الجيش الليبي قادرٌ على تطهير نفسه بنفسه - عين ليبيا

من إعداد: سعيد رمضان

لم نشكك يوما فى أبناء المؤسسة العسكرية الليبية الذين أنشقوا عن جيش القذافي، ورفضوا الدخول فى مواجهة مع أبناء شعبهم، وألتحقوا بركب الثورة، وكان لهم شرف المشاركة فى أسقاط نظام القذافى الفاسد، والدفاع عن أبناء الشعب الليبى الأعزل الذى واجه كتائب ورتل القذافى على مشارف مدينة بنغازى المجاهدة.

بكل تأكيد يجب أن نفرق بين ثوار الجيش الليبى من أبناء المؤسسة العسكرية وبين كتائب القذافى التى دخلت فى مواجهة مع أبناء الشعب من أجل أجهاض الثورة التى أطاحت بنظام القذافى، وكان يجب على بعض الثوار من أبناء التيار الأسلامى أن يفرقوا بين ثوار الجيش الذين كانوا جنبا الى جنب معهم فى كل جبهات القتال ضد كتائب القذافى، ولكن بكل أسف لم يتمكن الثوار من أبناء التيار الأسلامى من التخلص من عدائهم القديم لأبناء المؤسسة العسكرية ولم يفرقوا بين الثوار منهم وبين من كان يدافع عن القذافى، ووضعوا الجميع فى سلة واحدة بعد أن كتب الله لنا النصر على كتائب القذافي.

نفس الأخطاء التى أرتكبها المؤتمر الوطنى فى حق الشعب الليبى وثورته حينما حاول تأسيس دولة عرجاء بدون جيش تعتمد على الكتائب والمليشيات التى لاتدين بالولاء للوطن والشعب، قام مجلس النواب بأستنساخها حينما قرر تأسيس جيش هجين ممن يدينون بالولاء للوطن والشعب وممن يدينون بالولاء للقذافي.

بالأمس فقط أطمأن قلبى حينما أعلن الجيش الليبى عن أعتقال أحد جنوده المشاركين فى عملية تحرير مدينة سرت بسبب ماوصفه بمحاولة تشويه صورة القوات المشاركة فى هذه العملية عبر ترديده لهتافات مؤيدة للعقيد القذافى كما لوح بالعلم الأخضر الذى يشير إلى النظام السابق.

هذا الجندي المعتوه يدعى (مفتاح كنسة) وكان أحد المقربين من المعتصم القذافى، هو مجرد دسيس على الشرفاء من أبناء المؤسسة العسكرية، وماقام به يعتبر فتنة وتشويه لصورة الجيش أمام الآخرين، هذا المعتوه كان يريد أن يرسل رسالة مفادها أن جيش القذافي ورايته الخضراء هى من ستقوم بتحرير سرت، ولكن الشرفاء الوطنيين من أبناء المؤسسة العسكرية المناصرة لثورة الشعب الليبي رفضوا هذا التصرف المشين وقاموا بأعتقاله ليثبتوا أن القذافى ورايته الخضراء قد ذهبوا الى غير رجعة، وكل المحاولات والشروط التى يمليها قذاف الدم وجماعته الفاسدة مرفوضة من قبل الجيش الوطنى الليبى، نعم تلك الزمرة الفاسدة من بقايا القذافي أشد خطر من الدواعش لأنها تحاول الوقيعة بين الشرفاء من أبناء الشرق والغرب الليبى أثناء مواجهتهم للدواعش بمدينة سرت.

كلنا ثقة فى ثوار المؤسسة العسكرية التى نعتبرها نواة حقيقية لتأسيس جيش وطني حقيقي ولائه للوطن والشعب الليبي فى تطهير صفوفها من هؤلاء الدخلاء والمرضى الذين لايخجلون عن أعلان ولائهم للقذافى وزمرته الفاسدة على الملأ حتى يومنا هذا، وماقام به الجيش الليبى من أعتقال لهذا الجندى المعتوه يحسب له لا عليه، وعلى أخوتنا الثوار على الجانب الأخر أن يراجعوا حساباتهم بخصوص مواقفهم السابقة من الشرفاء والوطنيين من أبناء المؤسسة العسكرية بالشرق الليبي.

فعلى جميع الشرفاء من الطرفين العمل معا تحت لواء الغرفة العسكرية الموحدة التى أعلن عن تأسيسها المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى لكى نتمكن من تحرير مدينة سرت وتطهير كامل تراب ليبيا من الدواعش وقطع الطريق على كل من يحاول الوقيعة بين أبناء الشرق والغرب الليبي.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا