الجبهة السياسية تجهز على الداعشي حفتر.. وهو يستنجد بداعش - عين ليبيا

من إعداد: أ.د. فتحي أبوزخار

قد يتبادر لذهن القارئ/ة بأن مشروع ما يسمى “الربيع العربي” يهدف لتحرير شعوب شمال أفريقيا والشرق الأوسط من حكم الفرد ومساعدة الشعوب المقموعة على تأسيس دول مدنية ديمقراطية.. إلا أنه من الواضح بأن ما يتخفى ويتستر وراء قناع شعارات الحرية والديمقراطية مافيات السلاح والنفط والعقود بآجال طويلة، والتي من الواضح أن لها يد طولى في قرارات المجتمع الدولي.

كما وأن هيئة الأمم المتحدة لم تعد بالقوة التي كانت عليها عند تأسيسها. كذلك هناك نقطة تلاقي بين مافيا السلاح وحماية بؤرة أو مركز التوتر في منطقة الشرق الأوسط “إسرائيل” التي من مصلحتها ومصلحة مافيا السلاح أن تشعل المنطقة من حولها بحروب لا تنطفئ إلا بتفتيت المنطقة وإضعافها بتبديد أموالها على السلاح ودعم كل دكتاتوري مخبول يبادر بالحرب.

وعوضاً أن تصرف عوائد النفط في البناء والعمار والتنمية تنفق المليارات على تسليح جميع الأطراف! نرى العالم اليوم يؤمن بقوة السلاح ويدعم الدكتاتور الداعشي حفتر عدو الدولة المدنية في ليبيا! ولكن لإبعاد شبح الدكتاتورية العسكرية اليوم عن طرابلس “ليبيا” يتطلب الأمر قوة عسكرية ميدانية وهذا جلي بعد أن أوصلت قوات بركان الغضب العدو المهاجم إلى خطوط متأخرة له، بل تحول موقف قوات الوفاق من الصمود وصد العدو إلى الهجوم عليه ودحره.

وهذا ربما شجع أيضاً الحراك السياسي للبرلمان، المختطف من الداعشي جفتر والمختزل في السيد عقيلة صالح!، لتشكيل جبهة سياسية للإجهاز على الداعشي حفتر المسمى  “بعجوز الرجمه” المعطل للحراك السياسي!

الرسالة التي يجب أن تحملها الجبهة السياسية للجارة أوروبا خاصة وللعالم عموماً هذه الجبهة يمكن إيصالها أن من خلال مؤسسات مدنية تتلخص في المؤسسات التالية:

البرلمان:

بعد أن بارك 30 عضواً بطبرق هجوم الداعشي حفتر على العاصمة، استعاد البرلمان أنفساه وشرعيته بعد أن قرر الاجتماع في 2 مايو ليصحح مساره، ويستند إلى المواد 16 و 17 و 18 ويرفض بشكل واضح للعدوان على العاصمة السياسية  طرابلس ويستهجن مشروع عسكرة الدولة. واليوم على البرلمان، وهو في انعقاد مستمر، أن يلتقي ببرلمانات العالم ليدحض إدعاءات المغلوب على أمره “عقيله وعصابته” بقبول هجوم الداعشي حفتر وليصحح البرلمان زيف ما يدعيه الداعشي حفتر وزبانيته بأن يحارب الإرهاب في طرابلس، بل يجب الكشف عن جرائمه الفاضحة والواضحة ضد الانسانية وما سببه قصف المدنيين من قتل بالعشرات وجرح المئات وتشريد عشرات الآلاف من العائلات الليبية! قصف الداعشي حفتر طال  المؤسسات المدنية من مطار ومدارس تعليمية ومخازن كتب رئيسية تابع لوزارة التعليم ومرافق صحية! بل وصل القصف إلى مراكز إيواء للمهاجرين!  بالطبع نفس الكلام ينطبق على مجلس الدولة ولكن بالتأكيد أثر البرلمان اليوم أكثر فعالية لسحب البساط من تحت قدمي الناطق باسم الداعشي حفتر عقيله صالح!

الإتحاد الوطني لعمال ليبيا:

لا يمكن قبول، ونحن نعيش احتفاليات عيد العمال في العالم، لنجد من يشارك من طرف الداعشي حفتر، كممثلين له، في بعض النشاطات العمالية بفرنسا ويتكلم باسم الاتحاد الوطني لعمال ليبيا ليشرعنون لهجوم الداعشي حفتر على طرابلس.لذلك على المجلس الرئاسي الالتفات إلى هذه الجبهة المهمة ودعم جبهتهم على المستوى المغاربي، والأفريقي والأوربي! وقد تُلي من قبل السيد عثمان الرمالي بيان لاتحاد العمال في ساحة الشهداء أكدوا فيه وذكروا: ” تلاحمنا مع عمالنا الشرفاء وقواتنا المسلحة التابعة لحكومة الوفاق وثوارنا الأشاوس الصامدين ارد العدوان والدفاع على العاصمة”

مؤسسات المجتمع المدني:

المجتمع المدني يحتاج للمبادرة في التحرك، وقد بدأ فعلاً، ببعض عواصم الدول الغربية لفضح جرائم الداعشي حفتر بعد هجومه على طرابلس وتصحيح أكاذيب ترسانته الإعلامية المظللة. بل وفي ظل التحرك المحتشم لوزارة الخارجية المطلوب  أن تبادر بعض المؤسسات المدنية، وبالتنسيق مع الرئاسي، للتواصل مع القنوات القادرة على توصيل حقيقة ما يحدث في ليبيا من هجوم على مشروع مدنية الدولة وزيف أن للداعشي حفتر قبول في طرابلس بل إن هجومه على طرابلس هو ما سيستقطب الإرهابيون لليبيا وسيجعلون منها جسر للعبور إلى أوروبا.  بل يجب التركيز هذه الأيام على ظهور مظاهرات في باريس ضد الموقف الفرنسي وخاصة بعد تصريحات وزير الخارجية السيد لودريان المنحازة للداعشي حفتر وعدم اعترافه بحكومة الوفاق التي صادق عليها مجلس الأمن وفرنسا عضو فيه!!!  فيجب الحراك المدني بالخارج أن يوجه بنادقه لفرنسا أولاً ثم التواصل مع العواصم المهمة مثل واشنطن ولندن وبرلين وروما!

رسالة  الجبهة السياسية للعالم:

عدوان الداعشي حفتر على طرابلس طال المدنيين بجرائمه الشنيعة ضدهم من قتل وتشريد وترويع وهدم لبيوتهم بل الهدم طال المدارس، ومخازن الكتب، والمطار المدني الوحيد، والمؤسسات الصحية، ناهيك عن اختطاف الصحفيين وقتل المسعفين!

يؤكد الكاتب على أنه يرتبط ظهور المعتدي الداعشي حفتر من البداية في 2014 مع إعلان البغدادي عن دولة الشر “داعش” ومشروعه الاستبدادي لا ينفك عن علاقته المباشرة بداعش وخاصة عند هزيمته! وما حصل في بداية عدوانه على طرابلس بقرية الفقهاء بالجفره وما حصل اليوم السبت في مدينة سبها إلا دليل على ارتباط الداعشي حفتر بحالة الفوضى وظهور أعمال القتل بالذبح والإفراط في العنف والتنكيل بالجثث..

وهذا مما سيجعل من ليبيا أرض جذب لكل المتطرفين وسيفتح شهية البعض منهم لقطع بحر الأبيض المتوسط والهجرة غير القانونية للوصول إلى شواطئ أوروبا! الداعشي حفتر لن يكون إلا وبالاً على ليبيا وأوروبا وفي المقابل الاستقرار وتأسيس الدولة المدنية  سيصد عنها المتطرفين وسيفتح فرص الاستثمار لأوروبا في ليبيا والمشاركة في المشاريع التنموية! عاشت ليبيا حرة.. تدر ليبيا تادرفت



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا