التكفيري ونيس المبروك نموذج للاخواني الأصيل - عين ليبيا

من إعداد: سعد النعاس

سألنا أحدهم لماذا اخوان ليبيا يدافعون عن الخوارج في ليبيا ، في حين نفضوا أيديهم منهم في تونس ؟!! قلنا له ولماذا دافع أبو جعفر المنصور عن زيد بن علي بن الحسين في معركته الشهيرة ضد طاغية بني أمية هشام بن عبد الملك ، ثم عندما اعتلى الحكم احتز رقاب العلويين وأودعهم السجون والإقامة الجبرية ؟!! الجواب السحري السلطة. السلطة الأس والجوهر والمبتدأ والمنتهى لدى اخوان السلطة في كل مكان. الفرق كان أن رئاسة الحكومة في تونس بيدهم في حين في ليبيا لا.

الإخوان المسلمون أساتذة التكفير والتخوين واللعب بالألفاظ والتلون . ولكن الفرق الجوهري بينهم وبين التكفيريين الآخرين من خوارج وسلفية أن الإخوان يكفرون جميع خصومهم باستثناء السلفيين والخوارج ، في حين أن السلفيين والخوارج فالتكفير لا يستثني أحد باستثناء من هو في السلطة لدى السلفيين.

طبعاً نحن لا نهتم بالتكفير في حد ذاته ، فنحن على قناعة أن أغلب الليبيين ليس من أولوياتهم ولا ثانوياتهم أن يثبتوا إسلامهم لأمثال هؤلاء ، ولكن لأن التكفير سلاحهم الأساسي في سعيهم المجنون نحو السلطة.

يأتي في مقدمة التكفيريين والمتعالمين الشيخ ونيس المبروك ، و يمثل النموذج الصادق للإخوان المسلمين . وللأسف من يأتون به لمحاورتهم ونقاشهم العلني مستوياتهم ضعيفة جداً ، فلا يعرف الكثير من الناس حقيقة هؤلاء المتعالمين التكفيريين الاقصائين عشاق السلطة المتلاعبين بالألفاظ.

هؤلاء لا يؤمنون لا بديمقراطية ولا بوطن و لا بمواطنين ! الكثير يستغرب ، ولكن إن نحن دلفنا إلى التفاصيل لتبدد هذا الاستغراب . وكذب القائل الشيطان في التفاصيل ، بل الحقائق والوضوح في التفاصي، فالعموميات تستخدم ممن لا أخلاق له ولا مبادئ ، وخاصة ممن لديه أهداف سياسية سلطوية، للتمويه والكذب والتكاذب والتزوير ومحاولة استهبال واستغفال واستحماق الناس!!!

يقول شيخ التكفير والتخوين: وقد صرحت في قناة ليبيا الحرة – بكل صراحة –أنهم (أي خوارج ليبيا) أقرب إلى من اليساريين والعلمانيين وذيول الغرب والشرق”!!!

بالنسبة لعبارة “ذيول الشرق والغرب” تبين لنا بوضوح مع من نتعامل . كما تبين حقيقة تناقض هؤلاء !! قبل برهة كان ينتقد من يخونهم !!! كيف هذا ؟ سألني أحدهم ، لأن المؤدلج أعمى يردد كلاماً مبتذلاً ، أصبح أعمى كالعاشق ، لا يرى تناقضه في دقيقه ، يبيح لنفسه ما كان يستنكره على خصومه أو أعدائه . وهو ما يسمى الازدواج الاخلاقي والذي أباحه الاسلاميين شيعياً باسم التقية وسنياً باسم فقه الاستضعاف والتمكين.

تخوين الناس واستخدام مثل هذه العبارات تدل على أزمة التربية والأخلاق ، وإشكالية نفسية خطيرة .
الاخواني عندما يصف شخصاً بأنه علماني أو ليبرالي أو يساري أو غيره فإنه يعني أنه كافر . لأن التكفير كأساتذة التكفير الاخرين سيفضح حقيقتهم التكفيرية المتألهة في الأرض ، فيسعون إلى الأساليب الدبلوماسية في التكفير .

يقول هذا التكفيري التخويني المتأله في الأرض مدافعاً عن أنصار تنظيم القاعدة في ليبيا : فمن كانت مرجعيته الكتاب والسنة المطهرة أولى بالولاء والقربى ممن مرجعيته ماركس أو ديوي أو وماكس ويبر !!!!

نحن نعرف أن الولاء ، كما يفهمه هؤلاء التكفيريون ويذيعونه ، هو للمؤمن في مواجهة الكافر !!!! ليس الولاء للمبادئ والأخلاق ( وهي جوهر وأس الاسلام ) . نحن لا يخامرنا أدنى شك في تكفيرهم ، لأن جذرهم الأساسي الذي بني عليه كل ما يصدعون به من شعارات وسطحيات مضحكة هي التكفير والتأله في الأرض باغتصاب صلاحيات تصنيف الناس والادعاء بمعرفة النوايا والمقاصد ، لا بل والغيب والقطع على علم الله .

ذكر ((ماركس أو ديوي أو وماكس ويبر )) من قبل هذا التكفيري التخويني عاشق السلطة لكي يبين لكم أنه مثقف ويعلم . هذا هو التعالم !! وكم تمنينا أن نكون بجانبه لكي نبين للناس مدى هذا التعالم الذي يدعيه هؤلاء ، والغياب عن الواقع والفكر والعيش في شرنقة التكفير والتعالم والتخوين وكل هذا السراب المسمى ، مشروعاً للنهضة .

هذا المتعالم لا يعرف الفرق بين الماركسية الفلسفية ، والماركسية السياسية ؟ أو بين الشيوعي الاجتماعي والشيوعي المؤدلج ؟ والفرق بين الشيوعية والماركسية ، لأن ل هؤلاء لا يقرؤون ، وحتى وإن قرءوا فبعين المؤدلج فهو لا يعي ما يقرأ ، أو الأدق لا يريد أن يع ما يقرأ.

من يجعل مرجعيته ماركس أو ديوي أو وماكس ويبر !!! لأن هؤلاء مهوسون بجملة ( المرجعية ) فهو يظنون العالم كله بمثل تعالمهم والأسلوب الببغاوي المقدس.

قبلها بأسطر يكتب مدافعاً عن الخوارج: “فهل من العدل أو الدين نسبة ما لم ينسبه الناس لأنفسهم؟!! وهل من العدل يا نيوتن الأخلاق أن نتهم الناس بأنهم قالوا بأن جون ديوي مرجعيتهم في مواجهة الله ورسوله ؟!!! وعلى فكرة ديوي من مؤسسي المذهب البراغماتي !! الواقعي وهو اتجاهات ومذاهب. ونحن نشك في أن هذا قرأ لجون ديوي ، إلا كعادة الإسلاميين قرءوا ما قاله عنه شيوخهم التكفيرين المتعالمين مثلهم وقدوتهم في التعالم والحفظ والتنظير المضحك وأسلوب الشعارات.

ابن رشد ، الذي كفره المشايخ والعلماء في عصره والأعصار التالية بمثل عقلية هذا التكفيري ، كان من بعث تراث أرسطو وكان من أشد المعجبين به ، فهل لأجل خلاف سياسي مثلاُ مع ابن رشد نتجرد من أخلاقيتنا ونستخدم سلاح الاسلاميين ومعيارهم المميز ( الازدواج الأخلاقي ) ونكذب ونتهمه في باطنه ، كعادة مشايخ التكفير ، وقد فعلوا معه ، بأن ارسطو هو مرجعيته بالضد عن الإسلام ؟!!! للأسف هذه الأساليب الخوارجية ، التي لا تنبع لا من نفوس ملتاثة ، أصاب مفهوم الاخلاق لديها خلل خطير ، وهو مركب من جهل وتعالم وظروف تربية وعطش مؤدلج للسلطة يزيح كل خلق من طريقه.

على الأقل كان لماركس وتياره في أوربا الغربية فضل تحسين ظروف العمال اللا إنسانية التي سببتها الرأسمالية المتوحشة المنفلتة العقال في أوربا والتي أعقبت ثورة التصنيع . فماذا قدم لنا هؤلاء التكفيريون ؟ سواء هذا التعالم والتكفير والتخوين وقطع الرقاب .!! ثقافة قطع الرؤوس منذ عهد بني أمية ( رضي الله عنهم على فكرة وفقاً لهؤلاء).

يقول مدافعاً عن الخوارج في ليبيا : فهم يتبرأوون من التكفير …….!!! طبعاً لم يذكر عبارتهم الدبلوماسية : ” باستثناء من كفره الله ورسوله ” .. ونعود لذات النقطة فبما أنهم هم من يمثلون الله ، فما يقومون به ليس تفسيراً ، لا حاشاهم ، بل أقرب إلى وظيفة الأنبياء ، تلقي الوحي الآلهي الذي يخبرنا ببواطن الناس وحقيقة إيمانهم من عدمهم!!!

أنصار القاعدة في ليييا لا يكفرون !!!! ألأمور لا تحسب عند الإخوان بمعيار الحق والباطل والبحث عن الحقيقة !!! ساذج من يظن أن شعاراتي متعطش للسلطة تكون الحقيقة والحق هدفه . الأمور تتحدد لدى الاخوان المسلمين كما بينا في مستهل مقالنا بسؤال بسيط . إذا أجبنا بأنهم يكفرون ، فمن عساه يستفيد من ذلك ؟ فإن كان بالامكان أن يستفيد معارضيهم من ذلك ( الاستفادة هنا هوس لدى المؤدلج فهو لا يرى في الأمر على شكل حدية مقيتة مع أو ضد ، في صالحه او خصمه لا وطن ولا هم يحزنون ) كافر أو خائن ، فهذه الإجابة سيستفيد منهم المرتدين والخونة لعنة الله عليهم ، فاستناداً إلى القاعدة الفقهية التي استغلوها أيما استغلال (( أخف الضررين )) فيصبح الكذب هنا أخف الضررين.

وفي تأكيد لذلك يقول هذا التكفيري المتعالم : ” ما أراه من حفاوة( ركز على حفاوة ) بأخطاء ( القتل والخطف والتفجير والتعذيب يسمى أخطاء ) بعض الأنصار( يقصد الخوارج ) وتضخيمها وتعميمها ، هو ضرب من ضروب ” توظيف ” الأحداث للتصفيات السياسية الرخيصة !!!!… .من أجل تشويه التيار الديني المحافظ بأكمله . (( وضحت الفكرة).

ولكن لم يخبرنا أرسطو الإسلاميين هذا ، قانون العزل وإقراره بهذه الطريقه لاستهداف خصم سياسي بعينه هل هو من الأساليب الرخيصة أم الأخلاقية العظيمة ؟ التي قام بها الشرفاء كما قال كبير هذا التكفيري ، التكفيري الآخر مفتي المليشيات وداعهما.

نحن لا نكتب لمجرد الكتابة ، بل لأننا وجدناهم يتهفاتون على شاشات الإعلام ليشرحا للناس مشروعهم الاسلامي !!! وسنرى في مقالات قادمة إن كان هذا مشروع الإسلام فعلاً أم مشروع شيوخ التكفير والقتل والإقصاء والتخوين ؟! ملتاثون نفسياً يسعون لإقامة خلافة إسلامية فإذا بهم على وشك تقسيم بلد عدد سكانه 6 مليون وإدخاله في حرب أهلية !!! نأسف ليست حرب أهلية بلا غزوات مباركة كالتي شنها الشيخ المجدد ( ركز على المجدد) ابن عبد الوهاب في نجد والحجاز على المشركين الملاعين وقتل فيها ( ولله الحمد ) عشرات الألوف من أولئك الخنازبر الملاعين.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا