الحراك في ليبيا من أجل بقاء ليبيا دولة واحدة…. ليذهب الجميع للحوار؟ - عين ليبيا
من إعداد: د. ناجي بركات
مند مدة والتجاذبات السياسية بين أعضاء البرلمان الحاضرين والمتغيبين على أشدها. اغلبية أعضاء مجلس النواب من غرب ليبيا متغيبين إرضاء لمنتخبيهم وخاصة تلك المناطق المشاركة في عملية فجر ليبيا. لقد زاد سوء حضورهم بعد قرار المحكمة الدستورية والذي لم يفسر الى هذه اللحظة رغم أن مثل هذه الاحكام من المفروض أن تصدر معها مدكرة توضحيه حتى يشارك الجميع في أخد القرار الصحيح. الجميع الان يقف في تقاطع طرق لا يعرف اين يذهب وهنا نقصد أعضاء مجلس النواب وعامة الشعب. اما أعضاء المؤتمر الوطني المنتهية صلاحياته وحكومته والتي لا تمثل قرارتها خارج الغرفة التي صيغة بها هذه القرارات، هؤلاء قرروا انهم مع فجر ليبيا وبالأحرى فجر ليبيا هم من عاد تنصيبهم من جديد بعد ما طردهم الشعب الليبي.
الان الجميع يقف في تقاطع طرق ليس به إشارات توجههم ولا يعرف اين يذهب. أصبحت كلمة قسورة وفجر ليبيا هي ما يتشدق به الكثيرون لأنهم يظنون أنهم انتصروا على الأرض. في المقابل تجد جيش القبائل ومعهم الزنتان وميليشياتهم يتصدرون المشهد ويتوعدون بتحرير العاصمة واشعلوها حرب في كل مكان تحت مظلة الجيش الوطني الليبي ولكن الجيش براءة منهم جميعاً. اما الكرامة فأصبحت خيانة في غرب ليبيا وأصبحت الاتهامات تدس وتحبك لمن هو من التيار الوطني ويريد ليبيا فقط ويحلم بالحرية والديموقراطية. من يتهم بأنه مع الكرامة ممكن يخطف ويعذب ويسجن وإذا عرف انه في خطر ممكن يهرب الى تونس. لهذا الكرامة سلبت من الليبيين أيام القذافي والان تدنس من قبل مليشيات فجر ليبيا وتهدر من قبل جيش القبائل ومن معه.
أما في شرق ليبيا فالوضع ليس بالمعقد والأطراف المتناحرة هم الاسلامين وجيش ليبيا كما يدعي حفتر ومن معه. حفتر لا يطبق ولا يأتمر بأوامر الحكومة ولا مجلس النواب ولكن يعمل ما هو في رأسه ويحارب في الإسلاميين وهو قريب ينتصر كما يقولون. معظم أهالي برقة من الفدراليين والجهويين والقبليين والتيار المدني هم معه ويؤيدونه رغم أن هناك دمار كبير يحدث ببنغازي وطيرانه يقصف في كل مكان بليبيا. هذا الطيران يرعب في الجميع وحتى القذافي لم يفعله ونرجو منه أن يوقف هذا لأنه سيدمر الكثير والنتيجة ستكون وخيمة على عكس ما يدور على الأرض. الحرب قوية وقتال شرس وهو لن ينتهي ولن يكون فيه غالب ولا مغلوب وسوف تنتهك كرامة المواطن العادي وسوف تستمر هذه الحرب الى أن يجلس الجميع ويتحاوروا على طاولة واحدة. حرب المدن والشوارع والإرهابيين لا تنتهي ابداً وخير دليل لبنان والصومال والعراق واخيراً سوريا والتي دمرتها هذه الصراعات من اجل السلطة وليس من اجل تكوين السلطة.
لهذا حدث الحراك وبداء الجميع يشعر بأن ليبيا بدأنا نفقدها شيئاً فشيئاً ووصلت الى مرحلة ربما من الصعب إصلاحها. المجتمع الدولي أخد على عاتقه هذه المسؤولية ولكنها متأخرة بعد ما قالوا فور مقتل القذافي أنها يريدون أن يري العالم والليبيين أنهم يعملون في شيء وسوف يتركون ليبيا لليبيين لتسيرها . هم يعرفون أن أي دولة بلا جيش ولا شرطة ولا حكومة قوية لن تستقيم ولن تكون دولة. ساهموا في افشال قيام الدولة مثلما ساهم الليبيين في افشال قيام دولتهم وقاموا بالصراع على السلطة قبل تكوين دولتهم. الحراك الحالي جاء متأخر ولو جاء قبل سنة لما ازهقت الالاف من أرواح الشباب الليبيين ودمرت البنية التحتية للدولة ونهبت وسرقت مقدرات الدولة من قبل أبناء الشعب الليبي وغير الليبيين وخاصة من يدعون أنهم حريصون على هذا الوطن. اختلطت أشياء كثيرة ببعضها وراي الجميع أن ليبيا انزلقت نحو منعطف خطير بعد أن تلاشت كل الطرق المستقيمة لا صلاح ما تم تدميره من قبل حكومة الكيب والمجلس الانتقالي وحكومة زيدان والمؤتمر الوطني وجاء مجلس النواب وهو ضعيف ومتفكك ومعه حكومة الثني الضعيفة البعيدة عن المواطن والوطن ولا تنفع قرارتها ولن تطبق خارج غرف نوم الوزير أو من يصدرها. كل هذه الإرهاصات والتجاذبات والمتغيرات جعلت من الكثير أن يستمع الى ناقوس خطر تلاشي دولة اسمها ليبيا ويقول اين ليبيا.
ليذهب الجميع للحوار ويجب أن يكونوا بالموعد وأن يكونوا نعم الرسول لمواطنيهم والى وطنهم وعليهم:
أهم مخرجات هذه الحوار تكون معبرة عن ما يرغبه المواطن وهذا اجتهاد مني كمواطن وارغب أن تكون المخرجات كالاتي:
الحوار هو الطريق الى وجود ليبيا ولن نقول اين ليبيا ولكن نقول نحن هنا بليبيا وبيداء الحوار والدفع به الى الامام. سوف تنطلق عملية شد الصدع بين الكرامة وأنصار الشريعة وثوار ليبيا وبين فجر ليبيا وجيش القبائل وبين الليبيين جميعاً. لن يهدر النسيج الاجتماعي طالما فيه شرفاء يشتغلون من اجل بقائه. لن يذهب الوطن فهو باقي ولكن من يريدون تدميره فسوف يذهبون وليبيا عمرها أكثر من 6الف سنة.
ليذهب الجميع ولا يتخاذلون من أجل ليبيا حيث نريد أن نعبر هذا التقاطع والوصول الى طريق يأخذ ليبيا الى الامام وترجع كرامة الليبيين ويستمر الزخم والدعم القوي لهذه الثورة والتي شارفت على احتفالها بعامها الرابع. ليذهب الجميع وتحت مظلة واحدة وهي مظلة ليبيا وليس هناك شخص قادر على حل مشكلة ليبيا غير الليبيين والليبيات أنفسهم وبمساعدة المجتمع لدولي من أجل ان تكون ليبيا دولة واحدة. بناء الدولة هو البداية وبعدها يأتي بناء هياكلها السياسية والاقتصادية وتقوية روابطها الاجتماعية لجميع الطوائف والأعراق وحتى الأيديولوجيات.
ليبيا قادمة بعون الله
جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا