الجزائر: تصريحات «ماكرون» ضدنا بمثابة إفلاس في الذاكرة - عين ليبيا

وصف وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحق بلاده بأنها “إفلاس”.

جاء ذلك في حديث للتلفزيون الجزائري الرسمي، من دولة مالي التي وصلها مساء الثلاثاء، في زيارة رسمية غير محددة المدة، لبحث سبل التعاون الثنائي.

وقال الوزير لعمامرة: “هناك ما يمكن تسميته إفلاس ذاكرة لوصف التصريحات الأخيرة الصادرة بحق الجزائر”.

وتابع: “هذا الإفلاس يدفع للأسف علاقات فرنسا الرسمية مع بعض دولنا إلى أزمات لابد أن يتم التخلص منها باحترام متبادل وغير مشروط للسيادة واستقلالنا”.

وأضاف: “على شركائنا في الغرب أن يتحرروا من تاريخهم الاستعماري ومنطق ما يزعمون أنه مهمة نشر الحضارة كغطاء أيديولوجي للاستعمار، الذي هو جريمة ضد الإنسانية في الجزائر ومالي وفي عدة دول إفريقية”.

يأتي ذلك في حين، استنكرت الرئاسة الجزائرية، يوم السبت، بشدة تصريحات ماكرون، وقررت استدعاء سفيرها لدى باريس من أجل التشاور، كما منعت الجزائر الطيران العسكري الفرنسي من التحليق فوق أجوائها.

واتهم ماكرون، في تصريحات نقلتها صحيفة “لوموند” الفرنسية الخميس، النخبة الحاكمة في الجزائر بـ”تغذية الضغينة تجاه فرنسا”، كما زعم عدم وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار عام 1830.

وفي سياقٍ ذي صلة، أعلن نائب رئيس البرلمان الجزائري يوسف عجيسة، أمس الثلاثاء، أنه تم إطلاق مبادرة لسن قانون “تجريم الاستعمار الفرنسي”.

وأكد نائب رئيس البرلمان الجزائري في تصريحات لوكالة “الأناضول”، على أن “ردة الفعل القوية” للجزائر وراء دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتهدئة، مشيرا إلى أن مبادرة سن قانون “تجريم الاستعمار الفرنسي” جاءت ردا على “الاعتداء السافر” لماكرون.

ومع كل أزمة سياسية بين الجزائر وفرنسا، يكون ملف الذاكرة أحد أبرز عواملها، فيتجدد النقاش السياسي في الجزائر حول مشروع “قانون لتجريم الاستعمار”.

والمشروع لا يُثير الجدل في مضمونه، ولكن في كون كل الأطراف السياسية العضوة في البرلمان والحكومة أيضا ترغب في إصداره، ردا على قانون فرنسي صدر قبل 16 عاما يتعلق بتمجيد الاستعمار.

يُشار إلى أن تصريحات للرئيس الفرنسي بشأن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والنفوذ التركي في بلاده أثارت غضبا عارما، وقد أصدرت الرئاسة الجزائرية بيانا، أكدت فيه رفضها لتصريحات ماكرون ووصفتها بالاعتداء غير المقبول على ملايين الشهداء الذين قتلتهم فرنسا. كما قامت الجزائر بإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية.

ودام الاستعمار الفرنسي للجزائر بين 1830 و1962، حيث تقول السلطات الجزائرية ومؤرخون، إن هذه الفترة شهدت جرائم قتل بحق قرابة 5 ملايين شخص، إلى جانب حملات تهجير ونهب الثروات‎.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا