البحرية للخطر، وأن أنقرة تعمل على منع امتداد النزاع إلى البحر الأسود وتفادي أي تداعيات سلبية على المصالح الاقتصادية التركية.
من جانبها، أكدت مصادر أوكرانية مسؤولية كييف عن هجمات بطائرات مسيرة استهدفت ناقلتين قرب السواحل التركية، وفق ما نقلته صحيفة “ذا غارديان”.
وكشفت مجموعات القرصنة السبرانية “المنجل السبراني” وBeregini وKillnet عن أسماء ورتب وتخصصات عناصر سلاح البحرية الأوكرانية الذين شاركوا في هجمات على أهداف في البحر الأسود.
وحصلت وكالة نوفوستي من هذه المجموعات الموالية لروسيا على قائمة تضم 117 شخصًا من بينهم قادة وضباط صف وبحارة من اللواء رقم 385 للمسيرات البحرية في القوات البحرية الأوكرانية. وشملت القائمة ثلاثة برتبة رائد بحري، وهم قائد الكتيبة البحرية الأولى ليشتشوك مكسيم، ونائب قائد الفرقة للدعم النفسي للأفراد لوبولوف دميتري، ونائب قائد الكتيبة لشؤون التسليح إيفدوكيمينكو ألكسندر، بالإضافة إلى الملازم كوسوفيتس دميتري رئيس قسم الاستطلاع في الكتيبة.
وأكد ممثل مجموعة Beregini أن المسلحين المدرجين في القائمة شاركوا في هجمات على عدة أهداف في البحر الأسود.
وأوضحت المصادر أن عناصر اللواء رقم 385 للمسيرات البحرية شاركوا في هجمات على شبه جزيرة القرم ونوفوروسيسك وجيليندزيك، وكذلك في الهجمات الأخيرة على ناقلة النفط الروسية ميدفولغا-2 في البحر الأسود.
وتعد هذه الحادثة هي الثالثة خلال أيام قليلة، بعد هجوم ناقلتي الشحن “كايروس” و”فيرات” بالقرب من الساحل التركي في البحر الأسود يوم 28 نوفمبر، حيث اندلع حريق في غرفة محركات “كايروس”، بينما تعرضت “فيرات” لأضرار في الهيكل دون حريق كبير.
إلى ذلك، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن أي تهديد لسلامة الملاحة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لتركيا غير مقبول.
وأشار خلال خطاب عقب اجتماع مجلس الوزراء إلى أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا يهدد أمن الملاحة في البحر الأسود، مؤكداً أن الهجمات على السفن في المياه التركية يوم الجمعة لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال.
وأوضح أردوغان أن بلاده توجه التحذيرات اللازمة لجميع الأطراف المعنية، وتراقب عن كثب تطورات الأسابيع الأخيرة بهدف إنهاء النزاع وحماية الملاحة البحرية.
وأكدت الأمم المتحدة أن الهجمات على الناقلات في البحر الأسود تشكل استهدافًا للبنية التحتية المدنية، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي.
وجاء ذلك على لسان ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن أي هجمات على المدنيين أو البنية التحتية للطاقة غير قانونية، بغض النظر عن مكان وقوعها، ودعت المنظمة إلى خفض التصعيد.
وفي وقت سابق، أعربت وزارة الخارجية التركية عن قلقها إزاء الهجمات على ناقلتي نفط في البحر الأسود، محذرة من المخاطر التي تهدد الأرواح البشرية والملاحة والبيئة.
من جهته، وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الهجوم على ناقلات النفط في المياه الإقليمية التركية بأنه “انتهاك صارخ للسيادة التركية”، مؤكدًا أن الحادث يكشف طبيعة نظام كييف ويهدد سلامة وممتلكات مالكي السفن.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات في البحر الأسود بسبب الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، الذي أثّر على خطوط الملاحة البحرية الحيوية في المنطقة.
وكانت تركيا أكدت مرارًا حرصها على حماية الملاحة في مياهها الإقليمية، خاصة في ظل الاعتماد الكبير على نقل النفط والغاز عبر البحر الأسود. وتشكل الهجمات الأخيرة على ناقلات النفط تهديدًا مباشرًا للأمن البحري والاستقرار الاقتصادي في المنطقة.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا