الحرس الثوري في قلب المواجهة.. إيران تحتفظ بصواريخ متطورة لم تُستخدم بعد - عين ليبيا
تتجه الأنظار الدولية إلى بنية إيران الأمنية والعسكرية، التي تُعدّ واحدة من أكثر المنظومات تشابكاً في الشرق الأوسط، في ظل تصاعد المواجهة مع إسرائيل واتساع نطاق التهديدات. ومع تسارع التطورات الميدانية، تبرز مؤسستان رئيسيتان في هيكل القوة الإيرانية: الجيش النظامي، والحرس الثوري الإيراني، لا سيما فيلق القدس والباسيج، إلى جانب ترسانة صاروخية متطورة تُبقيها طهران حتى الآن خارج دائرة الاستخدام الشامل، مما يعزز من غموض نواياها العسكرية وقدراتها الردعية.
بينما يتبع الجيش الإيراني لوزارة الدفاع ويختص بمهام الدفاع التقليدية عن الحدود، يتمتع الحرس الثوري بمكانة استثنائية، إذ يتبع مباشرة للمرشد الأعلى علي خامنئي، ويتمتع بصلاحيات استراتيجية تتعدى الشأن العسكري إلى أدوار سياسية واقتصادية وأمنية داخلية وخارجية. ويتولى الحرس تنفيذ السياسات التوسعية لطهران، من خلال فيلق القدس، الذي يشرف على دعم وتمويل الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وتشير تقديرات استخباراتية إلى أن الحرس الثوري يضم نحو 200 ألف عنصر، مزودين بترسانة صاروخية كبيرة، إلى جانب وحدات متخصصة في الحرب السيبرانية، مما يجعله لاعباً متعدد الأدوات في أي صراع إقليمي.
يشكل الباسيج، وهو تشكيل شبه عسكري تابع للحرس الثوري، أحد أبرز أدوات الضبط الداخلي في إيران. ويكلف بمهام تشمل احتواء الاحتجاجات وقمع الحركات المعارضة، كما يلعب دورًا دعائيًا واجتماعيًا في تعزيز الولاء العقائدي للنظام.
رغم تبادل الضربات مع إسرائيل، تحتفظ إيران بعدد من أوراقها الثقيلة التي لم تُستخدم حتى الآن، على رأسها الترسانة الصاروخية بعيدة ومتوسطة المدى. ووفق تقارير عسكرية، تضم هذه الترسانة صواريخ دقيقة موجهة، تطورت تقنياتها بشكل لافت لتشكل تهديداً مباشراً للمنشآت الحيوية في إسرائيل وقواعد أمريكية في الخليج والشرق الأوسط.
في تطور ميداني بارز، أعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران استخدمت صاروخاً متعدد الرؤوس الحربية في إحدى موجات القصف الأخيرة، ما شكّل تحدياً جديداً لأنظمة الدفاع الجوي. ووفق وكالة “إيسنا” وموقع “فراديد”، فإن هذه الصواريخ تمثل مرحلة متقدمة في تطوير القدرات الهجومية الإيرانية، خصوصاً أنها مصممة لتفتيت وتجاوز أنظمة الاعتراض مثل “باتريوت” و”القبة الحديدية”.
المواجهة بين إيران وإسرائيل تتعدى كونها نزاعًا عسكريًا تقليديًا إلى حرب إرادات معقدة، تشمل الفضاء السيبراني، وشبكات الوكلاء، والردع النووي غير المعلن. وترى مصادر أمنية أن إيران تحتفظ بجزء كبير من قدراتها الاستراتيجية كورقة ضغط في حال تصاعدت العمليات إلى مستوى استهداف المنشآت النووية أو دخول واشنطن بشكل مباشر على خط المعركة.
وفي هذا السياق، تُبقي طهران على مبدأ الردع المتدرج، حيث تستعرض قوتها دون استخدامها الكامل، مع إبقاء الرسائل موجهة إلى خصومها الرئيسيين: إسرائيل والولايات المتحدة.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا