التمر.. سر الهضم الصحي والشبع الطبيعي ومستوى الطاقة المثالي - عين ليبيا

تُعرف التمور بأنها من أبرز مصادر الطاقة الطبيعية، وتحتوي على الألياف والسكريات الطبيعية والمعادن الأساسية مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم، ما يجعلها مفيدة للهضم، والتحكم في الشهية، وتعزيز مستويات الطاقة في الجسم.

وتشير أبحاث حديثة إلى أن توقيت تناول التمر يلعب دورًا كبيرًا في تحديد الفوائد الصحية التي يمكن للجسم الاستفادة منها.

ووفق موقع “فيري ويل هيلث” المتخصص في الأخبار الصحية، فإن التمر يوفر الألياف الذائبة وغير القابلة للذوبان، ما يساعد على تليين الفضلات وتسريع مرورها في الجهاز الهضمي، كما يحتوي على كحولات سكرية تحفز حركة الأمعاء، وهو ما يفيد الأشخاص الذين يعانون من الإمساك المزمن.

وتشير دراسة إلى أن تناول ثلاث تمرات منزوعات النوى صباحًا يمنح الجسم كمية مهمة من الألياف الضرورية لدعم الهضم وتحسين توازن الميكروبات المعوية، ما يسهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.

كما يعد التمر خيارًا مثاليًا لتلبية الرغبة في الحلويات بعد العشاء، حيث يمكن اعتباره بديلًا آمنًا للسكريات المكررة مثل البسكويت أو الشوكولاتة.

ويتميز التمر بمؤشر غليسيمي منخفض نسبيًا، ما يجعله مناسبًا حتى لمرضى السكري، إذ أظهرت دراسة أن تناول ثلاث تمرات يوميًا لمدة 16 أسبوعًا لم يؤثر على مستويات السكر في الدم، لكنه ساهم في خفض الكوليسترول الضار والكوليسترول الكلي، ما يعزز صحة القلب والأوعية الدموية.

ويبرز التمر أيضًا كوجبة مثالية قبل ممارسة الرياضة، سواء كان طازجًا أو مجففًا، نظرًا لاحتوائه على الكربوهيدرات التي توفر طاقة سريعة، والعناصر المعدنية الأساسية التي تدعم الأداء البدني. فالبوتاسيوم يساعد على الوقاية من التشنجات العضلية، والحديد يسهل نقل الأكسجين من الرئتين إلى العضلات، بينما يساهم المغنيسيوم والكالسيوم في تحسين وظيفة العضلات وتعزيز التعافي بعد التمرين.

وتشير دراسة أخرى إلى أن الرياضيين الذين يتناولون التمر قبل التمرين يظهرون مستويات أعلى من التحمل والطاقة، بالإضافة إلى استقرار أفضل في مستويات السكر في الدم بعد النشاط البدني.

وبالإضافة إلى ذلك، تسهم التمور في السيطرة على الشهية وتقليل الإفراط في تناول الطعام، إذ تمنح شعورًا بالشبع لفترات أطول، ما يساعد على ضبط الوزن بشكل طبيعي. كما تحتوي التمور على مضادات أكسدة طبيعية، من بينها الفلافونويدات والكاروتينات، التي تحمي الخلايا من التلف وتعزز الصحة العامة.

إضافة إلى ذلك، فالتمور ليست مجرد غذاء تقليدي في العالم العربي، بل أظهرت الدراسات الحديثة أنها تساهم بشكل كبير في الوقاية من الأمراض المزمنة وتحسين الأداء البدني والعقلي. ويؤكد الخبراء أن اختيار التوقيت المناسب لتناول التمر يضاعف من فوائده الصحية، سواء كان في الصباح لدعم الهضم، بعد العشاء لتقليل الرغبة في السكريات، أو قبل التمرين لتعزيز الطاقة والتحمل.

هذا واستُخدمت التمور منذ آلاف السنين كمصدر غذائي أساسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويعود تاريخ زراعتها إلى العصور القديمة، حيث كانت تعد جزءًا من التغذية اليومية وحفلت بخصائصها العلاجية في الطب الشعبي، قبل أن تؤكد الدراسات العلمية الحديثة فوائدها الغذائية والطبية المتعددة.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا