الحَالَةُ اللِّيبِيَّةُ حَالَةُ تَوْقٍ إِلَى الاِسْتِقْرَارِ - عين ليبيا

من إعداد: رمزي مفراكس

تُشَكِّلُ الأَزْمَةُ اللِّيبِيَّةُ إِلَى كَثِيرٍ مِنْ الدُّوَلِ العَرَبِيَّةَ وَالإِقْلِيمِيَّةَ حَالَةً جَدِيدَةً لِبَوَادِرِ الاِسْتِقْرَارِ مِنْ مَنْظُورِ أَهَمِّيَّتِهَا فِي مَا تَجَنِّي مِنْ مَنْفَعَةٍ اِقْتِصَادِيَّةٌ لَوْ قَدَّرَ لِلدُّوَلِ العَرَبِيَّةِ وَالإِقْلِيمِيَّةِ رَسْمُ السِّينَارِيُوهَاتِ الجَدِيدُ لِمُعَالَجَةِ القَضِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ الدَّاخِلِيَّةِ.

سَقَطَ نِظَامُ العَقِيدِ مُعَمَّرُ القَذَّافِي وَلِيبِيًّا لَا تُزِلُّ فِي بَحْثٍ مُسْتَمِرٌّ عَنْ إِيجَادٍ مُخْرِجًا مِنْ خَلْفِيَّاتِ الأَزْمَةِ السِّيَاسِيَّةِ العَسْكَرِيَّةِ الدَّاخِلِيَّةِ, حَتَّى تَوَصَّلَتْ الأَطْرَافُ المَعْنِيَّةُ مِنْ الصِّرَاعِ الدَّاخِلِيُّ إِلَى الصُّول مِنْ تَشْكِيلٍ هَيْئَةً تَنْفِيذِيَّةً تَعْمَلُ عَلَى تَوَلِّي تَقْدِيمِ الخِدْمَاتِ العَامَّةِ وَالتَّحْضِيرِ إِلَى لِإِجْرَاءِ اِنْتِخَابَاتِ قُبَلٍ نِهَايَةَ العَامِ الجَرْيَ لِسَنَةٍ 2019.

الفَوْضَى الدَّاخِلِيَّةُ نَتِيجَةَ الفَرَاغِ السِّيَاسِيُّ وَالرَّكْنِ الأَمْنِيُّ وَضُعْفِ الأَحْزَابِ العِرْقِيَّةِ وَالأَحْزَابِ السِّيَاسِيَّةِ وَالمُجْتَمَعِ المَدَنِيُّ وَالمُؤَسَّسَاتِ الدَّسْتُورِيَّةَ اللِّيبِيَّةَ, هَذَا يَخْلُقُ نَوْعَ مِنْ الصِّرَاعِ بَعْضُ الأَطْرَافِ السِّيَاسِيَّةِ وَالعَسْكَرِيَّةِ إِلَى السُّلْطَةِ وَالتَّنَاحُرِ وَاِنْتِشَارِ المِلِيشِيَاتِ المَدْعُومَةِ مِنْ الخَارِجِ.

لَكِنْ الأَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ يَرْجِعُ إِلَى الدُّوَلِ الخَارِجِيَّةِ الَّتِي لَهَا الأَطْمَاعُ وَنَحْنُ نِقُول أَطْمَاعٌ وَلَيْسَ مُصَالِحٌ فِي دَوْلَةٍ مِنْ أَهَمِّ الدُّوَلِ فِي العَالَمِ صَاحِبَةَ النَّفْطِ الأَكْبَرَ فِي قَارَّةٍ إِفْرِيقِيَا, وَهُوَ مَا يَفْرِضُ عَلَى الدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةِ مُعْضِلَاتُ كُبْرَى مِنْ النَّاحِيَةِ الجِيُوسِيَاسِيَّةِ وَجَعْلِهَا تَشْهَدَ حَالَةً مِنْ عَدَمِ الاِسْتِقْرَارِ وَالنِّزَاعَ الدَّاخِلِيُّ المُسْتَمِرُّ.

الأَزْمَةُ اللِّيبِيَّةُ هِيَ فِي حَقِيقَةِ الأَمْرِ أَزْمَةٌ لَهَا وَجْهَيْنِ مِنْ العُمْلَةِ الوَاحِدَةُ الَّذِي يَخُصُّ الصِّرَاعَ الخَارِجِيَّ عَلَى مُكْتَسَبَاتِ الدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةِ وَهُوَ العَمَلُ الجِيُوسِيَاسِيَّةُ الإِقْلِيمِيَّةُ الَّتِي تَرْبُطُ لِيبِيَا بِدُوَلِ الخَارِجِ وَالوَجْهِ الأُخْرَى الصِّرَاعِ الدَّاخِلِيِّ الَّذِي يَخُصُّ القِوَى السِّيَاسِيَّةَ وَالعَسْكَرِيَّةَ مِنْ الدَاخِلِ.

لَقَدْ بِدَاءٍ وَاضِحًا لَدَيْنَّا أَنَّ العَامِلَ الدِّيمُقْرَاطِيَّ فِي لِيبِيَا لَمْ يَنْضَجْ وَلَمْ يَنْجَحْ بَعْدَ فِي إِنْجَاحِ الدَّوْلَةِ الحَدِيثَةِ أَوْ بِالأَحْرَى الجَدِيدَةُ بَعْدَ سُقُوطِ النِّظَامِ الجَمَاهِيرِيَّةُ السَّابِقُ, الَّذِي اِخْتَزَلَ العَقِيدَ مُعَمَّرُ القَذَّافِي الحَكَمُ فِي شَخْصِيَّةٍ وَلَمْ تَسْتَطِيعُ السَّاسَةَ اللِّيبِِيَّةُ حَتَّى الآنَ مِنْ تَشْكِيلِ العَقْدِ الاِجْتِمَاعِيُّ اللِّيبِيِّ فِي إِنْشَاءِ المُؤَسَّسَاتِ الدَّسْتُورِيَّةِ اللِّيبِيَّةِ.

لَكِنْ مِنْ الضَّرُورِيِّ الإِشَارَةُ إِلَى أَنَّ مَكْتَبَ الإِعْلَامِيِّ لِرَئِيسِ المَجْلِسِ الرِّئَاسِيِّ لِحُكُومَةِ الوِفَاقِ الوَطَنِيِّ صَرَّحَ بَيَانٌ عَنْ زِيَارَةِ قَائِدِ أفريكوم لِيبِيَا الَّتِي تَأْتِي فِي إِطَارِ نَهْجِ التَّشَاوُرِ المُنْتَظِمِ الَّذِي أَقَرَّهُ البُلْدَانُ حَوْلَ مُسْتَجِدَّاتِ الأَوْضَاعِ الدَّاخِلِيَّةِ وَاِلْتِزَامِ الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ الأَمْرِيكِيَّةَ بِدَعْمِ حُكُومَةِ الوِفَاقِ الوَطَنِيِّ.

لِنَرْجِعْ وَنَقُولُ أَنَّ الوَجْهَ الآخَرَ مِنْ العُمْلَةِ وَالَّذِي يَتَحَرَّكُ نَحْوَ خُطَّةِ المَبْعُوثِ الأُمَمِيِّ إِلَى لِيبِيَا غَسَّانُ سَلَامَةُ لِتَرْسِيخِ المَسَارِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ مِنْ خِلَالِ اِنْتِخَابَاتٍ تَشْرِيعِيَّةً وَرِئَاسِيَّةً يُمَهِّدُ لَهَا فِي مُؤْتَمَرِ وَطَنَيْ جَامِعٍ فِي غُضُونِ أُسْبُوعَيْنِ مِنْ الزَّمَنِ.

لِيبِيَا لَمْ تَشْهَدْ حَرَاكًا سِيَاسِيًّا مُنَظِّمًا تَحْتُ الدَّسْتُورِيَّةُ الشَّرْعِيَّةُ اللِّيبِيَّةُ مِنْ الدَاخِلِ بَلْ شَهِدَتْ مَعْرَكَةً وَمُعَارَضَةً سِيَاسِيَّةً مِنْ الخَارِجِ مِنْ بَعْدِ تَوَلِّي العَقِيدِ مُعَمَّرُ القَذَّافِي السُّلْطَةُ لِيُصْبِحَ هُوَ الحَاكِمُ الأوحد وَالمُشَرِّعُ الأوحد وَلِإِزَالَتِ أَسْبَابُ الصِّرَاعِ السِّيَاسِيِّ كَمَا هِيَ عَلَيْهَا حَتَّى بُعْدِ زَوَالِ الحُكْمِ الجَمَاهِيرِيِّ.

غِيَابُ الحَدِّ الأَدْنَى لِمُشَارَكَةِ الأَحْزَابِ العِرْقِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّةِ وَالمُجْتَمَعَاتِ المَدِينَةِ القَوِيَّةِ يَعْمَلُ المَزِيدَ مِنْ تَخَبُّطِ الصِّرَاعِ الدَّاخِلِيِّ بَيْنَ القِوَى السِّيَاسِيَّةَ مِمَّا أَدَّى إِلَى نُشُوءِ تَنْظِيمَاتٍ مُسَلَّحَةٍ وَجَمَاعَاتٍ مُسَلَّحَةٍ عَلَى اِمْتِدَادِ الجُغْرَافِيَا اللِّيبِيَّةِ وَتَعَدٍّ الولاءات إِلَى الحُكُومَاتِ المُتَوَاجِدَةِ عَلَى طَرَفَيْنِ المعالة السِّيَاسِيَّةِ.

وَمَفْهُومُ المُوَاطَنَةِ الحَقِيقِيُّ يُحَذِّرُ مَنْ يَحْظَ بِعَقْدٍ دَسْتُورِيَّةٍ الدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةِ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى نَجَاحِ مَشْرُوعِ الدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةِ الجَدِيدَةِ فِي إِنْشَاءِ موئسات حَقِيقِيَّةً فِي لِيبِيَا وَبِذَالِكَ يَكُونُ المَوَارِدُ الطَّبِيعَةَ اللِّيبِيَّةُ هِيَ مُوَرِّدٌ مُشْتَرَكٌ لِلأُمَّةِ اللِّيبِيَّةِ وَيَجِبُ أَنْ تَسْتَغِلَّ مِنْ قَبْلِ المُؤَسَّسَاتِ الوَطَنِيَّةَ لِصَلَاحِ الحَالَةِ اللِّيبِيَّةِ.

لَكِنَّ زِيَادَةُ حَجْمِ التَّدَخُّلَاتِ الخَارِجِيَّةِ وَنُفُوذِ صِرَاعِ الدَّوْلَةِ الإِقْلِيمِيَّةِ وَالاِسْتِقْطَابِ الَّتِي تَسْتَخْدِمُهَا يَزِيدُ مِنْ مَسَّاحَةِ خَوْضِ الصِّرَاعَاتِ الدَّاخِلِيَّةِ وَاِسْتِمْرَارِ الفَوْضَى وَتَرَاجُعِ فَرْضِ تَحْقِيقِ الاِسْتِقْرَارِ فِي الوَقْتِ الرَّاهِنُ الَّذِي لَا يَتْرُكْ لِلِيبِيِّينَ فُرَصَ التَّصَالُحِ إِلَى خَطِّ التَّعَاوُنِ الكَامِلِ بَيْنَهِمْ.

كَمَا أَنْ دَوَافِعُ الأَزْمَةِ اللِّيبِيَّةُ وَبَعْدَ مُرُورِ سَنَوَاتٍ طِوَالٌ عَلَى سُقُوطِ النِّظَامِ السَّابِقِ يَتَمَثَّلُ دَوْرٌ وَغِيَابُ المُؤَسَّسَاتِ اللِّيبِيَّةِ المُوَحَّدَةِ مِنْ الخزرج بِخَارِطَةٍ سِيَاسِيَّةٍ الَّتِي تَلْعَبُ فِيهَا الأَحْزَابَ وَالمُؤَسَّسَاتِ المُجْتَمَعُ المَدَنِيُّ العَمَلِ السِّيَاسِيِّ وَالاِجْتِمَاعِيِّ المُهِمُّ لَصَاحَ المُجْتَمَعُ اللِّيبِيُّ.

لِيبِيَا تَمُرُّ بِمَرْحَلَةٍ مُهِمَّةٌ جِدًّا وَاللِّيبِيُّونَ يَتَطَلَّعُونَ إِلَى حَالَةِ الاِسْتِقْرَارِ السِّيَاسِيِّ وَالرَّكْنِ الأَمْنِيِّ لِلدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةِ وَاِسْتِعَادَةِ مَصِيرِهِمْ فِي نِطَاقٍ الدَّسْتُورِيَّةِ اللِّيبِيَّةُ الَّتِي تَعْمَلُ عَلَى تَوْحِيدِ المُجْتَمَعِ اللِّيبِيُّ تَحْتُ مضلتها بَعِيدَةٌ عَنْ تَكَدُّسِ السِّلَاحِ فِي البِلَادِ وَالتَّهْرِيبِ وَاِنْتِشَارِ الفَسَادِ فِي الدَّوْلَةِ اللِّيبِيَّةُ.

وَخُلَاصَةُ الحَدِيثِ أَنَّ اِسْتِمْرَارَ الوَضْعِ القَائِمَ يَنْطَوِي عَلَى مَخَاطِرَ كَبِيرَةً وَمِنْ التَّدَخُّلَاتِ الخَارِجِيَّةَ فِي الوَضْعِ الدَّاخِلِيُّ وَعَدَمِ تَقَبُّلِ الأَطْرَافِ السِّيَاسِيَّةِ الدَّاخِلِيَّةِ بَعْضُهَا البَعْضُ وَإِدْرَاكُ الوَاقِعِ أَنَّ النِّظَامَ الجَمَاهِيرِيَّ السَّابِقَ ذَهَبَ دُونَ رَجْعَةٍ أَمَّا المَوْجُودُ الآنَ هُوَ نِظَامٌ جَدِيدٌ يُعْمَلُ إِلَى ضَمِّ اللِّيبِيِّينَ تَحْتَ خَيْمَةِ وَاحِدَةِ خَيْمَةٍ الدَّسْتُورِيَّةُ الوَطَنِيَّةَ اللِّيبِيَّةَ.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا