الحرب نيابة عن العالم.. لماذا؟ - عين ليبيا

من إعداد: إبراهيم بن نجي

الحرب في الاسلام عبادة, وهي تعني فقط الجهاد في سبيل الله, ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تعريف الجهاد في سبيل الله أجاب: “من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله” أو كما قال عليه الصلاة والسلام. والحرب في الاسلام شرعت للدفاع عن المسلمين وأرضهم واعراضهم من عدوان اهل الكفر والضلال, وشرعت للدفاع عن دين الله وإعلاء كلمته إذا أراد أهل الكفر طمس الدين بالقوة ونشر الكفر والضلال تحت أي مسمى.

اليوم تظهر بدعة جديدة في ديار المسلمين ,اخترعها الغرب, ويرددها بعض المسلمين ممن اؤتمنوا للدفاع عن شعوبهم المسلمة ودينهم القويم. إنها بدعة “الحرب نيابة عن العالم”, وتملق الغرب وطلب رضاه بقتل فئات من المسلمين تم تصنيفهم وفقا لهوى الغرب “ومن ركب في مركبهم” على أنهم “إرهابيون” على الرغم من عدم وجود تعريف دقيق لمصطلح الارهاب ولا مفهوم عالمي عادل محدد له حتى الان .

اليوم كل فلسطيني من “12 مليون” مهجر من ارضه يدعوا او يعمل على تمكينه من الرجوع الى بلد أبائه وأجداده هو إرهابي, ومعاد للسامية “الصهيونية” ويجب على كل من انخرط في “حرب الغرب على الارهاب” محاربته والقضاء عليه. وكل مسلم في افغانستان وسوريا والعراق وافريقيا وغيرها يطالب القوات الغربية وغيرها من قوى الاحتلال بالخروج من ارضه, ووقف قصف بلاده وشعبه “هو إرهابي” ويجب على “الكل” سحقه وسحق من معه, وتدمير مدنهم وقراهم على رؤوسهم بلا هوادة. ولما لا؟ وقد اصبح “الحلال والحرام” هو ما يراه بوش ومن جاء بعده من قادة اليمين المتطرف المعادي للمسلمين ومعتقداتهم, المساند لليهود وعدوانهم.

لم نقرأ من قبل في كتاب الله أو نسمع عن حديث شريف يقول أن من “حارب نيابة عن العالم فهو في سبيل الله” ومن قتل في سبيل العالم “الغرب واسرائيل و…” فله الجنة والحور العين وانهار الكوثر. إنما قرأنا “وقاتلوا الكفار كافة كما يقاتلونكم كافة”, وغيرها من الآيات المحكمة في الجهاد وموالاة المسلمين ضد الكفار.

لقد اصبح اليوم مصطلح “الحرب نيابة عن العالم” هو القناع الذي يلبسه المجرمون والعملاء في دنيا العرب من اجل تملق الغرب, والظفر بنظرة رضى من ترامب المتعجرف او ماكرون الصليبي الذي لم يبلغ الاربعين بعد, والذي رئينا العجائز “القادة” من العرب المشرفين على الثمانين من اعمارهم وهم يطأطئون رؤوسهم امامه وجلا وطمعا في نصرته ورضاه.

إن على المرتجفون في دنيا المسلمون اليوم أن يحذفوا الآية الصريحة التي تحض المسلمين على اعداد العدة لإرهاب اعداء الله إذا ما اراد هؤلاء “المرتجفون” تحليل ما اعلنه الغرب من الحرب على المسلمين باسم “الحرب على الارهاب”. وعليهم حذف الآيات الصريحات التي تنهى عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء من دون المسلمين “وهو ما يفعلونه كل يوم” لكي يبرروا للمسلمين ارتمائهم في احضان الغرب واسرائيل.

الحق واضح وضوح الشمس في رابعة النهار, والغرب لا زال يناصب المسلمين العداء, ويناصر المعتدين الصهاينة, ويقصف بلاد المسلمين ويقتل المدنيين بالألاف, ويمشط “حلفاؤه” بالمليارات كل عام. ثم يأتي ليعطي صكوك البراة والاهلية لمن يقاتل معه اخوته المسلمين, ويدمر مدنهم, ويرهن مستقبلهم له وللفاسدين في العالم.

إنني اليوم أدعوا كل ليبي للتخلص من نعرات التعصب ومكامن الحقد ودعوات التملق, ثم التأمل في هذا الاقتتال والتدمير في بلده. هل يرضي الله ورسوله؟ أليس هذا ما يسر الصليبيين واليهود؟. ما هو الضرر لو وفيتم بعهودكم ومواثيقكم ونفذتم ما تعهدتم به من اللجوء لاختيار الناس عبر الانتخابات الدستورية, ومن يختاره الشعب ليتفضل ويشكل حكومته ويترأس البلاد ويقود الجيش على ان يفي بعهده ووعده بعد انقضاء مدته الدستورية ويرجع الامر مجددا للشعب ليحكم له او ضده.

أليس هذا افضل من الحرب نيابة عن العالم وارسال شبابكم الى موارد الجحيم وبلادكم الى الفقر والدمار؟



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا