بالفيديو.. إسرائيل تستولي على «أسطول الصمود» وردود فعل دولية غاضبة وتركيا تفتح تحقيقاً  - عين ليبيا

أكد منظمو أسطول “فورتيتود” المتجه نحو شواطئ قطاع غزة أن القوات الإسرائيلية اعترضت السفن ضمن أسطول الصمود، واصفين الاعتراض بأنه “غير قانوني”.

وقال المنظمون عبر منصات التواصل الاجتماعي إن كاميرات الفيديو على السفن تم تعطيلها، وظهر عسكريون على متنها، مشيرين إلى أنهم يعملون على التأكد من سلامة جميع من كانوا على متن السفن.

وأفادت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة بأن القوات الإسرائيلية هددت بإيقاف سفينة “ألما”، إحدى سفن أسطول الحرية المتجهة إلى غزة لإيصال المساعدات الإنسانية وكسر الحصار.

وأكد قائد السفينة أن الأسطول سيواصل مسيره نحو غزة رغم التهديدات، فيما أشار بيان صادر عن اللجنة إلى أن قوارب إسرائيلية حاصرت الأسطول في المياه الدولية، وتم اعتراض سفينتين على الأقل حتى الآن.

كما أُبلغ عن انقطاع الاتصالات والبث المباشر من عدد كبير من السفن، ما دفع إلى إعلان حالة الطوارئ على متن جميع السفن المشاركة في المبادرة.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الخميس، أن جميع الناشطين الذين كانوا على متن سفن “أسطول الصمود العالمي” سيتم ترحيلهم إلى أوروبا، مؤكدة أن جميع الركاب “بخير وبصحة جيدة”.

وأوضح البيان، الذي نُشر عبر منصة “إكس”، أن الناشطين يتم نقلهم بأمان إلى إسرائيل تمهيدًا لبدء إجراءات الترحيل، مشيرًا إلى أن البحرية الإسرائيلية اعترضت عدة سفن من الأسطول ووجهتها إلى ميناء إسرائيلي.

وأكدت الوزارة أن الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ وأصدقاؤها من الأسطول بخير وسلامة، في وقت شهدت فيه العملية تنديدًا دوليًا واسعًا باعتراض إسرائيل للأسطول في المياه الدولية.

في السياق ، استدعت إسبانيا القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد الخميس بعد أن اعترضت قوات البحرية الإسرائيلية أسطول المساعدات المتجه إلى غزة، وفق ما أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، مشيراً إلى أن 65 إسبانيا كانوا على متن الأسطول.

الأسطول، المعروف باسم “أسطول الصمود العالمي”، يضم أكثر من 40 قاربا مدنيا ويحمل نحو 500 شخص بينهم برلمانيون ومحامون ونشطاء من 44 دولة، ويحمل أدوية وأغذية إلى غزة احتجاجاً على الحصار الإسرائيلي.

قوات البحرية الإسرائيلية اعتلت 14 قاربا على متنها نشطاء أجانب، من بينهم الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، واقتادتها إلى ميناء إسرائيلي، بينما أظهرت مقاطع فيديو صادرة عن وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها بخير.

وأكد منظمو الأسطول أن المهمة إنسانية وغير عنيفة، وأن 23 قاربا لا زالوا يواصلون الإبحار نحو غزة، رغم اعتراض عدد من المراكب مساء الأربعاء.

وأكد وزير الخارجية الكويتي، عبد الله اليحيا، اليوم الخميس، أن الوزارة تتابع باستمرار وباهتمام بالغ التطورات المتعلقة باحتجاز عدد من المواطنين الكويتيين المشاركين في أسطول الصمود العالمي.

وقال اليحيا إن وزارة الخارجية تبذل جميع الجهود الممكنة لضمان سلامة المواطنين والعمل على تأمين الإفراج عنهم في أقرب وقت ممكن، مشدداً على أن الحفاظ على سلامة المواطنين الكويتيين يمثل أولوية أساسية.

وأكدت وسائل إعلام كويتية أن المواطنين المحتجزين هم عبد الله المطوع وخالد العبد الجادر، وقد تم اعتقالهما من على متن سفينة “سبكتور”.

في السياق، فتح مكتب المدعي العام التركي اليوم الخميس تحقيقًا بشأن احتجاز إسرائيل 24 مواطنًا تركيًا خلال اقتحام سفن أسطول الصمود العالمي في المياه الدولية.

وأفادت وكالة الأناضول بأن البحرية الإسرائيلية اعتقلت 24 ناشطًا تركيًا بعد هجماتها على الأسطول، الذي كان يهدف إلى إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة وكسر الحصار المفروض على القطاع.

وأوضحت وزارة العدل التركية في بيان أن التحقيق استند إلى النصوص الواردة في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، والقوانين التركية ذات الصلة، فيما يخص “حرمان شخص من حريته”، و”اختطاف أو احتجاز وسائل النقل”، و”السطو”، و”إلحاق الضرر بالممتلكات”، و”التعذيب”.

وأدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، الهجوم الإسرائيلي على “أسطول الصمود” في المياه الدولية، واصفاً إياه بأنه “دليل على حالة الجنون الهستيري” التي تعيشها إسرائيل للتغطية على جرائمها في غزة.

وأكد أردوغان، وفق ما نقلت وكالة “الأناضول”، وقوف تركيا إلى جانب جميع المشاركين في الأسطول، مشيراً إلى متابعة أنقرة الدقيقة لتطورات الهجوم واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة المواطنين الأتراك وحمايتهم من أي اعتداء.

وأظهرت مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي إبحار نحو 45 سفينة من ميناء أرسوز في ولاية هاتاي التركية، في خطوة وُصفت بأنها رد على اعتراض إسرائيل لسفن “أسطول الصمود” المتجه إلى قطاع غزة.

وبحسب متابعين، فإن القافلة البحرية قد تكون متجهة نحو غزة، بينما رجح آخرون أنها مجرد مظاهرة احتجاجية في البحر، خاصة مع صعوبة بقاء السفن محملة بأعداد كبيرة من المتضامنين لفترة طويلة في عرض البحر.

كما شهدت عدة عواصم أوروبية وتركية، فجر الخميس، مظاهرات احتجاجية في برلين وروما وبرشلونة وبروكسل وإسطنبول، رفضًا لاعتراض البحرية الإسرائيلية “أسطول الصمود العالمي” المتجه لكسر الحصار عن قطاع غزة.

وأكد منظمو “أسطول الصمود” عبر منصات التواصل الاجتماعي أن القوات الإسرائيلية تعترض سفن الأسطول بشكل غير قانوني، مع تعطيل كاميرات الفيديو ووجود عسكريين على متنها، مشيرين إلى أنهم يعملون بنشاط للتأكد من سلامة جميع المشاركين على متن السفن.

المواقف الدولية

دانت العديد من الدول الاعتراض الإسرائيلي، أبرزها:

  • ماليزيا دانت الأفعال العدوانية ودعت إلى الإفراج الفوري عن طاقمها الـ12 وتوصيل المساعدات بدون عوائق.
  • باكستان أدان رئيس الوزراء شهباز شريف الهجوم الإسرائيلي واصفاً إياه بالعمل “الخسيس”.
  • كولومبيا قررت طرد البعثة الإسرائيلية المتبقية بعد اعتراض الأسطول.
  • المقررة الأممية لحقوق الإنسان فرانشيسكا ألبانيزي وصفت اختطاف النشطاء بأنه غير قانوني، وانتقدت صمت الحكومات الغربية.
  • فرنسا وسويسرا وتركيا وإسبانيا وبلجيكا وأيرلندا والمملكة المتحدة دعت جميعها إلى احترام القانون الدولي وضمان سلامة المشاركين.
  • جنوب أفريقيا وصف الرئيس سيريل رامابوسا الاعتراض بأنه “جريمة خطيرة” وانتهاك للقانون الدولي.
  • ماليزيا أعلن رئيس وزرائها أنه سيسعى لتدخل قادة الشرق الأوسط وحلفاء آخرين، بمن فيهم وزير الخارجية الأميركي لضمان إطلاق سراح 23 مواطناً ماليزياً احتجزتهم إسرائيل.

ويأتي هذا الاعتراض في وقت حرج تشهد فيه غزة أزمات إنسانية حادة نتيجة الحصار والحرب، وسط إدانات دولية واسعة تدعو إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وبدون عوائق.

الخارجية الفلسطينية تدين اعتراض إسرائيل لـ”أسطول الصمود العالمي” وتحمّلها المسؤولية عن سلامة المشاركين

أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة الهجوم الإسرائيلي على “أسطول الصمود العالمي”، معتبرةً ذلك انتهاكًا أخلاقيًا وقانونيًا للقانون الدولي والأعراف الدولية، بما في ذلك اتفاقية قانون البحار.

وأعربت الوزارة عن قلقها البالغ إزاء أمن وسلامة أكثر من 470 مشاركًا، مؤكدة أن إسرائيل، بصفتها سلطة احتلال غير قانوني، تتحمل المسؤولية الكاملة عن سلامتهم أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني لإيصال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني المحاصر والمجاوَع عمدًا.

وأكد البيان أن “أسطول الصمود العالمي” مبادرة سلمية مدنية تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي اللاإنساني وغير القانوني على قطاع غزة ووضع حد لسياسة التجويع والإبادة الجماعية، وفقًا للقانون الدولي.

وشددت الخارجية الفلسطينية على أن إسرائيل لا سلطة لها على المياه الإقليمية الفلسطينية أو المياه الدولية، وأن الأسطول يتمتع بحق المرور الحر في هذه المياه، كما أنه مسموح له بالمرور في المياه الإقليمية الفلسطينية لإيصال المساعدات الإنسانية.

 كولومبيا تدين اعتقال مواطنيها في “أسطول الصمود” وتطالب بمغادرة الدبلوماسيين الإسرائيليين

أدان الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو اعتقال القوات الإسرائيلية للناشطتين الكولومبيتين مانويلا بيدويا ولونا باريتو في المياه الدولية أثناء مشاركتهما في “أسطول الصمود” المتجه إلى غزة، واصفاً الحادثة بأنها “جريمة دولية جديدة” من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وطالب بيترو بتحرك فوري يشمل تقديم المطالبات الدبلوماسية اللازمة، وحتى اللجوء إلى القضاء الإسرائيلي، كما طالب بوقف اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل وإخراج الوفد الدبلوماسي الإسرائيلي بالكامل من كولومبيا.

من جانبه، أكّد نتنياهو تعليمات بعدم السماح لسفن “أسطول الصمود” بالوصول إلى غزة تحت أي ظرف، بينما أكدت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن الأسطول سيستمر في الإبحار رغم التحذيرات الإسرائيلية، مشيرة إلى اعتراض سفينتين على الأقل وانقطاع الاتصال لدى أخرى وإعلان حالة الطوارئ في جميع السفن.

حماس تدين اعتراض إسرائيل لأسطول الصمود وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك

أصدرت حركة “حماس” بيانا أكدت فيه أن اعتراض البحرية الإسرائيلية لسفن “أسطول الصمود” في المياه الدولية واعتقال النشطاء والصحفيين يشكل “اعتداء غادرا وجريمة قرصنة وإرهاب بحري على المدنيين”، مشيرة إلى أن الهدف كان نقل مساعدات عاجلة لأهالي غزة المحاصرين والمتعرضين للتجويع منذ عامين.

وأضاف البيان أن هذا العدوان همجي ويجب أن يدان من جميع أحرار العالم، مشيداً بشجاعة النشطاء وإصرارهم على كسر الحصار، وداعياً أحرار العالم لتنظيم احتجاجات وفعاليات للتنديد بهذه الجريمة والمطالبة بوقفها فوراً.

كما طالبت الحركة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في حماية المتضامنين وسفنهم، والعمل على وقف التجويع والإبادة المفروضة على الشعب الفلسطيني، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا