الحكومة في فيينـَّا.. والشعب في الجنـَّة؟! - عين ليبيا

من إعداد: عبد المجيد المنصوري

لابد أن يعرف الجميع، أن مؤتمر فيينا تم تفصيلُهُ وحِياكَتُهُ، بالأيادي الكريمة للفحل الأمريكي السوبرمان، المالك الرئيسي (لثلات) الشرق الأوسط الجديد، وابنه ربيع الدمار والموت والتشرُد، وحفيدهما فبرايور الأمن والمن والسلوى والخير، بغرض تثبيت أقدام حكومة الوفاق، التي بدأت، تتحول الى شِقاق.

ذلك الفحل العُتل، وكعادته وبمُجرد أن تحبَلَ منه أي بلد/أمة، بمصيبة كمُصيبَتُنا العبجليلية، يظل يحوم حول حَملهُ، كأي أب، ليفعل المُستحيل، من أجل إنقاذ جنينه، وفى هذا الإطار، وفقط جاءت لمَّة فيينا، التى لجيلنا معها ذكرى أغنية الفنانة الراحلة، إسمهان (بشبش ألله الطوبة اللى تحت راسها) وخفف علينا الأحجار التي تكفُخ رؤوسنا.

كلمات أغنية “ليالي الأنس في فيينا” للشاعر الراحل أحمد رامي، التي أدتها أسمهان للملك فاروق، عند زيارتهُ لفيينا في 1944

https://www.youtube.com/watch?v=rSPsuk2j5IM

وكأنَّا بها أدتها أمس، تبدأ بــ:-

ليالي الأنس في فيينا…نسيمها من هوا الجنّة
نغم في الجوّ له رنَّة…سمعها الطير بكى وغنَّى

وصولاً إلى:-

خيال ساري مع الأوهام…وطيف جاري مع الأحلام
وليه تصبر على الأيام…تفوت من غير ما تتكلَّم.

فعلاً، إن البيت الثاني من المقطع الأول، وبيتي المقطع الثاني، مُعبِّران، وكأنَه تمَّت صياغتُهُما، لوصف ما يجرى لنا وبنا الليبيين، هذه الأيام، كما فصَّلَ سيدُنا/أبونا/مالكُنا، كيري لمَّة فيينَّا، التي زوراً، أفهمونا أنها لإنقاذُنا نحن، وليست حكومة وفاقهم وشقاقـُنا، فقصتُنا الفبرايورية الليبية، قد أبكت ليست طيور فيننَّا فحسب، بل طيور الدُنيا بأسرِها.

إذ بدا واضحاً، أن ما نحلُم به هذه الأيام، يُعتبر وكما أنشدت إسمهان، مُجرد “خيال ساري مع الأوهام” وهو ما ظننا، أن حكومة الصُخيرات، ستكون حكومة وفاق، وأنها ستكون الحل للمُشكلة، فإذا بها، تتحول الى أخطر وأسوأ جزء من المُشكلة، أن لم نقُل، عُقدة حبل سفينة، منقوع بماء البحر، حتى بدا آمل أن نرى ضوءٌ في نفق مُصيبتُنا ضعيف.

أما البيت الأخير مما ورد، وكأنَّا بإسمهان عائشةٌ معنا الأمة الليبية المُغتصبة، التي حملت سفاحاً بما هى فيه، رُغم أن المُضحك المُبكى، هو وجود عدد كبير منَّا، مُدعيي الفحولة الكذَّابة، مُردِّدي (ديسكة) أننا نحنُ أباء جنين ربيعُنا (منين يا حسرة؟!).. توجه لنا أسمهان من خلاله (لمن تبقى منَّا الليبيين) سؤال بما معناه “إلى متى نَصبُر من غير ما نثور، وأقله نتكلم؟؟؟!!!”.

نعم، الى متى، نستمر في الصمت على ما يدور حولنا وبنا؟  ألم ِندَّعى أننا قُمنا بثورة 17 فبرايور المجيدة؟ كما يحلو للمُستفيدين منها (حصرياً) ميليشاويين ومدنيين تسميتها… (قلنا ولا ما قلناش؟) (يا مُتعلمين يا بتوع الثورات؟!)… هل قـُمنا؟! بثورة فبرايور؟!، على ما هو أفظع مما نحن فيه الآن؟؟؟ (قطعاً، لا كبيرة) هل انعدم احساسُنا بأفظع الفظائع؟! (يبدو نعم بطول مسافة الساحل الليبي).

لماذا إذاً، لا نأتي نحن مُدعيِّو إقامة الثورات؟! (أصحاب الكَذبة الكبيرة) بدليلٍ/بُرهان، على بطولتنا المُزيفة، ونثبت أننا ثوار حقيقيون غير مُزيفون ونثور… ويمتد السؤال، وصولاً الى… لماذا إذاً، لا نتوقف عن أدعاء الثوران الكاذب كذباً فاحشاً، إلا اذا ثـُرنا الآن الآن وليس غداً؟؟؟.

وإذا لم نستطيع التحرُك الآن ونثور على كل شيء حولنا، ابتداء بالدواعش، فلنعترف إذاً بأننا، لم نَقُم بالثورة، غير أننا جعلنا أبناءنا يموتون، لنبيع نحن الحُذاق دماءهم، مُقابل الأموال، والمناصب السياسية الإدارية والدبلوماسية بأشكالها (من سفير الى إداري) بعشرة أضعاف حاجة تمثيلنا بالخارج، وبالمُجمَل نعترف أننا لسنا نحن السبب فيما يجرى لنا وبنا، وبالآخر نتعلم كيف نصيح من الألم؟!.

صحيح خرجنا عفوياً ومتنا بعشرات الآلاف، دون أن نعرف من خطـَّطَ لثورتنا، وأين نحن سائرون، ولا ما سيحدث بعد موّتُنا قبل حكومة الوفاق وموّتُنا بعدها (اللى يعرف، يُخبرُنا؟)  وصحيح دماؤنا لا زالت تسيل، وشرفُنا لا زال يُغتَصَب، وصحيح أننا بالآلاف في سجونٌ بمدنٌ عديدة تُساوم بعضها بآلامُنا، فتُعذبنا وتدفِنُنا كل صباح دون مُحاكمة، وصحيح نُزِّحنا داخلياً، وهُجِّر أكثر من نصفنا خارج الوطن.

ولكن للأسف، كل تلك الموت، وهاته الدماء، وهذا الشرف المهدور على أرصفة الدنيا، وتلك السجون الظالمة، لا يرقون الى كونهم، أكثر من دليل على غبائُنا، بل عدم معرفتُنا سبيل الانتفاض على جلاَّدينا اليوم، أو أقله حقنُنا لدماؤُنا، فما بالك بمعرفتُنا القيام بالثورات والتخطيط لها؟!.

اللهُم ابعث فينا روح الإحساس بالألم، الّلَهمَّ ارفع الغِشاوة من على قلوبنا العمياء، وعقولنا الجوفاء، لنهتدى الى سبيل ثورة حقيقية لنا، وليس ثورة مزيفة علينا، مثلما قمنا به 2011 لصالح (مسيو ليفي) فمات أبناؤنا، وعاش هو وأهله الفرنسيين وباقى الناتويين، ليورثوننا بالحياة، مثلما نرى تسريع تنفيذه هذه الأيام، بآيدى أبناؤنا حُذاقـُنا/بيوعينا، أللذين اُبتَلينا، واُبتليَ الوطن بهم، اللهم آمين.

 



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا